كتب - زياد السعدون:
أصبحت الديون جزءاً من ثقافتنا حتى أصبحنا نقول إن «الذي ليس عليه ديون ليس رجلاً»، والأصل في الدين أنه جائز ومشروع لأن الله لم يخلق العباد على مستو واحد من حيث المعيشة والرزق، فعند الحاجة لا حرج أن يقترض الإنسان ما يقضي به حاجته، لكن الغريب أن يتحول الدين إلى ثقافة عامة، ويتحول القرض إلى أصل من أصول الحياة.
والغريب أيضاً أنك ترى حتى من أغناه الله، وجرى المال بين يديه، أنه يشتري حاجياته بالتقسيط «الدين»، مع أنه قادر على دفعها نقداً، وكذا نرى كثيراً من الشباب حين يقدمون على الزواج، يرهقون أنفسهم بالديون، ليس من أجل أساسيات الزواج، بل من أجل كمالياته، كالحفلات والسفر، ثم يعجزون عن السداد، وربما كانت الديون سبباً في فشل الزواج، أو إصابة بمرض مزمن لا يمكن شفاؤه، فيعيشون حياة ملؤها المشاكل والنكد، والأصل في شريعتنا أن الإنسان لا يلجأ إلى الدين، إلا عند الضرورة والحاجة الملحة، لما للدين من خطر عظيم في دنيا الإنسان وآخرته، فهو في الدنيا هم بالليل وذل بالنهار، وأما في الآخرة فيكفي فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاءت جنازة ليصلي عليها، سأل «هل عليه دين»، فإن كان عليه دين قال «صلوا على صاحبكم»، وكذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن «الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين»، والأهم من هذا كله أن الآخرة لا درهم فيها ولا دينار، فعندها يكون السداد بين الناس بالحسنات والسيئات، فلابد إخواني أخواتي من تغيير نظرتنا إلى الديون، حتى لا تكون في الدنيا هموماً وحسرات، وفي الآخرة تكون خسراناً وذهاباً للحسنات.
970x90
970x90