كتب عبدالله إلهامي:
اعتادتا الذهاب بالباص يومياً، أمس فقط قررتا ارتياد سيارة، هي ككل القرارات المفاجئة التي تسبق وقوع القدر. حملتا وروداً لمدربتهن في التمريض آخر يوم من تدريبهن في المستشفى العسكري، فكانت ورود آخر يوم في الحياة.
الشابتان منال عادل قمبر (19 عاماً)، ورملة علي أحمد (19 عاماً) سقطت بهما السيارة من «كوبري السيف» عند السادسة والنصف صباح أمس في خبر حادث آلم البحرينيين، فيما لا تزال زميلتهما سناء عوض (20 عاماً) ترقد بـ «السلمانية» مع بوادر لاستقرار حالتها. السائقة فوجئت بانحراف سيارة أمامها واصطدمت بالحاجز الإسمنتي، وفي محاولة لتفاديها اصطدمت بالحاجز الحديدي وهوت. كوبري السيف نفسه شهد حادثاً مماثلاً أودى بحياة خليجي قبل أشهر، وأشارت التقارير الأولية حينها إلى أن «السرعة وضعف السياج الحديدي للكوبري هما السبب وراء الحادث». الأمر الذي أثار أمس شكوكاً حول مواصفات السياج وشبهات بوجود غش هندسي أثناء الإنشاء.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء سارع بتوجيه المسؤولين لمعاينة الحواجز الحديدية التي تحمي الجزر الوسطى المفتوحة في الكباري والجسور فوراً. وأمر باستبدال المصدّات الحديدية بأخرى أكثر أماناً إن لزم الأمر.
تدرس الفتيات الثلاثة تخصص تمريض بالجامعة الأيرلندية في عامهن الثاني، قدر الله أن يفقد الأهالي شابتين منهن في عمر الزهور التي حملنها، فيما لا تزال أسئلة الإنشاء تقض مضجع الرأي العام.