عواصم - (وكالات): أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمس إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور «إدارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد» . وقال السيسي إنه تقرر «تعطيل العمل بالدستور» و»تشكيل لجنة لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة» وتشكيل حكومة «كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية».وأكد أن «القوات المسلحة استناداً على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية قررت التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد واتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحداً من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام». من جانبه، أعلن شيخ الأزهر وبابا الأقباط تأييدهما لخارطة الطريق التي يدعمها الجيش. وأدلى كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس بابا الأقباط ببيانين مقتضبين بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع خلع الرئيس المنتخب محمد مرسي. وقال البابا تواضروس إن خارطة الطريق تقدم رؤية سياسية وتضمن الأمن لكل المصريين.من جانبه، قال الزعيم المصري الليبرالي محمد البرادعي إنه يأمل أن تكون خارطة الطريق التي كشف عنها الجيش انطلاقة جديدة لثورة 25 يناير 2011 . وأضاف أن الخطة التي خلعت مرسي لبت المطالب الأساسية للشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.وفي وقت لاحق، ذكرت مصادر أن رئيس المحكمة الدستورية سيؤدي اليمين رئيساً مؤقتاً لمصر اليوم.في المقابل، أكد الرئيس السابق محمد مرسي بعد أن أطاحه الجيش من رئاسة الجمهورية أن الإجراءات التي اتخذها الجيش «انقلاب كامل مكتمل الأركان». وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر إن «إجراءات الجيش انقلاب كامل مرفوض من كل الأحرار المصريين». وأضاف أنه يدعو بصفته رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للجيش جميع المواطنين مدنيين وعسكريين الى عدم الإستجابة لهذا الانقلاب في شأن متصل، قال متحدث باسم الجيش المصري إن الحكومة المؤقتة التي ستدير شؤون البلاد في إطار خطة انتقالية كشف عنها الجيش ستحدد مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. من جانبه، قال حزب «النور» ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية في مصر إنه موافق على خارطة الطريق السياسية التي يدعمها الجيش بغية تجنيب البلاد الصراع. وأكد الأمين العام للحزب جلال مرة في خطاب أذاعه التلفزيون «ما اتخذنا هذه القرارات إلا حقناً لدماء شعبنا.» وعمت أجواء الفرح ميدان التحرير وسط القاهرة والتجمعات المعارضة في العاصمة والمدن الأخرى حيث احتشد الآلاف للمطالبة برحيل مرسي، إثر إعلان وزير الدفاع الإطاحة بمرسي. وأطلقت السيارات أبواقها ولوح المصريون بالأعلام. وحتى قبل إعلان الجيش، بدا المتظاهرون المرابطون أمام قصر الاتحادية متيقنين مما ستسير إليه الأمور منذ أن أمهل الجيش مرسي 48 ساعة حتى بعد ظهر أمس من أجل تلبية «مطالب الشعب» الذي تظاهر منذ الأحد الماضي للمطالبة برحيله. وفي الجادات أمام القصر الرئاسي المحاط بسور كبير لوح المتظاهرون بالأعلام وأنشدوا النشيد الوطني. وردد المتظاهرون «يتحدث عن الشرعية ونحن عن الحرية»، في إشارة إلى خطاب مرسي الذي تحدث فيه عن «تمسكه بالشرعية»، قبل ان يتحدث عن «انقلاب».في المقابل، عبر الإسلاميون المؤيدون لمرسي الذين تجمعوا في ضاحية بالقاهرة عن غضبهم عقب إعلان الجيش تعليق العمل بالدستور وتعيين رئيس مؤقت للبلاد. وحطم بعضهم الرصيف وكونوا أكواما من الحجارة. وشكل حراس من جماعة الإخوان المسلمين يرتدون خوذات ويحملون عصيا طوقا حول مكان المظاهرة قرب مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر. وأخذ رجال ونساء يصرخون ويبكون. وأدان الحشد الفريق عبد الفتاح السيسي وهتف بعضهم قائلين «السيسي باطل» و»الاسلام قادم» «ومش هنمشي».من ناحية اخرى، قالت قناة «مصر 25» التلفزيونية الفضائية الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين على صفحتها بموقع فيسبوك إنه تم قطع بثها عقب البيان الذي ألقاه القائد العام للقوات المسلحة وأعلن فيه خارطة طريق تتضمن تعطيل الدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة البلاد. من جانبها، أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء الأحداث في مصر مشيرة إلى أن خطاب الرئيس محمد مرسي خلا من أي خطوات محددة وفقا لما دعت له واشنطن بشأن الاصغاء لأصوات الشعب المصري. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر ساكي «مازلنا قلقين للغاية إزاء ما نراه على أرض الواقع في مصر وندرك أن هذا وضع متوتر للغاية ويتحرك بسرعة، إننا نراقب الموقف عن كثب شديد وكما قلنا خلال الأيام القليلة الماضية وما زلنا نعتقد أنه بطبيعة الحال الشعب المصري يستحق حل سياسي سلمي للأزمة الحالية». وأضافت «تابعنا الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي الليلة الماضية ووجدنا أنه خلا إلى حد كبير من خطوات محددة، وقد قلنا إنه يجب أن يفعل أكثر من ذلك ليكون حقاً مستجيباً ومعبراً عن دواعي القلق المبررة التي أعرب عنها الشعب المصري، ومما يؤسف له أن ذلك لم يكن جزءاً مما تحدث عنه في خطابه».وقالت ساكي إن «الرئيس باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري وآخرين قد نقلوا لنظرائهم أنه من المهم للرئيس مرسي الاستماع إلى الشعب المصري واتخاذ خطوات للتعامل مع جميع الأطراف». وحول ما إذا كان ما يقوم به الجيش هو انقلاب، قالت المتحدثة «بشكل عام فإننا نرى أن جميع الأطراف بحاجة إلى اتخاذ خطوات للتحدث والمشاركة مع بعضهم البعض للحد من مستوى العنف والدعوة لمنعه، ونحن نأمل في إمكانية حدوث ذلك، ولأن الوضع غير واضح تماماً فإننا نرصد ذلك عن كثب، ولكن ليس لدي أي تأكيد من مصدر مستقل للعديد من التقارير في هذا الصدد». من جانبه، عقب وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، على الأحداث في مصر، عبر حسابه الرسمى، على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «مبروك يا أم الدنيا مصر»، وذلك بعد بيان القيادة العامة للقوات المسلحة.كما أكد في تصريح بثته وكالة أنباء الإمارات أن «الإمارات تتابع بارتياح تطورات الأوضاع في مصر انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين. وأضاف أن الإمارات على ثقة تامة بأن الشعب المصرى قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها بلاده وأن ينطلق بها إلى مستقبل آمن وزاهر».من جهته، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن ما يجري في مصر يجسد «سقوط ما يسمى الإسلام السياسي».