بقلم علي الصباغ
أليس من الغريب في هذا الزمن أن يكون الطموح والتميز في العمل والرغبة الدائمة في التطور ذنباً يواجه بالعقاب؟ وخطأ لا يغتفر؟ بل ذنباً يعتبر من الكبائر يسقط فاعله وظيفياً في جهنم 40 خريفاً؟
كيف لا؟ وأنت اليوم إن رغبت في تطوير مستواك العلمي أو العملي أخي الموظف أو أخي العامل ستواجه بالرفض؟
كيف لا؟ وأنت اليوم أن رغبت في تقديم شيء يميزك في العمل ويرفعك على السلم الوظيفي درجة للأعلى فإنك بذلك قد فتحت على نفسك باباً من العداوة والبغض والرفض من رأس الهرم في مكان عملك إلى قاعه؟
كيف لا؟ وأنت اليوم إن ساهمت في منع خطئ أو تجاوز قبل حدوثه يكون عقابك أكبر وأشد ممن كاد أو تعود إن يعمل هذا الخطأ؟
لقد انقلبت الموازين، واختلت المواثيق، وكبر المنافق الكاذب، وصغر ونفي الصادق، وألغي الضمير.
إن ميزان الحكم اليوم على تميز وتطور موظف أو عامل في عمله ليس الكفاءة، بل الدناءة، وجدول الترقيات أحياناً إن لم يكن دائماً يتصدره أصحاب الأيادي الطويلة والجيوب الثقيلة. ويرجع الذنب كل الذنب اليوم لما يسمى بالطموح، فقد جنى هذا «الشيء» على الكثير، وساهم في تهميش الكثير، ونقل بسببه كفاءات، وخسر بسببه المئات.
إذاً ما العمل؟
إن أردت أخي الموظف أو أخي العامل أن ترتقي في وظيفتك أو تتميز في عملك، وتكون من المقربين فإن هناك مهارات وخبرات يجب عليك اليوم أن تتقنها وتتعلمها وتتمسك بها أشد التمسك فهي من سيوصلك إلى الأعلى. فأولاً عليك أن تعطي ضميرك الحي إجازة من غير رصيد، أو أن تنفيه من الوجود، ثم عليك أن تتربص وتصطاد أو»تعتقل»، أي فكرة أو اقتراح يصول ويجول في عقلك، كما يجب أن تتعلم أن السكوت، وإغماض العين بل وأن تنحني لكي تمر من فوقك الرياح، وما أدراك؟ لعل هذه الرياح أن ترفعك وتحقق لك طموحك.
في النهاية : !! Maybe the system is not fair
بس لسه بلدي فيها خير!!
* نائب رئيس نقابة أسري