عواصم - (وكالات): كشفت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أمس أن «إيران اتخذت قراراً عسكرياً قبل الانتخابات الرئاسية بإرسال 4000 جندي من حرسها الثوري إلى سوريا، لدعم قوات الرئيس بشار الأسد، ضد ما وصفته بـ «التمرد السني»». وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها موالية لإيران ومشاركة بعمق في أمنها، إن الأخيرة «ملتزمة تماماً الآن بالحفاظ على نظام الأسد، إلى حد أنها اقترحت فتح جبهة سورية جديدة ضد إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة».
وأضافت أن مصادر إيرانية أكدت أن بلادها في اتصال مستمر مع موسكو بشأن زيادة دعمها لنظام الرئيس الأسد، مع توقع سحب مقاتلي حزب الله من سوريا في القريب العاجل وإبقاء فرق استخباراتية تابعة له هناك»، وأشارت إلى أن حركة «طالبان» الأفغانية أرسلت مؤخراً وفداً رسمياً لإجراء محادثات في طهران، وأن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مساعدة إيران عند سحب قواتها من أفغانستان». ونقلت الصحيفة عن المصادر الإيرانية قولها «إن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على إخراج معدات قواتها من أفغانستان من دون مساعدة بلادهم، وإن الفرنسيين اضطروا لترك 50 دبابة وراءهم حين غادروا أفغانستان لأنهم لم يحصلوا على مساعدة طهران».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية إن «عناصر من حزب الله يقومون بتدريب قرابة 80 ألفاً من قوات الأسد على حرب الشوارع». وقال مسؤول في «حزب الله» إن «القوات استفادت من خبرة الحزب في قتال الشوارع، وهي باتت مستعدة للدخول إلى حلب وقتال الثوار بعد أن تلقت تدريباً إضافياً من الحرس الثوري الإيراني».
ووفق هذا المسؤول فإن حزب الله لن يكون له وجود مباشرة على الأرض في حلب، بل ستقتصر مشاركته على مجموعة من القادة والمستشارين، الذين سيشرفون مع قادة في الجيش السوري على معركة حلب. وقالت تقارير إن «هذا الالتزام كبد كلاً من إيران وحزب الله خسائر كبيرة، فحزب الله، وفق ما نقلت صحيفة «المستقبل» اللبنانية عن بعض مصادره، وفي معركة القصير وحدها، فقد 123 قتيلاً و320 جريحاً، بينهم عدد غير قليل من الذين أصيبوا بعاهات دائمة بسبب الألغام.
من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن «السلطات الأردنية قادرة على اتخاذ الإجراءات التي تحمي المملكة إذا لم يساعدها العالم في التعامل مع الأزمة السورية». ودعا الملك المجتمع الدولي الى «العمل من أجل توفير الدعم المالي لتكاليف استضافة هؤلاء اللاجئين».
ويستضيف الأردن أكثر من 540 ألف لاجئ سوري منذ بداية النزاع في مارس 2011، وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أن يرتفع عددهم إلى مليون و200 ألف مع نهاية 2013. من جهة أخرى، نددت سوريا بقرار الرئيس المصري محمد مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ووصفته بالتصرف «اللامسؤول، بحسب ما أفاد مصدر رسمي. وأضاف أن الرئيس المصري انضم إلى «جوقة التامر والتحريض التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل» ضد سوريا. من جهته، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من تسليح المعارضة السورية قائلاً إن خصوم الرئيس بشار الأسد أكلوا أعضاء بشرية ويجب عدم دعمهم. من جانبه، كرر كاميرون أن على الأسد «أن يتنحى لوضع حد للكابوس في سوريا». وفي شأن متصل، قالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن المملكة العربية السعودية تعتزم تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة مقاتلات نظام الأسد.
وذكرت المجلة الأسبوعية في مقال قالت إنه يستند إلى تقرير سري لجهاز الاستخبارات الأجنبية الألمانية والحكومة الألمانية الأسبوع الماضي أن السعودية تدرس إرسال صواريخ «مانبادس» مسترال الأوروبية الصنع والتي تعرف باسم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة. وأشارت المجلة إلى أن الصواريخ أرض جو التي تطلق من الكتف يمكن أن تستهدف الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة ومن بينها المروحيات. ميدانياً، دمر مقاتلون موالون لتنظيم القاعدة حسينية شيعية في محافظة دير الزور شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد. إلى ذلك، أشار المرصد إلى قصف من جانب قوات النظام على جيوب لمقاتلي المعارضة في دمشق مثل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وإحياء القدم والحجر الأسود والعسالي. وقالت تقارير إن 700 قذيفة سقطت على جنوب دمشق خلال نصف ساعة. كذلك، اندلعت معارك في منطقة الغوطة الشرقية عند أطراف دمشق. وفي حلب، أطلقت القوات النظامية قذائف هاون على حيي الخالدية وبني زيد اللذين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة. وفي لبنان، قتل 3 لبنانيين شيعة وتركي بالرصاص وتحديداً في منطقة مشاريع القاع في البقاع شرق البلاد على الحدود مع سوريا، على خلفية التوتر الطائفي بين السنة والشيعة والذي تصاعد جراء النزاع في سوريا. وقال مسؤول أمني أن «مسلحين قتلوا بالرصاص فردين من عشيرة آل جعفر واحد أفراد عشيرة آل اهمز وتركيا فيما كانوا يهربون المازوت في المنطقة».