افتتح أمس في الدوحة أول مكتب سياسي لحركة «طالبان» بهدف تسهيل مفاوضات السلام في أفغانستان على أن تعقد الحركة اجتماعاً مع مسؤولين أمريكيين في العاصمة القطرية في غضون أيام، كما أعلن الطرفان.
وحضر مسؤولون من قطر ومن حركة طالبان الافتتاح الرسمي لـ «المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية»، وذلك في مبنى من طابقين في منطقة الدفنة الراقية القريبة من مقار البعثات الدبلوماسية.
وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم في المؤتمر الصحافي الذي خصص لافتتاح «المكتب السياسي لامارة افغانستان الاسلامية» ان الحركة «لا تريد الاضرار بالاخرين ولا تسمح لاحد بان يستخدم ارض افغانستان لتهديد امن الدول الاخرى».
كما اكد ان حركة طالبان تهدف من المكتب إلى «الحوار والتفاهم مع دول العالم لتحسين العلاقات» و»دعم عملية سياسية وحل سلمي يتكفل بإنهاء الاحتلال في أفغانستان وإقامة نظام إسلامي مستقل فيها».
وأشار إلى أن المكتب سيقوم أيضاً بـ «لقاءات مع الأفغان بحسب ما تقتضيه الظروف» وسيواصل «العلاقات مع منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات غير الحكومية». من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بقرار طالبان فتح مكتب في قطر، فيما أكد مسؤولون أمريكيون كبار للصحافيين في واشنطن أنهم سيلتقون المسلحين الأفغان في «غضون بضعة أيام».
وقال مسؤول أمريكي إن اللقاء يسجل «بداية مسار شديد الصعوبة».
وتوقع المسؤول «ان يتبع ذلك بعد بضعة ايام لقاء بين طالبان والمجلس الاعلى للسلام، الهيئة التي شكلها الرئيس الافغاني حميد كرزاي لهذا النوع من المحادثات».
واكد نعيم بدوره اللقاء المتوقع مع الامريكيين، وقال لمجموعة من الصحافيين في الدوحة بعيد افتتاح المكتب «سنبدأ الحوار مع الجانب الامريكي قريبا».
واشار الى ان مسألة المعتقلين في غوانتنامو «من ضمن القضايا الرئيسية التي ستطرح للحل في التفاوض مع الجانب الامريكي».
وعن إمكان اللقاء مع ممثلين لحكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي، الأمر الذي كررت طالبان في السابق رفضه، قال نعيم «لا شيء حتى الآن لكن بحسب ما تقتضيه الظروف». إلا أنه قال إن أي مشاركة في حكومة يقودها كرزاي «ليست واردة على الإطلاق» من جانب طالبان.
وحضر افتتاح المكتب نحو 10 ممثلين لحركة طالبان بثيابهم الأفغانية التقليدية، فيما رفع علم «إمارة افغانستان الإسلامية» الأبيض والأسود على منصة المؤتمر الصحافي، ولكن ليس على اعلى مبنى المكتب.
من جهته، قال مساعد وزير الشؤون الخارجية القطري علي بن فهد الهاجري «نحن على ثقة بان نشاط المكتب سيساهم في دفع عملية السلام في افغانستان الى الامام، بعيدا عن اي نشاط عسكري او عمل عنف داخل افغانستان او خارجها». واعتبر في كلمة انه يتعين على هذا المكتب الذي ياتي ثمرة أشهر من المحادثات، ألا يقوم بأي نشاط يتعارض مع القانون القطري والدولي. واكد الهاجري ان «دولة قطر تبذل كل جهد ممكن من أجل إحلال السلام والاستقرار في افغانستان».
ومع استمرار النزاع الافغاني، دعا عدد متزايد من المسؤولين الأفغان والغربيين في السنوات الأخيرة إلى بدء مفاوضات سلام خصوصاً لتفادي حرب أهلية في المستقبل بعد انسحاب معظم جنود الحلف الأطلسي من البلاد في أواخر عام 2014.
لكن رغم بعض الاتصالات الاولية خصوصاً بين طالبان والغربيين لم يبدأ اي مسار تفاوضي بعد.
فطالبان رفضت حتى الآن المشاركة في مثل هذه المفاوضات طالما بقي جنود اجانب يعتبرونهم «غزاة» على الأراضي الافغانية.
لكن في يناير 2012 قاموا بخطوة في هذا الاتجاه مؤكدين استعدادهم لفتح مكتب سياسي خارج افغانستان لتسهيل مفاوضات السلام.
وأوضح المسلحون الافغان ان مكتب الدوحة سيساعدهم في بناء علاقات مع بقية العالم ومجموعات افغانية اخرى والاتصال مع الأمم المتحدة ونشر معلومات لوسائل الإعلام.
«فرانس برس»