تمكّــن فريــق المجلـس الأعلـــى للبيئـــة المكلــف بمعالجة مشكلة الحوت النافق قرب ساحــل البديـع مــن نقلــــه إلــى المركـــز الوطني للاستزراع البحري بمنطقــــــة رأس حيــــان، حيث أخذت منه عينات للفحص لأغراض البحث العلمي، وتم دفنه تمهيداً لتحلــل جيفتــه بالكامــل ومن ثم سيتم لاحقــاً استخراج الهيكل العظمي للاستفادة منه لأهداف علمية وتوعوية.
وتمت العملية قبل الموعد المحدد نظراً لهبوب رياح شديـــدة ليـــل أول أمـــس تسببت في انقطاع الحبال المثبتة للحوت الضخم ذي الإثني عشر متراً وتحركه نحو مياه أعمق سمحت برفعه بواسطة جرافة ثقيلة صباح اليوم التالي بمساعدة إحدى شركات الخدمات البحرية العاملة في المنطقة، وحمله على منصة عائمة تجاه الساحل.
وتقدم المجلس الأعلى بالشكــــر الجزيــــل إلــــى أهالي المناطق المجاورة لتحملهم الروائح السيئة المنبعثـــة مــن الحــــوت، حيث أبدى المسؤولون ارتياحهم لكون الظروف قد جاءت مواتية لتختصر مدة المعاناة وتعجل بتنفيذ الحل الجذري للمشكلة.
من جانبه، أثنـــى القائـــم بأعمال مدير إدارة التنوع الحيوي عبدالقادر خميس بالجهــود الحثيثـــة التـــي بذلها الأخصائيـــان علـــي شعيـــب وعـــادل الماجـــد مـــن المجلـــس الأعلـــى، واللـــذان قامـــا بمباشــرة مشكلة الحوت النافق في الموقع منذ اليــوم الأول، متحمليــــن بذلـــك الحـــر والرياح الشديدة والروائح الكريهة في سبيل تخليص الأهالي من هذه المشكلة، والمحافظة على المظهر العام والحضاري للمنطقة، ومثمناً المساهمة في عملية نقل الحوت التي جاءت بمبادرة من مؤسسة المحيط للغوص والخدمات البحرية. وقال خميس «تم التعرف على الحوت وهو من فصيلة برايد Bryde، وهو ما أكده خبراء من دول مجلس التعاون، كما إن هذه الفصيلة تتواجد في مياه الخليج وسجلت لها 5 حالات نفوق بعضها غير محدد الأسباب، والآخر بسبب تعرضها لضربات من مراوح محركات البواخر الكبيرة وناقلات النفط». وأضاف: «يقتات هذا النوع من الحيتان على الأسماك والحبار، ولم يتضح سبب نفوقه لدينا، كما لم يتمكن الخبراء في الدول المجاورة من تحديد السبب بعد عرض المعلومات والصور عليهم».