عواصم - (وكالات): تشن القوات النظامية السورية حملة لمحاولة السيطرة على أحياء محاصرة في مدينة حمص وسط البلاد، بحسب ما أفاد مصدر أمني سوري. من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء في حمص القديمة تشهد تصعيداً «غير مسبوق» في محاولة من نظام الرئيس بشار الأسد لاستعادة أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة. وذكر نشطاء أن «قوات الأسد قصفت بالطائرات وقذائف المورتر مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة التي تحاصرها قوات الأسد منذ عام وخاض الجنود معارك مع مقاتلي المعارضة في عدة أحياء». وقال المصدر الأمني إن «العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الأولوية والأهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة». وأكد المصدر أن الجيش السوري «يحرز تقدماً على جميع الجبهات وفق وتيرات مختلفة ضمن المدينة والأزقة الضيقة»، مشيراً إلى أن التقدم «قد يكون بطيئاً، ولكنه موجود».
وقبل 3 أسابيع استولت قوات الأسد بدعم من مقاتلي «حزب الله» الشيعي اللبناني على بلدة القصير الحدودية وهي بلدة استراتيجية كان يستخدمها مقاتلو المعارضة في تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا. وتمكنت قوات الأسد من السيطرة على بلدة تلكلخ الحدودية. وعززت المكاسب العسكرية سيطرة الأسد على ممر يمتد من العاصمة دمشق عبر حمص إلى معقل الطائفة العلوية في الجبال المطلة على البحر المتوسط.
وأثارت المكاسب أيضاً قلق الداعمين الدوليين لمقاتلي المعارضة مما دفع الولايات المتحدة للإعلان أنها ستكثف دعمها العسكري للمعارضة. وتضاءلت الآمال في عقد مؤتمر للسلام تدعمه الولايات المتحدة وروسيا حيث ترفض المعارضة التفاوض في الوقت الذي تقف فيه موقف المدافع في ميدان القتال كما أدى التوتر بين موسكو وواشنطن إلى زيادة حدة خلافاتهما العميقة بشأن سوريا.
من ناحية أخرى، اعترف مسؤول رفيع في نظام بشار الأسد بأن إيران وروسيا والصين يدعمون نظام الرئيس بشار الأسد سياسياً، وعسكرياً واقتصادياً، وأن نظام الأسد يقوم بكامل تعاملاته الاقتصادية بالريال الإيراني، والروبل الروسي، واليوان الصيني، وذلك تجنباً للعقوبات الغربية، بحسب ما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط».
وأكد نائب رئيس الوزراء الكلف بالشؤون الاقتصادية قدري جميل في تصريح لصحيفة «الفايننشل تايمز» البريطانية أن «الحلفاء الثلاثة لنظام الأسد يدعمونه مالياً بما مقداره 500 مليون دولار شهرياً من المعاملات المالية تشمل صادرات النفط وخطوط تأمين مفتوحة».
وأكد المسؤول في نظام الأسد أن الدول الحليفة الثلاث ستساعد دمشق في هجومها المضاد ضد ما سماه المؤامرة الأجنبية لإغراق الليرة السورية.
وفي سياق متصل، أظهرت تحاليل أجراها مختبر فرنسي متخصص لعينات جلبها صحافيون يعملون لحساب صحيفة «لوموند» الفرنسية بعد هجوم حصل منتصف أبريل الماضي في جوبر بضواحي دمشق، وجود 13 حالة إصابة بغاز السارين، وفق ما أفادت الصحيفة.
من جهة أخرى، اعتبر 3 أعضاء في منظمة «غرونهلم» «القبعات الخضر» الألمانية غير الحكومية في عداد المفقودين منذ أكثر من 6 أسابيع بعد تعرضهم للخطف في سوريا، كما أعلنت المنظمة على موقعها على الإنترنت.