دبي - رأي 50% من أثرياء منطقة الشرق الأوسط أن ثرواتهم ازدادت خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة، في حين يرى البعض أن الاستثمارات الشخصية هي المساهم الأكبر في إجمالي ثرواتهم. وأشار التقرير الأخير ضمن سلسلة تقارير «ويلث إنسايتس» الصادرة عن قسم إدارة الثروات والاستثمار في «باركليز» إلى أن أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط يبدون ثقة متزايدة حيال إمكانية التنمية السريعة لثرواتهم مقارنة مع أثرياء الأسواق الأخرى حول العالم.
وأجمع أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع من الشرق الأوسط 60% على إمكانية تشكيل الثروة اليوم بشكل أسرع من السابق، مقابل 43% في أوروبا و31% في أمريكا الشمالية.
وتم نشر التقرير -الذي يحمل عنوان «الأصل والميراث: تغير نظام تشكيل الثروة»- مستنداً إلى استطلاع ضم آراء أكثر من 2000 من أصحاب الثروات بينهم عدد من كبار رواد الأعمال والمستثمرين.
ويوفر التقرير دراسة معمقة حول الآليات الراهنة لتشكيل وإنفاق وتبادل الثروات في العالم. كما يتناول المشهد العالمي للثروة، والدور الذي تلعبه الثقافات المختلفة في التحضير للمستقبل آخذين بعين الاعتبار تراث الثقافات تجاه التخطيط للثروة والميراث والعمل الخيري.
وفي اقتصاديات الشرق الأوسط ذات النمو المتسارع، أوضح نحو ثلاثة أرباع المشاركين (73%) في الاستطلاع أن القسم الأكبر من ثرواتهم تم جمعه في غضون أقل من 20 عاماً.
ويميل الأثرياء في هذه المنطقة إلى توظيف جزء أكبر من مواردهم في الممتلكات الخاصة بدلاً من الأصول والمقتنيات الملموسة.
وتتوزع ثروات أثرياء المنطقة وسطياً بشكل كبير في الممتلكات الخاصة 30% من الثروة، تليها الاستثمارات 23%، والمدخرات النقدية 20%. وفي المقابل، تتجه 13% من الثروة فقط إلى الأصول الملموسة.
ومع تنامي حجم الثروات وتكوينها بمعدل أسرع من أي وقت مضى، يتطرق التقرير إلى شدة التحديات التي تواجه الأفراد حديثي الثراء والعائلات التي تحتاج إلى رسم خطة للمستقبل. وأوضح التقرير أن العديد من أثرياء العالم الآن يفضلون تقديم أموالهم للعائلة والأصدقاء والأعمال الخيرية في حياتهم بدلاً من توريثها، إذ يعتبرون ثرواتهم كأداة «تمكين». ويسود هذا التوجه منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، حيث يخطط 19% من أثرياء الشرق الأوسط لوهب كامل ثروتهم للعائلة والأصدقاء والجهات الخيرية خلال حياتهم مقارنة مع 5% فقط في المملكة المتحدة و4% في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشف 96% من المشاركين في الاستطلاع من الشرق الأوسط عن نيتهم في وهب ثروتهم -جزئياً أو بالكامل- إلى العائلة أو الأصدقاء إما خلال حياتهم أو كميراث.
وقال المدير التنفيذي ورئيس إدارة الثروات والاستثمار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «باركليز» روري غيلبرت: «بالنسبة لأصحاب الثروات في أسواق النمو الجديدة، تعد الأموال بمثابة أداة تمكين لعائلاتهم، ولذلك يبدي هؤلاء رغبة في نقل ثرواتهم وتوريث أعمالهم إلى الأجيال الجديدة».
وأضاف غيلبرت: «نتوقع حدوث نمو كبير في المكاتب العائلية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع سعي أثرياء المنطقة، الذين بنوا ثرواتهم على مدى العقود القليلة الماضية، إلى اعتماد سبل مناسبة لنقلها إلى الجيل التالي».