يعد ملف انتهاكات حقوق الإنسان الشائك، أبرز ما ورثه الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني عن سلفه محمود أحمدي نجاد. وكان الرئيس الإيراني قد أطلق وعوداً كثيرة خلال حملته الانتخابية، من بينها توسيع الحريات، بحسب تقرير بثته قناة «العربية».
ومنذ عام 2005، تاريخ وصول أحمدي نجاد إلى الرئاسة، سجل ملف حقوق الإنسان في إيران تدهوراً ملحوظاً.
وازداد تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة أكثر بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009، ما دفع روحاني إلى إيلاء الملف أهمية خاصة.
وفي العام المذكور، بلغت الانتهاكات مستوى مقلقاً، بحسب المنظمات الإنسانية، بسبب ما تلاها من قتل المتظاهرين الغاضبين وتزوير النتائج، وقمع الحريات واعتقالات تعسفية طالت زعيمي الحركة الخضراء مير حسين موسوي، ومهدي كروبي.
وهذه الانتهاكات لم تتوقف مع المظاهرات التي قمعت بالقوة، بل استمرت على شكل اعتقال الناشطين وتعذيبهم، وإخضاعهم لمحاكمات صورية، بحسب منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش».
وتعهد روحاني خلال حملته الانتخابية بالعمل على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وبينهم موسوي وكروبي اللذان يخضعان للإقامة الجبرية.
وتوقع مختصون في الشأن الإيراني أن يكون لروحاني بعض التأثير على المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، وقالوا إن التغييرات قد تبدأ بالظهور قريباً، ولكن ليس على الفور، كي لا يبدو المرشد الأعلى وكأنه يقدم تنازلات للرئيس. في غضون ذلك، أعلن المدير العام لسجون محافظة طهران وفاة الناشط العمالي السيد أفشين أسانلو، حسب ما جاء في موقع «الديمقراطية لإيران».
وأعلنت منظمة «نشطاء حقوق الإنسان والديمقراطية» قبل أسبوع وفاة الناشط الذي كان يقبع في السجن منذ عام 2010 بسبب نشاطه السياسي والعمالي وفعالياته الثقافية . وطبقاً لتقرير منظمة «نشطاء حقوق الإنسان والديمقراطية»، توفي الناشط الجمعة الماضي عن عمر يناهز 42 عاماً، في مستشفى رجائي بمدينة كرج القريبة من طهران العاصمة.
واعتُقل أفشين أسانلو في عام 2010 بتهمة التحريض على النظام الإيراني، وقضي نحو سنة ونصف مسجوناً دون إجراء أي حكم قضائي أو محاكمة، نقلته خلالها عناصر الأمن والمخابرات الإيرانية من مركز للمخابرات إلى آخر تحت أشد حالات التعذيب الجسمي والروحي، حسبما ورد من مصادر مقربة لأسرته، حتى حكم عليه في نهاية عام 2011 بالسجن لمدة 5 سنوات، وقضى منها فترة منها في سجن ايفين، ثمّ نقلته السلطات ليقضي ما تبقى من سجنه في معتقل رجائي بمدينة كرج.
من جهتها، أعلنت السلطات الأمنية الإيرانية عبر تقرير طبي سلمته لأسرته أن وفاة أسانلو كانت نتيجة إصابته بنوبة قلبية.
وكتب أسانلو في إحدى رسائله، التي بعثها من السجن للمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان عام 2012، أن محاكمته لم تكن عادلة، ولم تستغرق سوى 20 دقيقة، ولم يُسمح له بتعيين محامٍ أو تلقي أي معلومة عن الاتهامات الموجهة له.
والناشط الراحل هو شقيق الناشط العمالي المعروف والزعيم السابق لنقابة عمال شركة الحافلات لطهران وضواحيها، منصور أسانلو.
«العربية نت»