عواصم - (وكالات): طالبت السعودية أمس بتحرك دولي لإنهاء نظام الرئيس بشار الأسد متهمة إياه أمام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بممارسة «إبادة جماعية». ووصف وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، سوريا بأنها أصبحت «دولة عربية محتلة»، من قبل ميليشيات «حزب الله» اللبناني، المدعومة بقوات الحرس الثوري الإيراني، التي تقوم بعمليات إبادة بحق السوريين، بدعم عسكري غير محدود من روسيا».
وأضاف الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري بجدة أن «المملكة تطالب بقرار دولي يمنع تزويد نظام الأسد بالسلاح ويؤكد على عدم مشروعية النظام». وشدد على أن «حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين، وهذا أمر خطير لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه».
وأعلن الفيصل أن «المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في سوريا».
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى «التفعيل الفوري لقراره نظراً للمستجدات الخطيرة في سوريا» في إشارة إلى قرار الدول الأوروبية رفع الحظر عن إرسال السلاح إلى المعارضة السورية. وأضاف «لا يمكن اعتبار سوريا الآن إلا أرضاً محتلة ما يتطلب رداً حازماً دولياً سريعاً. لم يعد هناك أي مبرر أو منطق يسمح لروسيا باستمرار تسليح النظام».
وقال إن «حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني والدعم اللامحدود بالسلاح الروسي تتشارك في قتل السوريين. هذا أمر خطير لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه». واتهم الفيصل «النظام السوري بممارسة إبادة جماعية ضد شعبه». وأوضح الفيصل أن بلاده «لا تتدخل في شؤون الآخرين نريد مساعدة الشعب السوري بحسب قدراتنا، نحن بلد صغير لكننا لن نتوقف عن مساعدته وبأفضل ما يمكن». وبالنسبة إلى تعدد المجموعات السورية المعارضة، قال إن «وحدة المقاومة أمر مهم لتلبية احتياجاتها للدفاع عن نفسها والمضي قدماً في بناء سوريا بشكل يضمن جميع الطوائف الدينية والعرقية». وختم قائلاً إن الجهاد هو على «قدر ما يستطيع الإنسان تقديمه، فهناك من يجتهد بيده أو بلسانه، وهذا أقل الإيمان، ونحن نجتهد في كل هذه النواحي».
وبالرغم من موقف الفيصل، قال كيري إن واشنطن تؤيد اتفاقاً تم التوصل إليه في جنيف العام الماضي يتضمن قيام حكومة انتقالية تضم النظام والمعارضة.
وأضاف «نعتقد بأن الحل الأفضل هو حل سياسي يكون من خلاله للشعب السوري فرصة تمكنه من القدرة على الاختيار بشأن مستقبله». وتابع الوزير الأمريكي «نعتقد بضرورة احترام كل الأقليات، وأن يكون هناك تنوع وتعددية وأن يكون للناس قدرة على ذلك في أجواء من السلام».
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف سيلتقيان الأسبوع المقبل لمناقشة تطورات النزاع السوري. كما أكدت أن النزاع في سوريا يؤثر على لبنان المجاور ودعت إلى دعم القوات المسلحة اللبنانية ومؤسسات البلاد الرئيسة. من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن «بلاده تزود المعارضة السورية بعربات مضادة للرصاص وغيرها من المعدات الأخرى، إلا أن قرار تقديم أسلحة لم يتم البت به حالياً من قبل الحكومة البريطانية»، فيما صرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه «يشك» في إمكان عقد مؤتمر «جنيف 2» الشهر المقبل. من جهتها، دانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومان رايتس ووتش» محاكمة 5 من نشطاء المجتمع المدني في سوريا من بينهم المحامي مازن درويش أمام محكمة مكافحة الإرهاب في محاكمة من المقرر أن تستأنف اليوم. وإصدار الرئيس السوري بشار الأسد قانوناً يعاقب بموجبه بالحبس أو بدفع غرامة مالية أو بكلتي العقوبتين، كل شخص يدخل بطريقة غير مشروعة إلى البلاد.