عواصم - (وكالات): قال مصدر حكومي قطري إن «السلطات القطرية أبعدت 18 لبنانياً من أراضيها بعد قرار مجلس التعاون الخليجي اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى «حزب الله» الشيعي اللبناني، والمقيمين في دول الخليج بسبب تدخل الحزب في المعارك في سوريا». من جهته، قال سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري إن «الإجراءات التي ستطبقها المملكة تطال الداعمين لحزب الله الذي أخطأ في حق نفسه وفي حق طائفته وبلده، وهذا القرار يستهدف من غُرّرَ بهم». وأوضح «إننا ننظر بالمعيار الأمني في ما يتعلق بتطبيق قرار مجلس التعاون الخليجي بشأن المقيمين في السعودية والمنتسبين إلى حزب الله»، وهذا القرار لا يستهدف الشيعة وحدهم بل كل من يقوم بعمل ينافي قرار المجلس». وأعلن مجلس التعاون الخليجي بداية الشهر الجاري اتخاذ إجراءات «ضد المنتسبين لحزب الله في إقامتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية».
وأصدرت معظم الدول الخليجية منذ أشهر قراراً بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، حفاظاً على أمنهم وبسبب التوترات الأمنية المتنقلة في لبنان على خلفية النزاع السوري. في غضون ذلك، دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان «حزب الله» إلى عدم المشاركة في عمليات عسكرية بعد معركة القصير في سوريا وإلى العودة إلى لبنان»، مشيراً إلى أن «تدخل الحزب في سوريا يؤدي إلى توترات بلبنان». ميدانياً، أعلن الجيش السوري الحر أنه «سيطلب من مجموعة أصدقاء سوريا خلال اجتماعها غداً السبت في الدوحة أسلحة نوعية تتضمن صواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وإقامة منطقة حظر جوي»، فيما تتصاعد العمليات العسكرية في حلب شمال سوريا مع استمرار القصف والمعارك في أجزاء من العاصمة وريفها.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «بلومبورغ» الأمريكية أن «رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي اختلف خلال لقاء في البيت الأبيض مع وزير الخارجية جون كيري حول فوائد شن ضربات عسكرية ضد نظام الأسد».
من جانبه، أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطلب من مجموعة أصدقاء سوريا خلال اجتماعها غداً السبت في الدوحة أسلحة نوعية، في وقت شهدت الساعات الماضية تصعيداً في العمليات العسكرية في منطقة حلب شمال سوريا مع استمرار القصف والمعارك في أجزاء من العاصمة وريفها. وذكر المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي مقداد أن الجيش الحر سيطلب من أصدقاء سوريا «أن تمده خصوصاً بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وبإقامة منطقة حظر جوي»، متعهداً بألا تصل هذه الأسلحة إلى متطرفين. وأوضح مقداد أن طلب «أخذ الإجراءات اللازمة لإقامة منطقة حظر جوي» يعود إلى «أننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة لملاذ آمن». وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن وزراء خارجية 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا» سيجتمعون غداً في الدوحة لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية.
واستبعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس تسليم مقاتلي المعارضة السورية أسلحة يمكن أن «توجه ضد فرنسا». على الأرض، تعرضت أحياء في جنوب وشرق دمشق لقصف عنيف مصدره القوات النظامية يترافق مع اشتباكات مستمرة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن «القوات النظامية تحاول اقتحام حي القابون لليوم الثاني على التوالي».
وتحدث الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان صدر عنه الخميس عن «حصار بدأ منذ ستة أشهر عبر حواجز أمنية وعسكرية» على القابون وبرزة دمشق، «ما يعرض حياة أكثر من 40 ألفاً من المدنيين للخطر في ظل نقص في المواد الغذائية والطبية».
ودعا الائتلاف إلى «ضرورة قيام المتجمع الدولي بواجباته في حماية المدنيين». وتوقف المرصد في بريد إلكتروني عند «الوضع الصحي والإنساني في سجن حلب المركزي» الذي «وصل إلى مرحلة مخيفة بسبب النقص الشديد في الأدوية والمواد الغذائية»، مشيراً إلى «وفاة 3 سجناء بعد إصابتهم بمرض السل وعدم وجود أدوية لمعالجتهم».
كما أشار إلى «انتشار كبير للجرب بين السجناء والسجانين»، وإلى وفاة 100 سجين منذ أبريل الماضي نتيجة «القصف ونقص الدواء والطعام والإعدام». وفي اليوم العالمي للاجئين، أشار الائتلاف السوري المعارض إلى «تحول الأوضاع في سوريا يوماً بعد يوم إلى كارثة إنسانية كبرى»، معتبراً أن «اكتفاء الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي بإلقاء المسؤوليات على نظام الأسد لم يعد كافياً»، وطالب «جميع الأطراف بتحمل مسؤولياتهم في إيجاد حلول عملية تفضي إلى وقف التدهور في سورية ومن ثم إيجاد مناخ ملائم لعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم».
وفي لبنان، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان حزب الله إلى وقف انخراطه في الصراع السوري، «لأن هذا التدخل يؤدي إلى توترات في لبنان».
وأضاف «إذا شاركوا في معركة حلب وسقط المزيد من القتلى في صفوف الحزب، فهذا سيعيد توتير الأجواء ويجب أن تتوقف الأمور عند القصير والعودة إلى لبنان».
ولعب حزب الله دوراً أساسياً في سقوط منطقة القصير في محافظة حمص وسط البلاد في أيدي قوات النظام في الأسبوع الأول من يونيو الجاري. ومنذ الكشف عن تورطه في القتال في سوريا إلى جانب قوات النظام، ارتفعت نسبة التوترات الأمنية المتنقلة في لبنان على خلفية النزاع السوري.
في الوقت ذاته، ذكرت تقارير أن عراقيين شيعة يشاركون في الحرب الطائفية مع قوات الأسد ضد المعارضة.
ويثير تدفق رجال ميليشيا عراقيين عبر الحدود الشكوك في الموقف المحايد الرسمي الذي تتبناه الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة في الحرب الأهلية السورية التي قتل فيها 90 ألف شخص منذ ما يزيد على عامين.
من جهة أخرى، أخفقت دول الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى قرار حول إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني الشيعي على قائمة المنظمات الإرهابية الدولية رغم إجراء محادثات جديدة حول هذه المسالة، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية.