كتب- هشام فهمي:قال وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم والمناهج عبدالله المطوع إن الوزارة تبحث هذا العام تشكيل لجنة فرعية منبثقة عن اللجنة الوطنية للمؤهلات تكون مهمتها دراسة الجامعات التي ينوي الطلبة الالتحاق بها للتأكد من المحتوى الدراسي والساعات التي يقضيها الطالب في الجامعة وسياسة القبول بها، فيما أكد مدير إدارة البعثات والملحقيات عيسى الكوهجي أن آلية اختيار البعثات الدراسية الجديدة تهدف إلى الحد من التسرب الذي وصل إلى 20% في بعض التخصصات، وما نسبته 40% لطلبات تغيير التخصص، مما يهدر أموال الدولة ويفوت الفرص على آخرين.وأضاف المطوع في مؤتمر صحافي عقد أمس أن من أهم معايير الموافقة على البعثة حاجة المملكة لتخصصات بعينها في سوق العمل، مشيراً إلى أن المعدل التراكمي ليس المعيار الوحيد لتحديد مستوى الطالب وقدرته على الالتحاق بتخصص معين، حيث إنه على سبيل المثال تم إدخال معايير جديدة باختيار الطلبة المبتعثين إلى اسكتلندا لمعرفة مدى قدرة الطالب على التعامل باللغة الإنجليزية.وأوضح أن الوزارة لا تتصيد الأخطاء في تعاملها مع موضوع البعثات إذ إنه في احدى الحالات في عام 2004 لطالب في التعليم الصناعي كان متفوقاً لكنه رسب بدرجة متدنية جداً في اللغة الإنجليزية لم تؤهله للدراسة في دولة غربية، بينما تم تعويضه ببعثة أخرى.وأضاف «تواجهنا معوقات في لجنة تقويم المؤهلات في حالات البعثات إلى جامعات غير موصى بها من قبل دول مجلس التعاون، حيث تبتعث جهات من خارج الوزارة طلبة للدراسة في تلك الجامعات دون الرجوع للوزارة».من جانبه، أكد مدير إدارة البعثات والملحقيات عيسى الكوهجي أن «المعدل هو المعيار الأساس في الالتحاق بالبعثات للطالب المتفوق الحاصل على 90% وأكثر ، وأنه لا نستطيع تلبية جميع الطلبات، مضيفاً أنه «نظراً لاختلاف أنظمة التقويم في المدارس لابد من إيجاد توحيد آلية معايير التنافس مع طلبة المدارس الخاصة، انطلاقاً من مبدأ العدالة»وأردف أن «هناك تسرب في بعض التخصصات في البعثات الدراسية وصل إلى 15-20% ، بسبب اختيار التخصصات بإيعاز من أولياء الأمور أو الزملاء دون أن يكون الطالب قادراً على الاستمرار فيها، مما يهدر أموال الدولة ويضيع الفرصة على آخرين أحق بالتخصص».وشدد على أن «ما نسمعه من انتقادات غير موضوعي والآلية الجديدة تهدف لاختيار الطلبة ما يناسبهم، موضحاً أن الهدف من المقابلات، مساعدة الطالب على التخصص المناسب لــه، حيث غير كثير منهم رغباتهم بعد إجراء هذه المقابلاتونفـــى أن تكـــون أي مــن الأسئلــة الموجهة في المقابلات لها علاقة بأمر شخصي أو سياسي، قائلاً «أتحدى أي طالب أن يثبت ذلك (..) دائماً كان هناك من يشكك في عمل الوزارة لأغراض طائفية وللمتاجرة السياسية، وأمور لا أساس لها من الصحة».وأوضح أنه في العام الماضي في تخصص الطب مثلاً تقدم 432 طالباً للاستفادة من 37 بعثة فقط متاحة في هذا التخصص، وفي طب الأسنان تقدم 258 طالباً للمنافسة علــى 6 فرص فقط، مشيراً إلى أن هناك تخصصات تحتاجها البحرين تظل بها شواغر وليس هناك إقبال عليها مثل الطب البيطري والتخصصات الطبية المساندة وفي مجال التعليم.وأشار إلى إيقاف بعض التخصصات في البعثات مثل العلاج الطبيعي بناء على إفادة من وزارة الصحة بوجود فوائض في هذا التخصص.وأوضح أن البعثات الدراسية مستمرة في بعض البلدان التي تشهد أحداثاً سياسية مثل مصر، وقال إنه خلال السنوات الماضية كان الطلبة المبتعثون موجودين بعيداً عن الأماكن الخطرة ولا خوف من ذلك. وقالت الوزارة في بيان وزع على الصحافيين إن الهدف من اعتماد آلية المقابلة الشخصية واختبار القدرات في البعثات هو الكشف عن اتجاهات وميول وقدرات الطلبة المتفوقين من أجل توجيههم نحو التخصصات الأكاديمية المناسبة لهم، حسب حاجات سوق العمل، مشيرة إلى أن هذه الآلية ليست من اختراع الوزارة وإنما مطبقة في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وسوريا والولايات المتحدة الأمريكية والنمسا وألمانيا وأستراليا، حيث يصل الأمر في بعض الدول أنها تحرم الطالب المتفوق أكاديمياً من البعثة إذا لم يجتز المقابلة الشخصية مهما كان معدله التراكمي، بينما لا يحدث هذا في مملكة البحرين، فالطالب المتفوق يحتفظ بحقه في المنحة أو البعثة، وإنما الهدف من المقابلة والاختبار مساعدته علــى تحديــد التخصص المناسب له، بحسب الوزارة.وأضاف البيان أن اختبار القدرات يقيس مجموعة من الكفايات والمهارات الدراسية المفترض توافرها لدى الطالب المتفوق المبتعث وذلك مثل: مهارات اللغة العربية، ومهارات اللغة الإنجليزية، ومهارات التفكير الناقد «التحليل، الاستقراء، الاستنتاج، الاستدلال، التقويم»، والثقافة العامة.وحول عدم حصول بعض الطلبة من أصحاب المعدلات العالية على رغباتهم الأولى، أوضحت الوزارة أن» عدد الطلاب الحاصلين على معدلات مرتفعة جداً كبير، وعلاماتهم متقاربة إلى حد كبير جداً «يمكن الرجوع إلى لوحة الشرف» لدرجة أن المفاضلة بينهم تتم على أساس عُشر العلامة، مما يعني وجود تزاحم شديد على المقاعد المتاحة المحكومة بخطة البعثات، وعددها قليل في الغالب.