كتب - حسين التتان:
يضع «م. ك» شعراً مستعاراً منذ سبعينات القرن الماضي، لكنه شعر مميز لا يمكن التفريق بينه وبين الشعر الطبيعي، غير أن أبناء جيل «م.ك» يميزونه، وهناك بعض الفضوليين من الشباب اكتشفوا ذلك أيضا، إذ لاحظوا أن لون الشعر ونضارته لم تتغير، مع تقدم «م.ك» في السن.
«م. ك» لم يكن لوحده آنذاك ممن استخدم الباروكة، إذ كانت تستخدم وقتها من قبل الرجال أكثر من النساء، ثم اختفت لسنوات، وها هي اليوم تعاود الظهور بحلة جديدة، خصوصاً بين الفتيات والشباب، بعضهم يضعها في المناسبات، وآخرون لمجرد التغيير «ستايل»!.
أنواع الباروكة تنقسم بحسب أم جميل إلى أقسام ثلاثة؛ شعر مستعار لاصق، وهو ما يكون دائماً وثابتاً، ومستعار يُلبس في المناسبات كحفلات الزواج أو أعياد الميلاد، وهنالك قطع من الشعر المستعار، تُلبس كجزء من الزينة للمناسبات، وهي ما يطلق عليها «خصلة الشعر»، وهذا النوع تختاره المرأة بنفسها، أو الصالون.
وبينما تجد أم علاوي في لبس الباروكة أمراً منافياً للعادات والتقاليد البحرينية، رغم دخولنا عصر العولمة!، يؤكد كريم أحمد أن الشعر المستعار للرجال «مسخرة» ،»فمن يقوم بذلك يعرِّض نفسه للسخرية».
غير أن منعم الحداد يجد في لبس الباروكة أمراً شخصياً، سواء لدى الرجل أو المرأة، «لا يحق لأحد أن يسخر من ذلك، طالما أن الإنسان لم يتعرض للآخرين بالسوء»! وفي رأيه أن الناس الذين يتهكمون على أصحاب الباروكة، يجب عليهم أن يراجعوا سلوكهم. «الشعر المستعار، مثله مثل اللباس والطعام».
من جانبها توضح وداد إبراهيم أن باروكات اليوم، يقتصر استعمالها على الزينة في المناسبات السعيدة والعائلية، وأكثرها في العادة عبارة عن قطعة من شعر مستعار يوضع من ضمن التسريحة التي تود الفتاة عملها في الصالون، «لقد أصبح هذا الأمر متعارفاً عليه في البحرين، خصوصاً بين النساء».
سوسن حسن تلاحظ أن الشعر المستعار، يستهوي الكثيرين زينة أو ضرورة، «هناك أيضاً من يستعمله لأجل إخفاء الصلع أو العيوب الخلقية»، وفي كلتا الحالتين، هذا الأمر لا يعد مخالفاً مجتمعياً، أو خروجاً على القيم والأعراف، «بل.. هناك قلة تلبس الباروكة الملونة والشاذة وهي لا تليق بذوق المجتمع البحريني، لكنها أيضاً تتعرض للسخرية».
وترغب «ن.س» بارتداء الباروكات لكن في مناسبات خاصة، وفي حفلات الزواج بالتحديد، غير عابئة بما يقوله الناس، انها تقوم بذلك رغبة منها في التغيير، وفي إضفاء جماليات على شكلها الخارجي، وهي لم ترتكب حماقة أو تخدش عرفاً حتى!. «ن.س» تهمس بأن غالبية المراهقات يحتفظن في خزائن ملابسهم بباروكات مختلفة الأشكال والألوان، لكنهن يخفينها عن الأعين، ويكتفين باستعمالها في أعياد الميلاد.