كتب ـ عبدالرحمن صالح الدوسري:خطى أولى خطواته في فريج البنعلي، وبين أحيائها بدأ يتلمس دربه في الحياة ويبحث عن الأصدقاء، وعن موقع له في فريج يضج نشاطاً وحيوية. أحمد جمعة طفل نما وترعرع في فريج البنعلي، كان لا يعي أنه في أحد الأيام سيكون إنساناً رسمت له الحياة دربه، وينطلق بعدها في دروب متشعبة متنافرة الاتجاهات. هذه الدروب أخذته بعيداً عن فريج البنعلي، شعر عندها أن بداخله الكثير ليخرجه.. ولكن كيف السبيل؟ بدأ بالرياضة ومنها تحول إلى الثقافة وامتهن التأليف السينمائي ولما يبلغ السادسة عشرة من عمره.كان أيضاً أصغر من أعد البرامج الإذاعية وهو طالب بالثانوية ويعمل لدى شركة البحرين للسينما، وهو يرأس اليوم المكتب السياسي لجمعية ميثاق العمل الوطني وعضو في الحوار الوطني الذي تبحث البحرين من خلاله عن مخرج لأزمتها. عاشق البحرعندما فتح أحمد جمعة عينيه لم يكن يعي سوى أنه واحد من عيال فريج البنعلي «الفريج مدرستي الأولى في معترك الحياة، فيه تلمست بداية الطريق، ومنه أخذت أنقل الصور المعتملة بداخلي وأرمي بها على طرقات الفريج، كنت كأبناء أي فريج من فرجان البحرين المتناثرة أبحث عن نفسي أولاً، أحاول رسم ملامح شخصيتي لأنطلق بعدها في دواعيس طويلة لا نهاية لها.. مع أصدقاء يرافقونني في بداية المشوار».في السنوات السبع الأولى من العمر يبدأ الإنسان يدرك ما حوله «بحثت أولاً عما أميزه.. وكان البحر أول من استوقفني وأرهبني صوته، وتكسر أمواجه على شطآن الفريج الصخرية، بدأت ألمسه.. أدخل قدماي في رمله ويبدأ بمصافحتي.. تعاهدنا حينها على صداقة لا تنتهي.. كانت بيوتنا مقسومة إلى جزأين الأول على اليابسة والآخر ملاصق للبحر، كنا لا نفترق حتى عندما تثور المياه في منطقة تعمر الآن ببيت عبدالنور وبوخماس».المنطقة بمجملها كان يحاصرها البحر من كل الجهات «كانت معاركنا حتى قبل دخول المدرسة في البحث عن (الشرايب) واللعب بها، وتأمل تلك المخلوقات الصغيرة وكيف تقوى على العيش داخل البحر الهائج، وكيف تحفر بيوتها في الرمل أو تحت الحجارة، كانت (الشرايب) بضاعة يبحث عنها من هم أكبر سناً، وكنا مصدر جلبها لهم نصطادها بعد أن (تثبر) المياه ونسلمهم إياها».كانت «الشرايب» مادة لصيد أسماك «الميد» بالسم بعد دقه وطحنه ونثره فوق مياه البحر مع «سقاية» الماية «بعد ساعة من الزمن يتحول البحر إلى غطاء من الميد والقرقفان والعفاطي، وكل من يلتهم السم يطفح ميتاً ليتحول إلى صيد سهل لأهل الفريج، لينطلقوا في سباق كلاً يحوش رزقه من الصيد، والبعض يلاحق الأسماك بالعصا إن كان فيها بقية من روح، مازلت أستذكر تلك المشاهد الجميلة وكيف كان البحر مصدراً للغذاء والرزق واللهو».ولا يود أحمد وهو يسرد سيرة حياته وتجاربه الحياتية القفز عن عشقه للبحر قبل أن يستوفيه حقه من الحديث «في رواياتي الأولى والثانية وحتى الثالثة الصادرة منذ فترة قريبة (الخراف الضالة) لم أبتعد عن البحر أبداً، وعلاقتي به وظفت شخوص الروايات وأبطالها».الذاكرة اختزنت بداخل أحمد ومنحته الإلهام كي يتعرف على ما يدور حوله «بدأت اكتساب المعلومة وتوظيفها حتى قبل دخول المدرسة، إذ كان البحر معلمي الأول ومايزال، لا يبخل علي كلما احتجته.. يفتح لي الدروب والأبواب الموصدة.. وينصب فيها مصابيح النور ويكسر الظلام لأبدأ السير بأريحية وثقة لا متناهية».الحراك الاجتماعيبدأ الحراك الاجتماعي في منطقة فريج البنعلي يأخذ طابعه المميز، رغم ما شهدته تلك الفترة من تناقضات «ترى طفلاً يبدأ حياته الدراسية في السادسة وجاره بالثامنة وآخر بالتاسعة، بعض العوائل لا تشكل الدراسة عندها هاجساً ولا يحرك فيها شيئاً من الفضول، رغم علمهم أن المدارس فتحت أبوابها وأن أبناء الجيران ذهبوا إليها باحثين عن خطوط جديدة في الحياة لم يألفوها».ومن الأمور التي ماتزال تسكن ذاكرة أحمد «كنا في دشات البحر نعيش حياة اختلاط ينادي كثيرون الآن بفصلها.. كنا في البحر أولاد وبنات نصيد السمك ونسبح ونلعب، ولا نعي أن الأيام ستدور وتغير ما بداخلنا، ونستغرب اليوم الحديث أن البنات والأولاد لا يلتقون إلا وكان الشيطان ثالثهم.. في زمننا كنا نعيش البساطة بتفاصيلها، والبنات أخواتنا، وحتى الشيطان لم يستطع التسلل إلى داخلنا رغم حداثة سننا».كان في فريج البنعلي عين مياه حلوة للسباحة مقسومة إلى نصفين الأول للنساء وآخر للرجال «يفصلهما طوفة.. بعد العودة من البحر ننقسم إلى فريقين، البنات يذهبن إلى قسم النساء والفتيان إلى قسم الرجال نغتسل من الماء المالح ونشرب من العين ونواصل دربنا كلاً إلى بيته، كانت الشراكة حتى في السباحة خارج البحر في الفريج وكانت الأمور تسير طبيعية جداً».العلاقة بين أولاد وبنات الفريج تنبع من علاقة جيرة بين أهل الفريج لا تنفصم عراها «أنت تعرف كل بنات الفريج وأهلها وإخوانها، والبنات أيضاً يعرفن كل أولاد الفريج.. كنا نحمي أي بنت تتعرض لتعد ولو باللسان من غريب، كانت العلاقات تكاد تكون أهلية أكثر منها علاقة جيرة، المرأة أو البنت لا تخاف السير في الفريج بأي وقت، لأنها دائماً تشعر بمن يحميها وهي تسير لبيتها أو قاصدة السوق».هذه العلاقات أعطت أحمد ورفاقه نوعاً من التجربة الذاتية تجاوزت أعمارهم اكتسبوها بالفطرة والتكيف في الفريج وممارسة فعلية لا يفرضها أحد «هذه العلاقات أفادت في تركيبتنا الداخلية.. وعندما التحقنا بالمدرسة لم نشعر بشيء من العقد أو الانعزال، وما سهل هذه العلاقات وجعلها أكثر نضجاً أن أغلب الطلبة في المدرسة بالصف الأول والثاني والثالث ابتدائي هم أصلاً أصدقاء وصحبة في الفريج، ولم نكن لنفاجأ بأشخاص غرباء بل الجميع جاء من الفريج، والكل يعرف الآخر، ما سهل العلاقات الاجتماعية داخل أسوار المدرسة».كانت مدرسته الأولى بالمحرق وأطلقوا عليها اسم «سمادوه» هي الأولى المتخصصة بالدراسة الابتدائية «بعدها بثلاث سنوات افتتحت مدرسة أخرى بفريج البنعلي على البحر مباشر، ومازالت موجودة حتى اليوم وهي مدرسة عبدالرحمن الناصر».في هذه المدرسة درس أحمد حتى الصف السادس الابتدائي «في عام 1968 انتقلنا إلى مدرسة عبدالرحمن الناصر، الجميل فيها أنها أعادتني إلى بداياتي عندما فتحت عيني والتقيت البحر واخترته صديقاً، وما يفصلنا عن البحر السور فقط، المدرسة يحدها البحر من ثلاث جهات، تشعر وأنت في الفصل أنك تركب قارباً كبيراً يمخر عباب البحر، تسمع أصوات الموج يعانق السور ويحاكيه، وفي فترة الفسحة نذهب إلى السور الذي يلامس البحر ونرمي الطعام للأسماك الصغيرة ونراقبها تتعارك على فتات الخبز، ونستمتع بمشاهدتها تحت موج البحر الأزرق».مجرى الحياة في المرحلة الإعدادية انتقل أحمد جمعة بعيداً عن البحر والتحق بمدرسة طارق بن زياد «فيها بدأت أنشطتي تتعدد وهواياتي تتسع، وانضممت إلى نادي الجزيرة، وبدأت لأول مرة أمارس رياضة كرة القدم على مستوى الأشبال، لكن تركيزي بالأساس كان في الناحية الثقافية، ومن خلال مجلة النادي التي بدأت حائطية وتحولت إلى مجموعة أوراق التقيت بشخصيتين، ومازلت أذكرهم واعتز بمعرفتهم ولهم الفضل الكبير جداً في حياتي وتطور مستوى وعيي الثقافي».كانت الشخصية الأولى الراحل محمد بونفور «كان زميلاً في النادي وله النشاط الأهم بالجانب الثقافي، ومن خلال وجودي كعضو في نادي الجزيرة، توطدت بيني وبين المرحوم بونفور علاقة صداقة متينة، كان يوجهني كثيراً نحو الثقافة ويعيرني الكتب والمصادر، ويشجعني على الكتابة بمجلة الحائط، وأشركني باللجنة الثقافية، وكان له دور كبير في تنمية تفكيري أدبياً وثقافياً».والشخصية الثانية التقاها أحمد عندما انتقل إلى مدرسة طارق بن زياد الإعدادية «هو الأستاذ والأديب الناقد أحمد المناعي، كان المناعي مدرس اللغة العربية، وتلمس لدي موهبة الكتابة الأدبية من خلال مشاركاتي داخل الفصل، واكتشف ميولي الأدبية من خلال تصحيح موضوعات الإنشاء، كان يراقبني ويدفعني للاهتمام بهذا الجانب، وعندما تلمس عندي القدرة المتطورة في الكتابة بدأ يوجهني أكثر ويجلب لي بعض الكتب لمساعدتي في تنمية خيال الكتابة».ويتذكر أحمد «أهداني كتباً كثيرة، ومنها مازلت أحتفظ بها إلى اليوم (آلام فرتر) للفيلسوف الألماني جيته، وهو لازمني منذ الإعدادية وحتى اليوم، ويتحدث عن الجانب الفلسفي لجيته ويأخذ شكل رواية، هذه العلاقة مع هذين الصديقين بلورت عندي الجانب الثقافي بصورة بارزة وانعكست في السنوات اللاحقة».هذه المرحلة يدين فيها أحمد للشخصيتين في بلورة وعيه الثقافي، وما وصل إليه من خلال ما قرأ من كتب متنوعة سياسية وأدبية وأعمال روائية «قرأت في تلك الفترة أغلب الروايات العربية لأدباء كبار أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم وروايات مترجمة مثل الجريمة والعقاب لدوستويفسكي والأم لمكسيم غوركي».في نفس الوقت كان جيله مرتبطاً بالسينما لندرة وجود التلفزيون والفيديو في المنازل «كانت السينما متنفس الشباب الوحيد، العلاقة بالسينما وكثرة ارتيادها ساهمت بإثراء تجربتي الأدبية، وكان لها فضل دخولي عالم الإذاعة والتلفزيون في سن مبكرة جداً».الكتابة للسينما بدأ أحمد الكتابة للسينما في سن مبكرة وعندما أنهى الإعدادية وانتقل إلى الثانوية، ومن خلال متابعاته وقراءاته في السينما بدأ الكتابة «كانت تعتبر سن مبكرة جداً لطالب ثانوي عندما بدأت الكتابة، علم بذلك مدير إذاعة البحرين الراحل إبراهيم كانو، وبعد أن أعجب بقدرتي نصحني بتقديم برامج إذاعية».في تلك السن المبكرة قدم أحمد البرنامج الإذاعي «عالم السينما» ويقول «مازال عبدالرحمن عبدالله يتذكر تلك الفترة، وأني كنت أصغر مقدم برامج إذاعي في السبعينات، كانت مكافأة تقديم البرنامج الإذاعي 5 دنانير للحلقة، كان المبلغ كبيراً جداً لطالب مثلي، كنت أقدم 5 حلقات في الشهر واستلم 25 ديناراً اعتبرها كنزاً، وأفادني المبلغ في شراء الكتب ومن خلالها استقي المعلومات الفنية اللازمة لتقديم البرنامج، ثم رفعت المكافأة إلى 10 دنانير».كان مدير شركة البحرين للسينما المرحوم عزرا إبراهيم نونو من المهتمين بمتابعة البرنامج الإذاعي «عالم السينما»، وهو عرض على أحمد العمل في الشركة «بارت تايم» بساعات إضافية «كانت مكاتب الشركة في سينما النصر بمقرها الحالي بالمنامة».بين الدراسة والعملكانت شركتا الإذاعة والبحرين للسينما حيث يعمل أحمد في العاصمة المنامة وهو يسكن المحرق «حلت الشركتان مشكلة المواصلات سريعاً.. ففي الإذاعة كانت سيارة خاصة تقلني من المنزل إلى مقر العمل وبالعكس، برفقة السائق المرحوم جواد رجب، كنت ومجموعة من الزملاء يقلنا الباص منهم الزميل سعيد الحمد وبروين زينل والكل يعمل متعاوناً».وعندما يبدأ صرف المكافأة من قبل وزارة الإعلام ومقرها الجفير «كان السائق يأتي إلى المدرسة ويأخذني بعد أن استأذن المدرسين.. في البداية لم يخطر لهم أني ذاهب لاستلام المكافأة إلا بعد أن تابعوني عبر الإذاعة»شركة السينما بالمقابل وفرت سيارة تقله من البيت وتعيده بعد نهاية الدوام «أذكر من الزملاء في شركة البحرين للسينما عبدالرحمن الفاضل، وكان يدفعني ويشجعني للعمل بهذه السن المبكرة، وأعتقد أن العمل أجبرني على الخروج مبكراً من سني الطفولة إلى مرحلة تحمل المسؤولية، وفقدت والدي وعمري أقل من سنتين، وعشت مع والدتي وهي ساعدتني منذ البداية وحتى نهاية عمرها، ولم تبخل علي بالعطاء لحظة».خرج أحمد من الطفولة وهو في سن العاشرة تقريباً «لم تعد لي علاقة بالطفولة ولا الشارع ولا الربع بعد العاشرة، كنت أقدم البرامج الإذاعية وعمري لم يتجاوز الرابعة عشرة، الخروج المبكر من الطفولة أشعرني أني أكبر من عمري، وساعدني كثيراً في الجانب المادي». ويضيف «كنت أستفيد من الراتب أنا ووالدتي، هذا البدء المبكر بالعمل جعلني اليوم أنخرط في كل المجالات التطوعية والسياسية والوظيفية، وحتى مسؤولية المنزل جعلتني لا أستصغر أمراً، بل أعطي كل شيء الجدية والاهتمام».الاحتقان السياسيفي الثمانينات من القرن الماضي كانت البلد تعيش حالة احتقان سياسي، حيث عمت الإضرابات العفوية البعيدة عن التخريب أرجاء البحرين «كان حب الوطن هاجس الجميع حتى المعارضين منهم، كل شيء يعكس مدى حب الجميع للوطن وأهله، ولا تجد ما يحصل اليوم من تخريب وتكسير واعتداء على ممتلكات الغير والخروج عن لغة الاحتجاج القانونية».المطالب حينها تخرج عن وعي سياسي وعشق للوطن لا يضاهيه عشق «المظاهرات كانت شبه يومية لكنها لم تمس مدرسة ولم تخرب شارعاً أو تدمر محلاً تجارياً، كنا على قناعة تامة أن العمل الوطني هو مهمة إنسانية بالمقام الأول، لا أتذكر أنّا رمينا حجراً على الطريق، أو أتلفنا مرفقاً عاماً أو خاصاً، ما نراه اليوم من عمل يفترض أنه سياسي لا يمت للسياسة بصلة».في الثمانينات وقبلها ورغم الاضطرابات السياسية، الأمور في الفرجان كانت تسير عادية، الأبواب مفتوحة والصغار يمارسون ألعابهم دون خوف «الوعي السياسي كان متنامياً لدى من يمارسونه وليس كحال اليوم، حب الوطن مزروع بنفوس الجميع، ومن سبقونا علمونا أن السياسة أخلاق قبل أن تكون مطالب، ورغم الاحتقان لم ننظر للدولة بعدائية تجرنا للتخريب وسد الشوارع وغلق المدارس والمحال التجارية».في فريج البنعلي كان الناس خليطاً من الشيعة والسنة والعجم «لا تشعر بهذا الخليط، الكل مواطن حريص على بلده وبعيد عن الإضرار بالآخرين والجميع أصدقاء وإخوة في الدراسة والعمل السياسي، وحتى من كانوا يكبروننا سناً وانخرطوا في العمل السياسي لم يشعرونا أن هناك فرقاً بيننا، ولم يحرضوا الآخرين على تخريب الوطن». الدلائل كثيرة على تنامي الوعي الحضاري عند المنخرطين بالعمل السياسي إبان تلك الفترة «المظاهرات مستمرة بعيداً عن التعدي على حرية الآخرين وممتلكاتهم، وباعتقادي أن الشق الطائفي في البحرين لم نعرفه إلا يوم ظهرت الجمعيات السياسية، إذ برزت على الساحة جمعيات على أساس طائفي، وأجزم أنه بظهور الجمعيات عام 2002 بدأت الطائفية تطل برأسها في الشارع البحريني، وشقت الصف البحريني الواحد، وعمقت الفجوة بين الطائفتين».لكل مرحلة أصدقاء يتذكر أحمد كل مراحله العمرية بمزيج من الفرح والأسى «لكل مرحلة أصدقاء عايشوا مرحلة من عمري، البداية في الفريج ثم المدرسة والنادي والعمل التطوعي، وكل مرحلة تحفل بأصدقاء لهم خصوصيتهم، ولا أنسى في مدرسة عبدالرحمن الناصر وجوه عايشتها وأخرى بمدرسة طارق بن زياد والهداية الخليفية والنادي والفريج، الصداقات كانت عفوية.. وأنت ليس باستطاعتك اختيار صديق دون آخر لكنه يفرض عليك وتشعر أنه صديق تحتاجه وتبحر نحوه بعفوية».في بعض المراحل تختار صديقاً ليس للسن علاقة باختياره «عندما كنت طالباً وأعمل متعاوناً في الإذاعة التقيت موظفين ومسؤولين يكبرونني سناً، لكنهم أصبحوا بحكم العمل أصدقاء مرحلة، الصداقة أحياناً اختيارية وليس دائماً، ففي الإذاعة مازلت أحتفظ بصداقات أمثال عبدالرحمن عبدالله، حسن كمال، سعيد الحمد، بروين زينل، عائشة عبداللطيف، عبدالواحد درويش والراحل عتيق سعيد».عندما أنهى الثانوية وانتقل للعمل بالإذاعة «لم أجد في الانتقال مشكلة، لأني سبق أن تعاملت مع الأسرة الإذاعية وأنا طالب في الثانوية، ما منحني ثقة بالنفس وعلاقة قوية مع الزملاء، وجاء انتقالي دون حرج أو مشاكل».بدايته الأولى في قسم الرصد الإذاعي ونقل الأخبار «نرصد الإذاعات العربية ونستقي أخبارها ونبثها، كان معي الزملاء محمود الدوي، وكان يومها الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء حالياً وزيراً للإعلام، هذه الفترة كانت خصبة ونمت عندي الجانب الإعلامي وخلال سنوات تنقلت من قسم لآخر وأصبحت رجل إعلام شامل، وأذكر من أصدقاء القسم حمد المناعي وسلطان الشريان والد المخرج التلفزيوني خالد الشريان، وبعد الأخبار انتقلت إلى قسم إعداد البرامج، وكنت أعد أكثر من 5 برامج منها الأسبوعي واليومي، بعدها جاءت البرامج المباشرة».ويذكر أول البرامج التي أعدها للإذاعة «البحرين تصبح « ومايزال يبث إلى اليوم «المذيعون تناوبوا في تقديم البرنامج، ومن بين من قدموه عائشة عبداللطيف، أمينة حسن، وبدرية عبداللطيف وفوزية محمد وأحلام محمد واستقلال».وللحوار بقية في دخول عالم الصحافة.
970x90
970x90