قال دبلوماسيون ومحللون إنه «من الممكن أن يساعد انتخاب رئيس إيراني معتدل على تحجيم العداء بين طهران والدول العربية المجاورة لكن الكثير من العرب يشكون في قدرته على إنهاء الصراع الطائفي الذي أذكى الحرب الدائرة في سوريا»، مشيرين إلى أنه «لن يكون لدى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني المعروف بأسلوبه التصالحي والمدعوم من الإصلاحيين الكثير من النفوذ في السياسة التي يحددها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لكن في ظل الصراع الدائر في سوريا والذي يذكي الغضب لدى الدول العربية السنية في أنحاء المنطقة فإن أي بادرة من طهران من الممكن أن تحتويه». وقال سفير بجامعة الدول العربية في القاهرة «نتمنى أن يكون الرئيس الإيراني الجديد مؤمناً بالحل السياسي في سوريا، ومؤمناً بتطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير وأن تكون إيران عنصراً للحل ومساعداً على الخروج من الأزمة». ومضى يقول «جميع المعلومات الني نقرأها عن روحاني قد تدعو للأمل لكن هناك فارقاً كبيراًً بين الحملات الدعائية وخطاب المسؤولية عندما يصبح رئيساً». من جانبه، قال المحلل جمال خاشقجي?? ??»أنا متأكد أنه بالنسبة للقيادة السعودية فهذه هي أفضل نتيجة للانتخابات». وذكر أن محمد خاتمي آخر رئيس إصلاحي لإيران الذي زار الرياض عندما كان رئيساً للبلاد خلال الفترة من 1997 إلى 2005 أصلح العلاقات لكن في وقت كانت فيه النزاعات أقل حدة. وتابع خاشقجي «إيران لم تكن تتدخل بشكل مكثف في سوريا والبحرين واليمن، لم يكن هناك شيعة يقتلون سنة».
وفي سوريا حيث يحارب الكثير من مقاتلي المعارضة من السنة قوات الأسد ومؤسسته العلوية لا يعلق نشطاء المعارضة أملاً كبيراًً على روحاني في التغيير. وفي البحرين، قالت وزيرة الإعلام سميرة رجب «أعتقد أن روحاني فرد في فريق. وأي أحد يأتي من ذلك الفريق سيواصل السياسة ذاتها، لم تعد لدينا ثقة في النظام الإيراني بعد ما حدث في البحرين». وفي مصر، عارض النظام الحاكم الجديد بقيادة جماعة الإخوان المسلمين مؤخراً سياسات إيران في سوريا. وقال المتحدث باسم حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين مراد علي «نتطلع لنرى كيف سيتصرف المرشح الفائز».
واستنكر مصريون تدخل إيران وحزب الله في سوريا، مشيرين إلى أن السياسة الإيرانية تصنع مشاكل حول العالم. لكن مجموعة من رجال الدين اللبنانيين من السنة الذين زاروا الجامع الأزهر لحضور المؤتمر الذي دعا إلى الجهاد في سوريا أبدت أملاً أكبر في التغيير على يد روحاني.
وقال سفير في جامعة الدول العربية إن دول الخليج تتمنى أن يساعد روحاني وهو مفاوض سابق في الملف النووي في نزع فتيل التوتر. لكن مبعوث دولة خليجية في الجامعة قال إن روحاني لن تكون له سلطة كبيرة ومن غير المرجح أن تختلف آراؤه عن سابقيه. وأضاف «جميعهم يهدفون لتصدير الثورة الإيرانية لدول الجوار والتدخل في دول الخليج وسوريا ولبنان واليمن وغيرها لأن السياسة الخارجية الإيرانية يرسمها المرشد الأعلى وليس الرئيس».
وأبدى المجتمع الدولي استعداده للتعاون مع الرئيس روحاني، معرباً في الوقت نفسه عن أمله في أن يلبي الرئيس الجديد تطلعات الأسرة الدولية إلى تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي إضافة إلى موقفها من النزاع السوري. وهنأ قادة خليجيون بينهم خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حسن روحاني بفوزه في انتخابات الرئاسة في إيران. ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «تهنئة حارة» إلى روحاني، مؤكداً أنه «سيواصل حض إيران على أداء دور بناء في القضايا الإقليمية والدولية».
من ناحيتها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد «عازم» على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده. بدوره رأى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في انتخاب روحاني تصويتاً لصالح «إجراء إصلاحات ولسياسة خارجية بناءة».
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تأمل بـ «تعزيز علاقات الصداقة» مع إيران، حليفة دمشق الاستراتيجية، وذلك في رسالة تهنئة بعث بها إلى الرئيس الجديد. ودعت أستراليا من جانبها روحاني إلى استئناف المفاوضات مع القوى الكبرى حول البرنامج النووي «بطريقة جدية» في حين استمرت إسرائيل في المطالبة بإبقاء الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي. وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي وعدم الاعتقاد بأن انتخاب رئيس إصلاحي قد يؤدي إلى تغيير في سياستها. وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال ستاينتز إنه على الرغم من انتخاب المعتدل روحاني إلا أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هو من يتخذ القرارات.
ونزل آلاف الإيرانيين إلى شوارع طهران للاحتفال بفوز روحاني بالانتخابات الرئاسية ورحيل سلفه محمود أحمدي نجاد المحافظ المتشدد، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي ومطالبين بالمزيد من الحريات. وهلل الإصلاحيون بعد انتخاب روحاني منهياً 8 سنوات من حكم المحافظين، لكن التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد هائلة. ورأى مراقبون أن فوز روحاني يسمح بعودة المعتدلين والإصلاحيين إلى الساحة السياسية بعد أن خضعوا منذ سنين عدة لضغوط غير مسبوقة.
في المقابل، نددت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أنها «مسرحية هزلية أنهيت بسرعة من الدورة الأولى خوفاً من انتفاضة شعبية». ورحبت كل الصحف الإيرانية بانتخاب روحاني رئيساً للبلاد، مشددة على التعبئة الواسعة للناخبين من أجل «الاعتدال» في مواجهة «التطرف».
وعنونت صحيفة ارمان «أشرقت شمس الاعتدال»، بينما تحدثت صحيفة اعتماد عن «ترحيب إيران بشيخ الأمل». أما صحيفة شرق الإصلاحية، فرأت أن انتخاب حسن روحاني يعني أيضاً «عودة الأمل وانتصار الإصلاحيين والمعتدلين» الذين وحدوا قواهم في مواجهة المحافظين المنقسمين الذين توزعت أصواتهم على 4 مرشحين.
وفي شأن آخر، ذكرت تقارير أن روحاني، قال إنه درس في «جامعة غلاسكو كالدونيان» الاسكتلندية، وحصل منها في 1995 على ماجستير بالقانون الدستوري، عن أطروحة قدمها بعنوان «السلطة التشريعية الإسلامية مع الإشارة إلى التجربة الإيرانية» ثم تابع دراسته وحصل في 1999 على شهادة دكتوراه، طبقاً للوارد في سيرته الذاتية، بينما معظم معلومات تلك السيرة التي أصبحت شهيرة بعد خوضه الانتخابات، وموجودة «أون لاين» بلغات عدة في الإنترنت، واضح ومقبول، إلا من الدكتوراه التي اتضح أنها لم تكن، وليست إلا من نسج الخيال، هي والماجستير معاً، لأن روحاني لم يكن بين طلاب «جامعة غلاسكو كالدونيان» في يوم من الأيام، وفق ما أكدته الجامعة نفسها، ولا نال من غيرها شهادة دكتوراه أيضاً، وفقاً لقناة «العربية».
«فرانس برس - رويترز»