قال رئيس النيابة مهنا الشايجي إن المحكمة الكبرى الجنائية أصدرت حكماً أمس بسجن ستة متهمين 10 سنوات وإلزام المتهمين عدا الخامس بالتعويض المدني المؤقت، عن تهمة إحداث تفجير بقصد ترويع الآمنين.
وتشير تفاصيل الواقعة إلى أن المتهمين الستة وآخرين من محدثي الشغب أشعلوا إطارات بعد أن وضعوا بها إسطوانة غاز قاصدين من ذلك إحداث أكبر ضرر بالممتلكات العامة والخاصة مما أدى إلى انفجار قوي تطايرت على إثره شظايا الإسطوانة وأصابت المجني عليها في منزلها على بعد حوالي مائة متر من موقع الانفجار، محدثةً بها إصابات متفرقة في وجهها أدت إلى عاهة مستديمة حددت نسبتها بـ5% هي عبارة عن تشوهات بالجبهة والجفن العلوي الأيمن وتنمل بذلك الموضع فضلاً عن إصابة طفلها بإصابات متفرقة، كما تضررت محتويات المنزل جراء ذلك التفجير.
وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة فور تلقيها البلاغ، حيث تم القبض على أحد المتهمين والذي اعترف تفصيلاً بارتكاب الواقعة مع باقي المتهمين، وقد أحالتهم النيابة إلى المحكمة الكبرى الجنائية باتهامهم بإحداث تفجير بقصد ترويع الآمنين، والحرق العمدي تنفيذاً لغرض إرهابي أفضى إلى إصابة المجني عليها بعاهة مستديمة، وإحراز وحيازة عبوات قابلة للاشتعال بقصد تعريض حياة الناس والأموال العامة والخاصة للخطر والاشتراك في أعمال شغب الغرض منها الإخلال بالأمن العام، مستندة في ذلك لأدلة مستمدة من اعتراف المتهم الأول، وشهادة مجري التحريات وأقوال المجني عليهما والتقارير الفنية، حيث قضت المحكمة بحكمها سالف الذكر.
وتعرضت المواطنة رانيا زين العابدين وابنها الطفل عبدالله كاظم (10 سنوات)، إلى إصابة بتفجير أسطوانة الغاز وهما بمنزلهما بمنطقة البلاد القديم.
وتساءلت رانيا في حديث سابق لـ»الوطن» من داخل المستشفى العسكري بحضور الأب والجدة (والدة الأم) عن من السبب في ذلك الضرر النفسي؟ مطالباً «أريد محاسبته قانونياً».
وأوضحت «لم ننعم بالراحة إلا أيام السلامة الوطنية التي أحسسنا فيها بالأمان ولم تشهد منطقتنا أي مناوشات أمنية». وطالبت «منظمات حقوق الإنسان والمراقبين في الخارج أن يضعوا حداً لهذه الأعمال الإرهابية وأن يكون موقفهم واضحاً ومديناً لها».
وأضافت «بعد ما مررت به وما شعرت به من حجم الخطر وعدم الأمان والإرهاب المعنوي والمادي والنفسي، أصبحت أشفق على حال رجال الأمن الذين يتعرضون يومياً إلى مثل هذه الأعمال الإرهابية وليس بيدهم سلاح يدافعون به عن أنفسهم أمام مجموعة من الإرهابيين، ولا أستعجب استخدام الشرطي الغازات المسيلة للدموع بكثرة فهو لا يستطيع حماية نفسه إلا بهذه الطريقة، التي أصبحت لا تؤثر في المخربين بل إنهم يمسكون قذيفة المسيل للدموع بيدهم ويعيدون قذفها على رجال الأمن»، وطالبت رانيا خلال الحوار «وزارة الداخلية وصانعي القرار بتزويد الشرطة بأسلحة نارية للدفاع عن أنفسهم وعن المواطنين».
فيما ذكر ابنها عبدالله «أراهم من غرفتي يومياً لديهم أسلحة غريبة ويضعونها في أيديهم وهي عبارة عن قذيفة سريعة وملتهبة يحاولون إحراق الشرطة بها. كما إنهم يصنعون أسطوانات غاز صغيرة، ولقد وقعت اثنتان في حديقة منزلنا قبل أسبوعين، وأنا أخاف من منزلنا كثيراً ولا أود الرجوع إليه أو تذكره». ووصف عبدالله ببراءة حادث الانفجار، مؤكداً أنه كان في غرفته عندما سمع أول صوت أشبه بالانفجار حوالي الساعة 9 والنصف مساءً، فذهب إلى غرفة والدته يخبرها بأنه لا يستطيع النوم فيها من شدة خوفه من الإرهابيين، إلا أن والدته قالت له «أنت كبير ورجل وسنذهب لغرفتك لترى بعينك أنه لا يوجد شيء»، مضيفاً «عندما أخذتني أمي إلى غرفتي فتحت الستارة لتريني أنه لا يوجد مخربون في الشارع. وفي هذه الأثناء، قالت لي أمي اذهب بعيداً عن النافذة وما هي إلا ثوانٍ وحدث الانفجار وطحت على الأرض ولا أتذكر ما حدث، غير أن والدتي كانت بقربي مغطاة بالدم».
وشرحت أم عبدالله الانفجار من جانبها فقالت «عندما جاء عبدالله إلى غرفتي مذعوراً بدأت بتهدئة روعه حتى ينام ويستطيع النهوض باكراً إلى مدرسته»، وأضافت «قلت له إنت رجل يا عبدالله ولابد أن تنام في غرفتك وما يحدث على الشارع هو ما يحدث يومياً من إحراق إطارات. وفي هذه الأثناء دخلنا غرفة عبدالله وذهبت عند النافذة فإذا بي أشاهد ناراً واثنين من الشرطة يتقدمان نحوها وما هي إلا ثوانٍ حتى عادوا أدراجهم مسرعين هاربين ففهمت أنه ممكن تكون هناك أسطوانة غاز لما رأيت فزع رجال الأمن، فتراجعت للوراء وطلبت من عبدالله الابتعاد ولكن الوقت كان أسرع منا وحدث الانفجار وسقط كلانا على الأرض ولم أنتبه إلا على صوت بكاء عبدالله يقول لي (ماما لا تموتي)، وأردفت رانيا «في هذه اللحظة لم أفكر سوى في أبنائي فكنت خائفة على عبدالله وبنفس الوقت أفكر في ابنتي اللاتي ترقدان في غرفتهما ولا أعلم ما حل بهما».
تقول رانيا «لقد دخلت علينا أسطوانة الغاز وكأنها كانت موجهة إلى النافذة وحتى لو لم تكن مقصودة، فمجرد وضع أسطوانة غاز بغرض التفجير قرب الأحياء السكنية أعتبره تعدياً مقصوداً، ومجرد سكب زيت على شارع عام يعتبر محاولة قتل متعمدة للآمنين والمارين بسلام في مركباتهم مستخدمين الشارع، وأن أي قذيفة «مولوتوف» يتم قذفها عشوائياً على رجال الأمن في الشارع أو وسط الأحياء السكنية يكون عرضة لها أي مواطن عادي لا حول له ولا قوة».
وأعربت أم عبدالله (رانيا) عن استيائها مما وصل إليه الأمان في الشارع البحريني، متسائلة «كيف أصبح مقر الأمان وهو المنزل مقر للرعب والإرهاب»، مشيرة إلى أن «وصول الإرهاب داخل المنزل يعد تدرجاً خطيراً في الأعمال الإرهابية والتخريبية»، مطالبة بالتعويض النفسي والمعنوي وحتى المادي عن ما عانته مع أبنائها طوال هذه الفترة.
مشيرة إلى أن عائلاتها بالكامل تضررت وأصيبت من هذا الإجرام ولم تقتصر الجروح فقط عليها وابنها عبدالله، حيث إن الضرر النفسي أشد وطأة على ابنتيها الصغيرتين جواهر ودانة»، وعندما رأينا جواهر كنت أناديها باسمها لأسلم عليها وكانت الطفلة ذات 8 أعوام تلف وجهاً عني لا تريد مشاهدة أمها التي تجلس بقربي وتغمض عينها، وعندما استفسرت من أمها عن سبب تصرفات جواهر قالت «جواهر خائفة مني ومن منظر وجهي الذي لمحته يوم الحادث مغطى بالدماء لذلك هي تتجنب رؤيتي خوفاً من أن تراني بنفس الصورة، مبيّنة أن جواهر لم تر وجه أمها من بعد الحادث أبداً وكذلك لا ترغب في زيارتها بالمستشفى». ذرفت الأم دموعها مرة أخرى وقالت من السبب في ذلك الضرر النفسي، أريد محاسبته قانونياً». وقال الطبيب المشرف على حالة الأم وابنها منذ البداية إلى اليوم «الجروح والأضرار التي تعرضت لها الأم هي منتشرة على كامل جسدها جراء الزجاج المتناثر إثر الانفجار، حيث تم استخراج من 10 إلى 12 زجاجة كبيرة الحجم وهذا غير الزجاج الصغير المتناثر في شعر المريضة وباقي جسدها، مشيراً إلى أن الزجاج يحتاج إلى أشعة مقطعية ومن خلالها يتم اكتشاف مدى توغل الزجاج في الجسد». وأكد الطبيب «تعرض الأم والطفل إلى ارتجاج خفيف في المخ، لافتاً إلى أن الضرر النفسي أكثر على الحالتين، مبيناً أن الأضرار في عبدالله اقتصرت على منطقة الوجه حيث إن الأم كانت تحميه خلفها ولم يكن يظهر منه إلا الوجه الذي كان يحاول أن يرى ما يحدث أمام والدته.