عواصم - (وكالات): أصدر عدد من رجال الدين السنة في لبنان بياناً حملوا فيه الدولة مسؤولية الأحداث الأمنية التي تجري في صيدا بعد المواجهات الدامية مع الشيخ أحمد الأسير، محذرة من عزمها الدعوة إلى تنفيذ عصيان مدني شامل في كافة مناطق السنّة، بينما اعتبرت قيادات سياسية أن الأوضاع تهدد بظهور «أسير ثان وثالث ورابع» بسبب تصرفات «حزب الله» الشيعي اللبناني. وأصدر أعضاء ما يعرف بـ»هيئة علماء المسلمين» في لبنان بياناً تناولت فيه تداعيات الأحداث الأمنية في صيدا، معتبرين أن «الدولة هي المسؤول الأول عن تغطية ما جرى بعدما روجت للروايات الكاذبة وضخمت الوقائع لتبرير حجم الدمار والأسلحة المستخدمة في الهجوم على مسجد بلال بن رباح، إضافة لتغاضيها عن تغول فئة في أجهزة الدولة وتحكمها بمؤسساتها دون حسيب أو رقيب»، في إشارة إلى حزب الله.
في غضون ذلك، تسلم مفتي مدينة صيدا جنوب لبنان سليم سوسان مسجد بلال بن رباح الذي كان يؤمه الشيخ السني المتشدد أحمد الأسير، المتواري عن الأنظار بعد سيطرة الجيش اللبناني على مربعه الأمني إثر معارك استمرت أكثر من 24 ساعة. وقد سمح الجيش لسكان المباني المجاورة بتفقد منازلهم الواقعة ضمن «المربع الأمني» السابق للأسير، مع بدء ورشة إزالة الركام من الطرق.
وقال المفتي سوسان من أمام باب مسجد بلال بن رباح في بلدة عبرا شرق صيدا «تسلمنا المسجد وسيكون بإدارة الأوقاف الإسلامية»، مشيراً إلى أنه سيعاد فتحه «ليؤكد على دوره في حماية السلم الأهلي والوفاق الوطني».
واندلعت اشتباكات عنيفة بين مناصري رجل الدين المناهض لحزب الله والمتعاطف مع المعارضة السورية، وعناصر من الجيش الذي شن عملية عسكرية انتهت بسيطرته على «المربع الأمني» للأسير المؤلف من المسجد وبعض المباني المحيطة به. وقتل 18 جندياً في العملية، بحسب قيادة الجيش. وأثارت بعض الإجراءات العسكرية خاصة الملاحقات والتوقيفات التي تطاول أبناء المدينة ذات الغالبية السنية، تحفظات من رجال دين سنة طالبوا الدولة بالتحقيق في انتهاكات الجيش ومجموعات مسلحة غير نظامية، في إشارة إلى عناصر موالين لحزب الله الشيعي. من ناحية أخرى، قتل شخص في انفجار عبوة ناسفة كان يعمل على تحضيرها، في حين قتل آخر في إطلاق نار بين منطقتين سنية وعلوية في مدينة طرابلس شمال لبنان. من جانب آخر، تعرض موكب النائب اللبناني نديم الجميل لاعتداء بالعصي والحجارة والطماطم على أيدي متظاهرين محتجين على إرجاء الانتخابات النيابية، بحسب ما ذكر النائب الجميل لتلفزيون «المستقبل».