أثارت المعلومات الجديدة التي كشفت عن مراقبة واسعة النطاق للاتصالات الإلكترونية الألمانية من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية صدمة واستهجانا في ألمانيا، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا «طلبت توضيحات من السلطات الأمريكية» حول المعلومات التي نشرتها الصحافة الألمانية بشأن تجسس أمريكي على مؤسسات أوروبية، بينما طالب الأوروبيون بتفسيرات حول برنامج التجسس الأمريكي الذي يحتمل أن يكون استهدف أيضاً مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ما يمكن أن يعقد العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وطلبت وزيرة العدل الألمانية سابين لوثيسر شنارينبيرغر تفسيرات فورية من السلطات الأمريكية بشأن ما كشفته أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية التي قالت إن واشنطن تجسست على مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وقالت في بيان «إذا كانت المعلومات الصحافية صحيحة فالأمر يذكر بعمليات بين أعداء إبان الحرب الباردة». وأضافت الوزيرة «إنه أمر يفوق الخيال أن يعتبر أصدقاؤنا الأمريكيون، الأوروبيين بمثابة أعداء». وتابعت «على الجانب الأمريكي أن يوضح على الفور وبالتفصيل إذا كانت هذه المعلومات الصحافية بشأن عمليات تنصت سرية غير ملائمة تماماً للولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي، صحيحة أم لا».
وكشفت دير شبيغل أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على مكاتب الاتحاد الأوروبي في بروكسل والبعثة الأوروبية في واشنطن منذ سنوات طويلة. وأكدت أيضاً أن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة كانت موضع مراقبة مماثلة. وقالت المجلة إنه ضمن دول الاتحاد الأوروبي كانت ألمانيا هدفاً رئيساً.
وأوضحت أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تسجل شهرياً 500 مليون اتصال هاتفي وأنترنت بحسب وثائق داخلية حصلت عليها بفضل المستشار السابق للوكالة الأمريكية إدوارد سنودن الذي كان وراء كشف برنامج بريسم الأمريكي للتجسس على نطاق واسع.
وبحسب «دير شبيغل»، فإن وكالة الأمن القومي الأمريكي وضعت لائحة تصنف فيها حلفاء الولايات المتحدة بالتراتبية. فإذا كانت كندا وأستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا تحظى بحماية من أي مراقبة، فإن ألمانيا و30 دولة صديقة بينها فرنسا توصف بأنها حليفة «من الفئة الثالثة». وتؤكد وكالة الأمن القومي الأمريكية في الوثيقة التي نشرتها دير شبيغل «يمكننــا اعتراض اتصالات غالبية الحلفاء من الفئة الثالثة وهذا ما نقوم به».
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي في بيان «طلبت فرنسا توضيحات من السلطات الأمريكية بِشأن معلومات كشفتها مجلة دير شبيغل الألمانية تفيد أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد تكون تجسست على مؤسسات الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً «في حال تأكدت هذه المعلومات فإنها ستكون غير مقبولة على الإطلاق».
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان «لقد اتصلنا فوراً بالمسؤولين الأمريكيين في واشنطن وبروكسل وواجهناهم بالمعلومات الصحافية. فردوا بأنهم يحققون في صحة المعلومات التي نشرت أمس وأنهم سيردون علينا».
وسنودن موجود حاليا في مطار موسكو بعدما أصدرت واشنطن مذكرة توقيف بحقه في انتظار أن تمنحه دولة ما اللجوء السياسي.
وأعلن رئيس الإكوادور رافاييل كوريا أن «حل» قضية سنودن العالق في منطقة الترانزيت بمطار موسكو والمطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التجسس هو «في ايدي السلطات الروسية» بينما امتد الجدل حول هذه القضية الى الاتحاد الأوروبي.
ومن هونغ كونغ سافر سنودن الى موسكو حيث لا يزال منذ أسبوع عالقًا في منطقة الترانزيت في مطار العاصمة الروسية بعدما ألغت واشنطن جواز سفره الأمريكي.
وينتظر سنودن الرد على طلبه اللجوء إلى الإكوادور التي تقول إن طلبه هذا لا يمكن البدء بدراسته إذا لم يقدمه على أراضيها سواء في داخل الإكوادور أو إحدى سفارات الدولة أو قنصلياتها حول العالم.
«فرانس برس - رويترز»