قال وزير الدولة لشؤون المتابعة محمد المطوع إن الحكومة تضع مسألة التخطيط الاستراتيجي في صدارة أولوياتها، وتحرص على الارتقاء بموظفي القطاع العام في مختلف القطاعات والأجهزة ليكونوا قادرين على دعم برامج واستراتيجيات الحكومة في مجال التنمية.
جاء ذلك خلال افتتاح ورشة «التخطيــــط الاستراتيجــي للتنمية»، بديوان صاحب السمـــو الملكــي رئيــس الوزراء، بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت الشقيقة، وحضور الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة رئيس ديوان صاحب السمـــو الملكـــي رئيس الوزراء، وعدد من القياديين بالـــــوزارات والأجهــــــزة الحكومية المختلفة.
وأكـــد المطـــــوع اهتمــام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بالتخطيط الاستراتيجي، انطلاقاً من إيمان سموه بأن التخطيط أداة مهمة لتحقيق التنمية الشاملة التي تركز الحكومة عليها في برنامج عملها.
وقال المطوع إن التخطيط دليل على مدى نضج الحكومــــة أو المؤسســـة وأنها تضع أمامها متطلبات نجاحها، موضحاً أن عملية التخطيــط ليست فقط وضع أهداف وخطط للتنفيذ وإنما تحتاج إلى أدوات قياس لمعرفة مدى التقدم والنجاح في تحقيق الأهداف التـــي تتضمنهـــا برامــج العمل، وتقييم المحصلات التي تحققت، مضيفاً أن التخطيط ليس فقط علم له أدواته، وإنما هو أيضاً ثقافة تقوم على المنهج العلمي في التفكير ويعتمد على الأدوات العلمية التي تستقي من الخبراء وأصحاب الفكر في هذا المجال.
ونقل المطوع تحيات رئيس الوزراء إلى المشاركيــن فـــي الورشــة، وتمنياتـــه لهم بالتوفيق، وأن تحقق الورشة الأهداف المرجوة منها، مشيداً المطوع بدولة الكويت الشقيقة لدعمها التعاون مع مملكة البحرين في كل ما من شأنه الإسهام في تحقيق النمو والازدهار في البلدين، منوهاً بدور المعهد العربي للتخطيط وما يقدمه من أنشطة وفعاليات ترتقي بالتخطيط في العالم العربي.
وأكد وزير الدولة لشؤون المتابعة أهمية هذه الورشة في تطوير وتنمية قدرات القيادت الشابة في القطاع الحكومي ومدها بالجوانب النظريـــــة والتطبيقيــــة فـــي مسألــــة التخطيـــط الاستراتيجـــــي للتنميــــــة وتطبيقها على أرض الواقــع مستقبلاً.
من جهته قال المستشار بالمعهد العربي للتخطيط بالكويت د. سامي اسكندر إن الورشة تأتي في إطار اللقاءات المستمرة بين ديــــوان صاحـــب السمـــو الملكـــي رئيـــس الـــــوزراء والمعهد العربي للتخطيط بالكويت، حيث تم التنسيـق لإعداد برنامج عن التخطيط الاستراتيجـــــي للتنميــــــة يخاطب الكوادر القيادية في المؤسسات الحكومية البحرينيـة، ويهــــدف إلـــى تعميق المفاهيم الخاصة بالتخطيـــط الاستراتيجـــي للتنميـــة، ورفـــع مقــدرات المشاركين في أعمالهم لإعداد الخطط الاستراتيجية كل في مجاله بالجهة التي يعمل بها.
وأوضح أن البرنامج يتكون مــن مجموعـة محاضـرات نظريـة للتعريـف بأصـول ومفاهيـــــــم التخطيــــــط الاقتصـــــادي والتنميـــــــة الاقتصاديــــة والتخطيــــط الاستراتيجـــــي، ويسلــــط الضوء على بعض التجارب العربية والدولية فيما يتعلق بالتخطيــــط الاستراتيجــي للتنمية، كما سيتم التطرق إلى تجربة مملكة البحرين في التخطيط الاستراتيجي.
ومن جانبه، أكد المستشار بالهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين منفردي أهمية موضوع الندوة في ظل تزايد احتياجات الدول إلــى أهـــداف استراتيجيـــة واضحـــة ووضـــع خطـــط تنفيذية لتحقيقها، مشيداً بحـــرص الحكومـــة علـــى مثل دعم هذه الفعاليات الهامة التي تطور من الأداء لموظفي القطاع الحكومي، منوهاً بدعم رئيس الوزراء للورشة التي تأتي في إطار رؤية سموه الاستراتيجية للتنمية في مملكة البحرين.
وأوضـــح منفــردي أن مــن أهـــم عناصـــر التخطيـــط الاستراتيجـــــي الرؤيـــــــة الواضحة من قبل جميع المعنيين، ووضع أهداف لتحقيقها ثم قياس مدى تحقق هذه الأهداف، مشيراً إلى أن المتابعة عنصر أسـاس في عملية التخطيط وتحقيق الأهداف.
ومـــن ناحيتهـــا، أكــــــدت رئيسة التخطيط بوزارة الأشغـــــــال رجــــاء الزياني أهميـة قضية التخطيــــــط الاستراتيجــــي لأي مجتمع في طريقه نحو التنمية المستدامة، لافتة إلى أهمية وجود ترابط بين الوزارات والجهات الحكومية في الأمور الخاصة بالتخطيط لكي لا يحدث تضارب قد يؤثر على تنفيذ المشروعات التنمويــــة علـــى مستــوى الوطن.
وقالت الزياني إن التخطيط في جوهره عملية وممارسة تحتاج إلى وجود ثقافة للتخطيـــط الاستراتيجــــي بما يضمن إدراك الجميع لها ثم تأتي الأدوات التي تحقق ما يتم التخطيط لانجازه، مقترحة إنشاء هيئة عليا مكونة من القطاعين العـــام والخــاص تتولـــى الإشراف على وضع الخطط الاستراتيجيــة ومتابعتهــــا حتى لا تضيع الجهود هباء.
يشار إلى أنه من المقرر أن تتناول محاضرات اليوم الثاني لورشة العمل التعريف باستراتيجيات التنمية في البلدان العربية، واستعراض لأهم تجارب التخطيط الاستراتيجي للتنمية، فيما تخصص محاضرات اليومين الثالـــث والرابـــع لتقديـــم تطبيقات على الحاسب الآلي لطرق محاكاة نموذج نمو للدول العربية، وفي اليوم الخامس يتـــم استكمـــال استعـراض أهـــم تجـــارب التخطيط الاستراتيجي للتنمية، ومنها التجربة الماليزية والتجربة التركية. وتهدف ورشة العمل إلى تمكين المشاركين من فهم أساسيات التخطيط الاستراتيجـــــي للتنميـــــة، ومدى أهمية التخطيط الاستراتيجي في عملية تحقيق أهداف التنمية، والتعـــرف علـــى خصائـص التخطـيــط الاستراتيجـــــي للتنمية، فضلاً عن دراسة بعــض تجــارب التخطيــط الاستراتيجـي ذات الأهميــة للدول العربية.
وتتمثل العناصر الرئيسة للورشـــة فــــي التعريــــــف بالمفاهيـــــم الأساسيـــــة للتخطيــــط الاستراتيجـــي للتنميــــــــة، والتعريـــــــف بالمبــــــررات الرئيسيــــــة للتخطيــــط الاستراتيجــــي للتنميــــة، واستعـــــــراض أهــــم نمـــاذج التخطيـــط الاستراتيجي وأهم مشاكل تنفيذ الخطط، واستعراض أهـــم تجـــارب التخطيــــط الاستراتيجـــي مــن حـــول العالم ومن الدول العربية.