دعا أكاديميون خليجيون إلى التحول للطاقات البديلة «الشمس والرياح والمياه» والحد من استنزاف الطاقات الأحفوية، وتنويع مصادر الدخل في الدول العربية والخليجية وتحقيق مرونة الاقتصاد وتلبية احتياجات سوق العمل ومتطلباته.
وقال الأكاديميون المشاركون في ندوة نظمتها شركة «ميدبوينت» برعاية النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، بعنوان «الاقتصاد العالمي الحديث والتجارة العالمية» أول أمس، إن الطاقات البديلة تقلل نسب التلوث البيئي، لافتين إلى أن تشريع القوانين المرنة المتلائمة وطبيعة السوق من شأنها استقطاب المستثمرين.
من جهتها، أثنت رئيس مجلس إدارة «ميدبوينت» الشركة الرائدة بتنظيم الفعاليات الشيخة نورة بنت خليفة آل خليفة، على الدور الكبير لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في رعاية الفعالية، بغية تعريف المهتمين بأبرز ما يدور في عالم الاقتصاد والتجارة العالمية، متمنية للجميع الاستفادة من محاور الندوة.
وأكد المحاضر بالجامعة الأهلية د.عامر الربيعي من خلال ورقته المعنونة «الاقتصاد الحديث.. التحديات والفرص بدول الخليج العربي»، أن الاقتصاد الحديث في دول الخليج العربي يواجه جملة تحديات ومشاكل عليها أن تتحداها وتتخطاها كي يواصل الاقتصاد قوته واستمراريته، داعياً المهتمين إلى تحديد هذه التحديات وصولاً إلى الطموح المنشود.
ونبه الربيعي إلى أن الاستثمار في الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب سبيل ناجح في التنمية، وأن على الدول الخليجية تنويع مصادر دخلها، واعتماد المرونة في تحول اقتصادي سريع وناجح، داعياً الدول النامية إلى وضع خطط واضحة بهذا المجال للسنوات المقبلة.
وأوضح أن استثمار عوامل النجاح ممكن من خلال استغلال الأجهزة الحديثة والمتطورة في دفع عجلة الاقتصاد، وتشريع قوانين مرنة تتلاءم ومتطلبات السوق وخفض الضرائب الحكومية لتشجيع المستثمرين على دخول السوق.
ولفت الربيعي إلى أن المتوسط العالمي لمخرجات التعليم يختلف من مجتمع لآخر تبعاً لاختلاف العادات والتقاليد، حيث إن القارة الأوروبية تمثل فيها مخرجات التعليم بالنسبة للذكور والإناث مستوى متساوياً ومتقارباً جداً بسبب تكافؤ الفرص بين الجنسين، مؤكداً أن تنويع مصادر الاستثمار دعامة مهمة في حماية الاقتصاد من الانهيار.
وتطرق الأستاذ بكلية إدارة الأعمال بجامعة البحرين د.عبدالوهاب الأمين في ورقته المعنونة «بناء القدرات من أجل التنمية المستدامة بالعالم العربي»، إلى أهمية بناء الإنسان العربي والتنمية البشرية والتي يمثل التعليم والتدريب ركيزة أساسية يقوم عليها.
ودعا الأمين العالم العربي إلى تطوير مخرجات التعليم بما يتناسب ومتطلبات السوق أولاً بأول، وتقليل نسب العاطلين عن العمل بخلق الفرص الوظيفية.
وأضاف «علينا تأمين متطلبات السوق بشكل استباقي من خلال معرفة ماذا ينتج التعليم العالي؟» وقال إن التخطيط وتحديد الأهداف بدقة يشكل أبرز معالم النجاح».
وقدم أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين البروفيسور شوقي الدلال ورقة بعنوان «خلق المعرفة والطاقات البديلة بمنظور مستقبلي»، أكد خلالها أن استغلال الطاقات البديلة بالشكل الأمثل يمثل مستقبل البشرية، وهي طاقة الرياح والشمس والمياه.
وقال إن الدول المتقدمة تركز على الطاقة البديلة للتقليل من استخدام النفط والغاز، حيث تمثل الرياح 21% من نسبة إنتاج الطاقة في الدنمرك مثلاً، فيما تركز الولايات المتحدة وأستراليا على استخدام الطاقة الشمسية.
ولفت الدلال إلى أن الطاقات البديلة تقلل نسب التلوث البيئية، وانتقد التركيز على النفط والغاز في إنتاج الطاقة، باعتباره يؤثر سلباً على الاقتصاد على المدى البعيد.
من جانبه، أكد رئيس الجامعة الأهلية «الراعي الذهبي للفعالية» د.عبدالله الحواج، أن الجامعة الأهلية تولي هذه الفعاليات أهمية كبرى، لدورها في توعية القوى العاملة والمهتمين بالاقتصاد، وإطلاعهم على أبرز مستجدات الساحة الاقتصادية.
وقدمت الشيخة نورة بنت خليفة في ختام الندوة الدروع التكريمية للمحاضرين الثلاثة والرعاة الداعمين للفاعلية وهم «تمكين» والجامعة الأهلية.
حظيت الندوة بدعم وزارة العمل، وبمشاركة واسعة من طلبة الجامعات والمختصين بالشأن الاقتصادي والمهتمين ورجال الأعمال.