القاهرة - (وكالات): شيع أمس في مسجد السيدة نفيسة وسط القاهرة في أجواء من الغضب والتوتر 3 من الشيعة الأربعة الذين قتلوا مساء أمس الأول في هجوم قرب القاهرة فيما شيع القتيل الرابع في محافظة البحيرة شمال البلاد. وكان القيادي الشيعي حسن شحاتة وشقيقه واثنان آخران ينتمون جميعاً للمذهب الشيعي قتلوا مساء أمس الأول وأصيب 5 في قرية زاوية أبو مسلم في هجوم جماعي نفذه أهالي القرية الواقعة في الجيزة جنوب القاهرة بسبب ما اعتبره الأهالي «نشر شحاتة للمذهب الشيعي بين العشرات من شباب القرية».وعكست مشاعر الغضب الشعور بالتضييق والتحريض الواقع ضدهم، وهو ما يعزونه دائماً للسلفيين. وحضرت قوة صغيرة من الشرطة إلى مكان الجنازة لكنها ظلت بعيدة عن قلب الحدث. وحضر عدد من الشباب المنتمين لحركة شباب من أجل الحرية والعدالة الجنازة. كذلك حضر المرشح الرئاسي السابق خالد علي. وقال علي إن «الحادث نتيجة لسياق عام من التحريض والخطاب الديني والسياسي الذي يحرض علي العنف والكراهية ضد المواطنين». وعبر عدد من أهالي قرية زاوية أبو مسلم عن شعورهم بالفخر بعدما أقدم المئات من سكان قريتهم على ضرب الشيعة الأربعة وقتلهم. وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن مئات من أهالي قرية زاوية أبو مسلم في مركز أبو النمرس في محافظة الجيزة حاصروا وهاجموا منزل أحد شيعة القرية بعدما علموا بتواجد القيادي الشيعي حسن شحاتة فيه برفقة آخرين. ويعد الشيخ حسن شحاتة أحد أبرز القيادات الشيعية في البلاد، وقد سجن مرتين خلال عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتهمة ازدراء الأديان. وقالت تقارير إن «شحاتة كان يحضر احتفالاً دينياً مع شيعة القرية بمناسبة ليلة النصف من شعبان». وقال النجار ياسر يحيى «عندما علم الأهالي أن حسن شحاتة في القرية طلبوا من صاحب المنزل تسليمه لهم، لكنه رفض ما جعلهم يهاجمون المنزل». وأضاف أن «الأهالي أحضروا مطارق ضخمة وهدموا جزءاً من حائط المنزل وأخرجوا الشيعة واحداً تلو الآخر ثم قتلوهم ضرباً في تلك الساحة»، مشيراً إلى ساحة كبيرة أمام ورشته شهدت واقعة السحل والقتل.وهناك نحو 20 أسرة شيعية في قرية أبو مسلم. ويتهم الأهالي القيادي الشيعي شحاتة بنشر المذهب الشيعي بين أهلها. وقال أحد أهالي القرية إن «الغضب كبير ضد شحاتة لأنه تسبب في اعتناق عدد من شباب القرية للمذهب الشيعي مؤخراً». ولم يظهر الأهالي أي ندم أو خجل من الواقعة، لا بل إن شباب القرية راحوا يتبادلون في ما بينهم مقاطع فيديو لعملية القتل بفخر وحماس واضح متهمين من قتلهم «بالكفر». وقال المتحدث باسم شيعة مصر بهاء أنور «أحمل الرئيس مرسي المسؤولية كاملة لما حدث لأن هناك تحريضاً طائفياً مستمراً ضد الشيعة في زاوية أبو مسلم منذ أسبوعين ولم يتدخل أحد رغم إبلاغنا السلطات». ودانت الرئاسة المصرية بشدة «حادثة أبو النمرس». وقال بيان صادر عن الرئاسة إنها «تدين حادث مقتل 4 مواطنين مصريين بالجيزة وتؤكد أن الحادث المؤسف يتنافى تماماً مع روح التسامح والاحترام التي يتميز بها الشعب المصري المشهود له بالوسطية والاعتدال». وندد رئيس الوزراء المصري بالهجوم واصفاً إياه بـ «البشع». من جهة أخرى، شدد مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس مرسي في بيان على أن «جميع أجهزة ومؤسسات الدولة تعمل في إطار من احترام وحماية الشرعية الدستورية والقانونية النابعة من الإرادة الشعبية والتي أسست لأول نظام ديمقراطي حقيقي في مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة». في غضون ذلك، دعا تحالف من الأحزاب الإسلامية المصرية إلى تظاهرة «مفتوحة» تليها اعتصام الجمعة المقبل تأييداً للرئيس محمد مرسي.