دعا مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن الدولي أمس إلى الاجتماع بصورة عاجلة «لفك الحصار عن حمص» ومنع ارتكاب «النظام وحلفائه مجازر وحشية» بحق سكان المدينة التي تتعرض لهجوم يشنه الجيش السوري.
وأضاف بيان للأمانة العامة أن دول المجلس «تتابع بقلق بالغ الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيداً لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات «حزب الله» اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني».
وتتعرض حمص التي يطلق عليها المعارضون للنظام السوري تسمية «عاصمة الثورة» لهجوم منذ السبت الماضي.
وأوضح البيان أن دول مجلس التعاون «تدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية» ضد سكانها. واتهم «النظام السوري بعمليات تطهير إثني وطائفي، كما حدث مؤخراً في ريف حمص» في إشارة إلى معارك القصير مطلع الشهر الماضي. بدوره، ناشد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه الأسبوعي أمس برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز المجتمع الدولي «التحرك السريع لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه أمام الجرائم النكراء التي ترتكب بحقه». وجدد مطالبة المملكة «البدء الفوري بتنفيذ الاتحاد الأوروبي قراره رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، وصدور قرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري الفاقد للشرعية بالسلاح».
من جهتها، دعت تركيا، النظام السوري إلى وقف هجماته على المدنيين، وانسحاب الميليشيات الأجنبية وخاصة «حزب الله» من الأراضي السورية لوقف الحرب الأهلية في البلاد وفتح المجال أمام حل سلمي للأزمة.
في غضون ذلك، يتواصل هجوم القوات النظامية على الأحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط سوريا لليوم الثالث على التوالي، وذلك غداة دعوة خليجية أوروبية إلى إيجاد تسوية سياسية سريعة للنزاع المدمر المستمر منذ أكثر من سنتين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الآنسان رامي عبد الرحمن إن «القصف العنيف يتواصل على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص»، وأبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، مؤكدا ان «القوات النظامية لم تحقق أي تقدم على الأرض، ولم تتمكن من استعادة أي منطقة جديدة». وتشهد أطراف الأحياء اشتباكات عنيفة. وأوضح عبد الرحمن أن «32 عنصراً من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي لها قتلوا خلال يومين»، مشيراً أيضاً إلى مشاركة «حزب الله» اللبناني في المعارك على جبهة الخالدية.
وقال إن الحزب «يتخذ من حي الزهراء ذي الغالبية العلوية في حمص قاعدة خلفية له».
وتأتي الحملة على المدينة بعد أقل من شهر على سيطرة النظام و»حزب الله» على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص.
وقال نشطاء إن قوات الأسد قصفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص بالمدفعية والطائرات في ثاني يوم من هجومها وسط سوريا. وأضاف النشطاء أن مقاتلي المعارضة الذين يدافعون عن وسط حمص القديمة و5 أحياء سنية متاخمة صدوا إلى حد كبير هجوماً برياً لقوات الأسد بدعم من «حزب الله» لكنهم أبلغوا عن وقوع اشتباكات جديدة وسقوط قتلى داخل المدينة.
ورداً على الحملة العسكرية، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الدول الداعمة له إلى فرض منطقة حظر جوي وتوجيه «ضربات عسكرية مدروسة» ضد النظام. وحمص ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع إلى العسكرة بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية في فبراير 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة إلى النظام، لأنها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة إلى نظام الرئيس بشار الأسد. وتمر عبر المحافظة طرق الإمداد إلى القوات النظامية في الشمال.
وأدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس إلى مقتل 84 شخصاً، بحسب المرصد. ويستمر تدفق اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف الى الدول المجاورة، ونددت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومان رايتس ووتش» بمنع بعض الدول لاجئين من دخول أراضيها.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص فروا من سوريا منذ بدء النزاع منتصف مارس 2011، ولجأت غالبيتهم العظمى الى تركيا والعراق والأردن ولبنان.
من جهة أخرى، حملت وسائل إعلام حكومية صينية قوى معارضة سورية المسؤولية عن تدريب متشددين شنوا أسوأ اضطرابات منذ 4 سنوات في منطقة شينجيانغ أقصى غرب الصين?? ??في توجيه غير معتاد لأصابع الاتهام.
«فرانس برس - رويترز»