عواصم - (وكالات): دعت قوى «14 آذار» في لبنان، الرئيس ميشال سليمان إلى «الطلب من «حزب الله» الشيعي اللبناني بسحب مقاتليه من سوريا»، كما دعته إلى «إصدار أمر بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا لمؤازرة القوات الدولية»، فيما «حذرت من انهيار الدولة»، محملة الحزب المسؤولية في «جر البلاد إلى حرب سوريا».
واعتبرت في مذكرة خطية قدّمتها إلى رئيس البلاد، وتلاها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في مؤتمر صحافي أن «تورّط حزب الله في سوريا يشكل خرقاً للدستور والقانون وسيادة الدولة اللبنانية ناهيك عن خرقه للمواثيق العربية والدولية».
من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تسيير الأعمال في لبنان وائل أبو فاعور إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدأت تطهيراً عرقياً للسنة وتتعمد دفع اللاجئين عبر الحدود إلى لبنان.
ميدانياً، عزز الجيش اللبناني انتشاره في شوارع مدينة صيدا جنوب البلاد، محذراً من أنه سيطلق النار على أي مسلح، وذلك في بيان أصدره بعد ساعات من توتر أمني شمل انتشاراً مسلحاً وإطلاق نار أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وأفاد مصدر أمني أن إطلاق النار قام به مناصرون لرجل الدين السني المناهض لحزب الله الشيعي الشيخ أحمد الأسير. وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني أن صاروخين سقطا من سوريا في البقاع اللبناني الذي يشكل منطقة نفوذ لحزب الله الشيعي الداعم للنظام السوري.
في غضون ذلك، وبعد يومين من المحادثات الشاقة خرجت قمة مجموعة الثماني باتفاق يمكن وصفه بالحد الأدنى حول سوريا يدعو إلى تنظيم مؤتمر سلام «في أقرب وقت» لكنه يترك كافة المسائل الأساسية لتسوية النزاع عالقة. ويعكس البيان الختامي لمجموعة الثماني حول سوريا مع صيغته الفضفاضة والغامضة الخلافات العميقة بين موسكو الداعمة لنظام دمشق والغربيين الذين يساندون المعارضة السورية.
وفي أثناء القمة التي استمرت أعمالها ليومين في لوخ ايرن بأيرلندا الشمالية، دارت نقاشات محتدمة بين الغربيين من جهة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهة أخرى، حول سوريا حيث تبادلوا كثيراً من الانتقادات والكلام الجارح.
وشكك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جدوى عمل عسكري أمريكي كبير بسوريا، مشدداً على ضرورة بناء معارضة سورية قوية ضد الأسد.
وأقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يستضيف القمة بأن «التوصل إلى اتفاق لم يكن أمراً سهلاً» مشيراً إلى محادثات «صريحة» بين القادة.
وما كادت القمة تنهي أعمالها حتى تحدث بوتين مجدداً عن إمكان إرسال شحنات أسلحة جديدة إلى النظام السوري، موجهاً بذلك ضربة شديدة إلى توافق شكلي توصلت إليه المجموعة.
وأكد قادة مجموعة الثماني في بيانهم «نبقى ملتزمين بإيجاد حل سياسي للأزمة» مشددين على تصميمهم على تنظيم ما يسمى مؤتمر جنيف 2 «في أقرب وقت». وبحسب النص فإن هذا المؤتمر المفترض أن يضم إلى طاولة واحدة ممثلين لأطراف النزاع السوريين، ينبغي أن يسمح بقيام «حكومة انتقالية تتشكل بالتوافق المشترك وتتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة». وفي مقابلة مع صحيفة «فرنكفورتر الغيميني تسايتونغ» الألمانية أكد الرئيس بشار الأسد أن تنحيه في الظروف الراهنة «خيانة وطنية». وأخذت مجموعة الثماني علماً بتنامي حضور الجهاديين في المعارضة المسلحة معربة عن قلقها من «الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سوريا ومعربة عن أسفها لكون الطابع «الطائفي» يطغى بصورة أكبر على النزاع. وهي صيغة يمكن أن تستند إليها دمشق التي لم تكف عن التكرار أنها تحارب «إرهابيين».
وأخيراً دان قادة مجموعة الثماني «أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا» وطالبوا بدخول بعثة تحقيق للأمم المتحدة إلى الأراضي السورية، الأمر الذي ترفضه دمشق حتى الآن.
إلى ذلك سيصرف قادة مجموعة الثماني مساعدة بقيمة مليار ونصف مليار دولار لسوريا وبلدان الجوار.
من جهته، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه مايزال يتعين بذل جهود كبيرة لعقد مؤتمر «جنيف 2».
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن مشاركة نظيره الإيراني المنتخب حديثاً حسن روحاني في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده لتسوية النزاع في سوريا ستكون «موضع ترحيب إذا كانت مفيدة».
ميدانياً، تحاول القوات النظامية السورية استعادة معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون معارضون. في غضون ذلك، تدور اشتباكات بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلين المعارضين في حي القدم جنوب دمشق، بحسب المرصد.
إنسانياً، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من خطر تفشي وباء الحصبة شمال سوريا، مشيرة إلى أن المرض أصاب حتى الآن 7 آلاف شخص في حين أدى النزاع المتواصل إلى توقف حملات التلقيح المعتادة.