لا يخفى علينا جميعاً الطفرة المعلوماتية التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي في الأعوام الأخيرة، حيث تحولت هذه المواقع الاجتماعية إلى وسائل إعلامية يعتمد عليها الكثيرون في استقاء الأخبار وإبداء الآراء والاطلاع على ما يجري في العالم متناسين بذلك دور الإعلام التقليدي. وتزامناً مع ما شهده العالم في الفترة الأخيرة من اضطرابات سياسية تزايد دور وسائل التواصل الاجتماعية لتشكل مساحة حرة مقارنةً بالإعلام التقليدي. إن قوة الشبكات الاجتماعية تكمن في سرعة النشر وسرعة التأكيد الممكنة مقارنة بالعملية الروتينية في الصحافة التقليدية وسرعة نقل المعلومة ووصولها إلى عدد كبير من الجمهور الذي لا يملك الوقت الكافي لقراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون أو حتى الاستماع إلى الراديو، كما وساهم ذلك في تحفيز المواطنين العاديين غير المهنيين من خوض التجربة في مجال العمل الصحافي فأصبحوا يرسلون الأخبار ويغطون الأحداث بدون تلك البيروقراطية المزعجة المعتاد وجودها في الصحافة التقليدية. وقد تعد اللغة المستخدمة في وسائل التواصل الاجتماعي أحد المميزات التي جذبت المواطنين نحوها فهي أكثر سهولة وأيسر للفهم من ما هي عليه في الوسائل الأخرى، كما يتميز الخبر فيها بالبساطة والمرونة والاختزال والتركيز على النقاط الجوهرية التي تخدم الخبر من غير إطالة.
ولكن وعلى الرغم من كل هذه المميزات إلا أنها مازالت غير قادرة على مجاراة الصحافة التقليدية المهنية أو زحزحتها من مكانها ولكن ولتأثيرها الكبير على الجمهور، أولت معظم المؤسسات الإعلامية اهتماماً كبيراً بمواقع تواصلها الاجتماعية لتكون أقرب إلى قرائها ومتابعيها.
شريفة سيادي