بغداد - (وكالات): سقط قتيلان وأصيب نحو 30 في هجوم صاروخي على معسكر منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة قرب مطار بغداد، بحسب ما أفادت المنظمة. وهجوم الأمس هو الثاني منذ مطلع العام، وقتل 6 معارضين إيرانيين في هجوم مماثل في فبراير الماضي. واستنكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق الهجوم بشدة وطالبت الحكومة العراقية بتقديم كل الإمكانات لمساعدة الجرحى. وقال رئيس البعثة مارتن كوبلر في بيان «نحن في غاية القلق من العنف المأسوي الذي وقع على الرغم من الطلبات المتكررة التي قدمناها لحكومة العراق لتزويد معسكر ليبرتي وسكانه بوسائل حماية تتضمن جدراناً خرسانية».
وأكدت المنظمة الإيرانية المعارضة في بيان صدر من مقرها في باريس سقوط قتيلين بينهما امرأة وإصابة 30. وقال المتحدث باسم المنظمة في بغداد شهريار كيا إن «الهجوم خلف حرائق وعدداً من القتلى والجرحى». ومعسكر ليبرتي الكائن في قاعدة عسكرية أمريكية سابقة قريبة من بغداد يؤوي نحو 3 آلاف من المعارضين الإيرانيين في منظمة مجاهدي خلق. والمعارضون نقلوا في 2012 من معسكر آخر للاجئين في العراق هو معسكر أشرف إثر اتفاق بين الأمم المتحدة وبغداد. ويعتبر معسكر ليبرتي بمثابة محطة قبل أن يغادر المجاهدون العراق الذي وصلوا إليه في الثمانينات. واعتبر كيا أن «الهجوم يأتي متزامناً مع الانتخابات المزورة التي تجري في إيران والأزمات التي يعيشها النظام الإيراني».
وأضاف أن «هذا الهجوم لا يمثل سوى حالة من اليأس من قبل النظام الإيراني للقضاء على المعارضة الرئيسة له». وتأسست منظمة مجاهدي خلق التي تشكل أكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الإسلامي، وقد طردت من إيران خلال الثمانينات بعدما شنت العديد من العمليات المسلحة. وشطبت بريطانيا المنظمة من لائحتها السوداء عام 2008 تلاها الاتحاد الأوروبي عام 2009 فيما قررت وزارة الخارجية الأمريكية في سبتمبر 2012 شطب المنظمة من لائحتها السوداء بعد سنوات من الضغط الذي مارسته المنظمة التي مقر قيادتها في باريس.من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن حكومته عاكفة على تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة وقد حققت الكثير في هذا الصدد، بحسب ما أفاد بيان لمكتبه أمس.
وأشاد المالكي خلال لقائه وفداً عشائرياً من محافظة الأنبار «بمواقف شيوخ العشائر الذين وقفوا إلى جانب الدولة وسيادة القانون». وقال إن «الحكومة عملت بجد منذ اللحظات الأولى لتلبية مطالب المتظاهرين، المشروعة منها، وقد حققت الكثير» مشيراً إلى مصادقة مجلس الوزراء على تعديل قانون المساءلة والعدالة، إضافة إلى موضوع المخبر السري. وأكد المالكي استعداده للمصادقة على القوانين الأخرى التي يطالب المتظاهرون بتعديلها، «من خلال اللجان السياسية التي تعكف على هذا الموضوع».
ويتظاهر مئات من سكان المحافظات ذات الغالبية السنية منذ أكثر من شهرين كل يوم جمعة ويتهمون الحكومة بتهميشهم وإقصائهم.