أكد سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، أن الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة هو أولوية المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن انعقاد منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة في البحرين يوفر فرصة سانحة للتحاور وتبادل الآراء والتجارب والخبرات، فيما أرجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اختيار البحرين لانعقاد المؤتمر، لأول مرة في الشرق الأوسط، لـ»جهودها في تطوير الخدمات العامة وتقدمها الكبير في مجال الحكومة الإلكترونية».
وقال محمد بن مبارك، خلال افتتاحه أمس نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى منتدى الخدمة العامة 2013، إن «انعقاد هذا المنتدى يوفر فرصة سانحة للتحاور للعمل على ترسيخ منظومات متطورة للعمل الحكومي تواكب التقدم التقني الكبير الذي يشهده العالم وبالأخص في مجال الحكومة الإلكترونية»، مشيراً إلى أن «البحرين أصبحت في سنوات معدودة من أفضل وأنجح المشاريع الحكومية في المنطقة».
وأكد سموه في حرص المملكة على الاستمرار في مواكبة مستجدات العصر في مجال الخدمة العامة وتطبيق القوانين والتشريعات المنظمة للعمل الحكومي التي صدرت تباعاً منذ أكثر من قرن من الزمن وخضعت للتحديث والتطوير تحقيقاً لكفاءة الأداء والإدارة الرشيدة، مشيراً إلى أن حكومة البحرين تعمل وفي ظل المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد المفدى على أن يقوم قطاع الخدمة العامة بدوره في تنفيذ البرامج الحكومية على الوجه الأكمل من خلال تطوير الأداء وتحقيق التميز وتشجيع الإبداع وتطوير مؤسسات الخدمة العامة.
وأضاف أن الحكومة تعمل على توفير خدمات عامة للمواطنين من واقع الإيمان بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة، بحيث تتمتع بالجودة وتلبي تطلعاتهم وآمالهم، وتقوم على مبدأ الشفافية والمشاركة، مؤكداً أن من أولويات المرحلة المقبلة هي الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة وهذا ما يحتم الاطلاع على تجارب الغير التي قطعت أشواطاً كبيرة في هذا المجال ومن هنا تنبع أهمية مثل هذه اللقاءات لدول المنطقة والدول النامية بشكل عام.
وقال سموه: «أدركت البحرين منذ وقت مبكر أن تقنية المعلومات والاتصالات هي المحرك الأساس الذي يخلق التحولات الجذرية في الخدمات الحكومية، وبذلك أصبحت الحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين بفضل وإدارة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهــد نائـــب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ومـــن خـــلال الخدمـــات التي تقدمها عبر مختلف المنصات الإلكترونية التي تلبي المتطلبات الجديدة للمواطنين الذين أصبحوا يبحثون عن الكفاءة في العمل والتفاعل السريع وسهولة التواصــــل مـــع مختلف أجهزة الدولة».
وأشار محمد بن مبارك إلى أن الاحتفال بتوزيـــع جوائـــز الأمم المتحدة للخدمة العامة يأتي دليلاً على اهتمام العالم ممثلاً فــي منظمتـــه الدوليــــة بقطاع العمل العام وطرح ومعالجة ما يواجهه هذا القطاع الهام من تحديات في كثير من المجالات الاقتصاديـــة والاجتماعية والثقافيــــة كالبطالــــــة والصحـة والتعليم حيث تعــــد هــــذه المجـــالات خط الدفاع الأول في رعاية الإنسان وتطوره والسبيل الأمثل لتحقيق أهداف الألفية والتنمية المستدامــــــة للــــــدول والمجتمعات».
ونقـل سمــــــــوه إلــــــى المشاركين تحيات راعي الحفل العاهل المفدى وتمنياته للمشاركين بطيب الإقامة في المملكة والنجاح في أعمال المنتدى، قبل أن يهنئ المكرمين بجوائز الأمم المتحدة نظير ما يتحملون من مسؤولية في خدمة البشرية والإسهام في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات.
من جهته، نقل د. ماجد عبدالفتاح عبد العزيز مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لأفريقيا ومبعوثه الخاص للمؤتمر، في كلمة ألقاها نيابة عن بان كي مون، «تقدير الأمم المتحدة لجلالة ملك البحرين لوضعه هذا المنتدى تحت رعايته الكريمة، وعلى حرص البحرين على المشاركة الفاعلة في مختلف برامج الأمم المتحدة لتطوير الخدمة العامة».
وقال إنه «لقد جاء اختيار مملكة البحرين لانعقاد هذا المؤتمر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط تقديراً لجهودها في تطوير الخدمات العامة ونجاحها في تحقيق تقدم كبير في مجال الحكومة الإلكترونية وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأقدم خالص التهنئة للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً على الجهد الكبير المبذول لنجاح المؤتمر»، مشيراً إلى أن «الجوائز التي ستقدم هذا العام لمختلف الدول والمشاريع تظهر مدى الكفاءة التي من الممكن تحقيقها في مجال الخدمة العامة على المستوى العالمي، وتأتي تقديراً وتحفيزاً للجهود المبذولة في هذا الجانب».
بدوره، قال النائب الأول لرئيس وزراء قيرغيستان دجومارت أوتوربايف إن «النجاح رافق المنتدى قبل أن يبدأ أعماله، فالحضور الدولي الكبير من مختلف دول العالم هي خير مؤشر على هذا النجاح الذي يعود إلى سببين رئيسين، الأول هو الإعداد الجيد والجهد الكبير الذي بذلته مملكة البحرين لاستقبال هذا المنتدى، والسبب الآخر فهو الموضوعات والمحاور التي سيتناولها علاوة على مشاركة أفضل الخبراء في العالم في مجال الخدمة العامة».
وأضاف أوتوربايف: «أود أن أهنئ البحرين على قدراتها التنظيمية الممتازة وعلى نجاحها في تطبيق برنامج متطور وحديث للحكومة الإلكترونية وأود أن أؤكد على أن حكومة جمهورية قيرغستان ملتزمة بتطبيق أفضل الممارسات والتجارب في الخدمة العامة، ولقد أتينا هنا لنتعلم ونكتسب أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة».
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخدمة العامة الفيدرالية في إثيوبيا مختار خضر «أهمية المشاركة في هذا المنتدى، إذ يشكل مفهوم الخدمة العامة أهمية كبيرة بالنسبة لنا نحو تحقيق أهداف التحول والتطوير لتقديم خدمات متميزة لمواطنينا، كما إننا في جمهورية إثيوبيا نركز على مفهوم التميز باستخدام برامج الحكومة الإلكترونية في جميع مناحي الخدمات الحكومية، وتأتي مشاركتنا في مثل هذه اللقاءات الدولية بهدف تعزيز التعاون مع جميع دول العالم».
ورحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف الزياني بإقامة المنتدى في البحرين وذلك تقديراً لجهود المملكة ولدورها الرائد في مجال الخدمة العامة.
وقال: «نشهد اليوم جميعاً تحولاً في منهج العمل الحكومي من المنهج التقليدي إلى المنهج الحديث في الإدارة العامة، وهذا التحول يلقى اهتماماً كبيراً من الحكومات وباتت تتسابق في تحقيق هذه الأهداف في سبيل تحقيق الرخاء لمواطنيها».
وأضاف أن «الخدمة العامة شرف تقوم به الأجهزة العامة وضمان وصولها للجميع بشفافية يستدعي أن يسلط الضوء عليها، ومن خلال عملي كأمين عام لدول مجلس التعاون الخليجية ألمس قناعة بوجوب أن تقوم السياسات العامة بخدمة الناس وتحقيق حياة أفضل لهم، وإن ما يبعث على الارتياح أن هذا النهج تحرص دول مجلس التعاون على تكريسه وهو نهج متواصل التحديث، ولمجلس التعاون دور كبير في تفعيله من منطلق الأهداف المشتركة للدول ومن خلال المنظومات المترابطة بينها».
ودعا للاستفادة من اجتماع الخبراء لدعم مسيرة دول مجلس التعاون وتطوير منظوماتها في سبيل تطوير الخدمات العامة، مهنئاً البحرين وعمان، ودولة الإمارات لنيلهم جوائز الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013.
وكرم سمو الشيخ محمد بن مبارك المنظمين والرعاة والمشاركين في المنتدى، قبل أن تبدأ الجلسة الأولى للمنتدى وتناولت الدور الحاسم للابتكار في مجال الإدارة العامة للنهوض بالتنمية الاجتماعية الشاملة، فيما ناقشت الجلسة الثانية، الحكومة الإلكترونية التحويلية والابتكار بتمكين الناس للنمو الاقتصادي الشامل.
ومن المقرر عقد 8 ورش عمل بالتوازي على مدى اليومين التاليين للمنتدى (25و26 يونيو الجاري) في حلبة البحرين الدولية، وقد أعلنت اللجنة المنظمة للمنتدى في وقت سابق أن أغلب هذه الورش فاقت طاقتها الاستيعابية من حيث عدد المسجلين قبيل انطلاق المنتدى بأيام.
ويتزامن مع انعقاد ورش العمل إقامة «معرض الابتكار في الخدمة العامة» بحلبة البحرين الدولية والذي سيعرض من خلاله الفائزين البالغ عددهم 48 فائزاً من 29 دولة تجاربهم وابتكاراتهم، كما سيتضمن المعرض أجنحة لعرض الابتكارات الرئيسة وأفضل الممارسات المقدمة من كبرى منظمات القطاعين العام والخاص، ومن الدول الخليجية وعدد من الجمعيات المهنية والشركات البحرينية الناشئة.
ويختتم المنتدى فعالياته في اليوم الرابع (27 يونيو 2013) بحفل توزيع جوائز الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013، حيث سيتم تكريم الدول الفائزة والمؤسسات الخدمية المنجزة والمشاريع النوعية التي ساهمت في تطوير الخدمات العامة والخدمات الإلكترونية، وذلك في المسرح الوطني، وسيتزامن مع الاحتفال اجتماع اللجنة الوزارية المغلقة لإطلاق (بيان المنامة) الذي سيتضمن توصيات المنتدى وأبرز ما دار في فعالياته.