عواصم - (وكالات): دعت السعودية الأمة الإسلامية أمس إلى الوقوف في مواجهة تزويد «النظام السوري الفاقد للشرعية بالأسلحة والعتاد والأفراد»، محذرة من مغبة تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية للآخرين.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز «أهاب بالأمة الإسلامية أن تقف في مواجهة تزويد هذا النظام الفاقد للشرعية بالأسلحة والعتاد والأفراد لعدم مواصلة عدوانه على الشعب السوري».
وأضافت أن العاهل السعودي «حذر من مغبة المغامرات التي ترتكبها بعض الدول وتدخلها في الشؤون الداخلية للآخرين مما يزيد حدة التوتر وعدم الاستقرار». وقطع الملك زيارته الخاصة للمغرب، حيث كان يمضي إجازة مرضية وفترة نقاهة عائداً إلى جدة الجمعة الماضي للوقوف على «تداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة». وتابع المصدر أن المجلس ناقش «تداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة، والاتصالات والمشاورات والمباحثات الدولية بشأنها، خصوصاً الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في سوريا واستمرار المذابح واستخدام الآلة العسكرية ضد الشعب».
وقد ذكرت مجلة «در شبيغل» الألمانية أمس الأول أن السعودية تعتزم تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات.
في غضون ذلك، قال مصدر خليجي مطلع إن السعودية بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات «على نطاق محدود» منذ نحو شهرين.
وذكر المصدر أن الصواريخ التي تطلق من الكتف تم الحصول على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا، مضيفاً أن فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى المنطقة.
في المقابل، أكد الأسد في مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ» الألمانية أن أوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة فيما يحضر الملف السوري في قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية.
وأوضح الأسد أنه «إذا قام الاوروبيون بإرسال أسلحة، فإن العمق الأوروبي سيصبح أرضاً للإرهاب وستدفع أوروبا ثمن ذلك».
ورفض أيضاً اتهام الغربيين للجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة. وفي قمة مجموعة الثماني التي افتتحت أمس، تريد الدول الغربية انتزاع تنازلات حول سوريا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المصمم أكثر من أي وقت مضى على دعم نظام دمشق.
وانتقد زعماء غربيون بوتين لدعمه الأسد، الأمر الذي يهيء الساحة لاجتماع قد يكون صعباً لزعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى. وأقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يرأس قمة مجموعة الدول الثماني في أيرلندا الشمالية بأن «الخلاف كبير» بين موقفي روسيا والغرب من سوريا. وقالت موسكو إنها لن تسمح بفرض مناطق حظر جوي على سوريا. ويجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع بوتين في وقت لاحق وسيحاول في المقابلة التي قد يسودها جو فاتر إقناعه بدفع الأسد إلى التفاوض. وحذر بوتين الغرب من خطر إشاعة الاضطراب في أنحاء الشرق الأوسط بتسليح المعارضة السورية.
من جهتها، طالبت حركة حماس حزب الله الشيعي اللبناني بسحب قواته من سوريا وإبقاء سلاحه موجها فقط ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن دخول قواته في سوريا أسهم في زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة.