كتب ـ عبدالرحمن صالح الدوسري:بعد أن صور الإعلام العربي الجيوش العربية قوة لا تقهر، وإسرائيل دويلة صغيرة لا تقوى على المواجهة والصمود، جاءت نكسة 5 يونيو 1967 بمثابة جرح غائر بضمير كل عربي والمثقفون منهم على وجه الخصوص.ولم تكن الهزيمة ببعيدة عن وجدان الصحافي الشامل والسياسي المخضرم أحمد جمعة، لتجود قريحته بعدها بمؤلفات تقلبت بين ميادين الفكر والسياسة بينها «كرة الرماد» و»الديمقراطية الإلكترونية».بدايات الصحافةالأسبوع الماضي توقف الحوار مع أحمد جمعة عند حديثه عن أول برنامج أعده للإذاعة بعنوان «عالم السينما»، وهو لايزال يقدم البرنامج بعد أن تناوب على تقديمه معدون آخرون بينهم عائشة عبداللطيف، أمينة حسن، بدرية عبداللطيف، فوزية محمد، أحلام محمد واستقلال.والصحافة لاتزال برأيه حلقة الوصل الأولى بين قضايا المستمع وأبواب المسؤولين «دخولي عالم الصحافة بدأ في مرحلة متقدمة على غرار العمل الإذاعي والكتابة للسينما، إلا أن الصحافة بالنسبة لي اكتشاف رهيب لم أكن لأتصوره».خطواته الأولى في عالم الصحافة بدأت من مجلة «صدى الأسبوع» في السبعينات «كان مدير تحرير المجلة إبان تلك الفترة علي صالح، ويرأسها صاحبها علي سيار، والجميل في صدى الأسبوع أنها خرجت أجيالاً كبيرة رفدت الصحافة البحرينية، وممن مروا عليها أذكر عقيل سوار وإبراهيم بشمي وسوسن الشاعر وعصمت الموسوي وحسن مدن، ورأس عبدالرحمن الدوسري قسم الإخراج فيها مع أحمد الخاجة وعلي عبدالله خليفة والأخير فتح أمامي أبواب الثقافة وأهم ناقد كتب للمجلة إلى جانب أحمد المناعي».في «صدى الأسبوع» عمل جمعة في قسم الأخبار الثقافية وكانت فرصة جيدة لنشر قصصه عبر صفحاتها «التقيت أحمد المناعي منذ بداياتي في المجلة، كان حينها مسؤولاً بمجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب إلى جانب علوي الهاشمي وعلي عبدالله خليفة ومحمد جابر الأنصاري وعلي الشرقاوي.. مد لي المناعي يد المساعدة أول مرة عندما كان مدرساً بالثانوية، والآن أخذني للانضمام لأسرة الأدباء، وكنت العضو الوحيد الذي لا يدفع اشتراكاً لأني طالب والأصغر سناً بينما البقية كلهم موظفون». عمل جمعة في «صدى الأسبوع» بمكافأة شهرية «عند إصدار المجلة ليلة الأربعاء من كل أسبوع تطول السهرة حتى منتصف الليل، وأذكر من العاملين الخطاط محمد البحارنة، وكنت أنشر أيضاً في جريدة (الأضواء) بعض قصصي القصيرة بالصفحة الثقافية دون مقابل، بينما العمل في صدى الأسبوع كان بمقابل مادي». وجاء العمل بـ»صدى الأسبوع» مكملاً لعمله في الإعلام وشركة البحرين للسينما «كنت مازلت طالباً في الثانوية وأجمع بين هذه الوظائف والدراسة إضافة لعضويتي بأسرة الأدباء والكتاب»، هذه القنوات كلها صبت في تعميق تجربته الأدبية والثقافية ونمت لديه الكثير من الجوانب الثقافية.في رحاب أخبار الخليجبعد هذه المرحلة بفترة وجيزة صدرت صحيفة أخبار الخليج وهي الجريدة اليومية الأولى في البحرين «انتقلت للعمل فيها رئيساً للصفحة الثقافية، واستفدت كثيراً من تجربتي في صدى الأسبوع، كان ذلك عام 1976، كل هذه الوظائف شكلت مقدمات علاقة جيدة مع أصدقاء كثر، كنت ألتقي أنور عبدالرحمن رئيس تحرير أخبار الخليج اليوم في بيت عبدالله فرج، بينما تعرفت على الأخير من خلال أسرة الأدباء والكتاب، وعندما التقيت منصور هاشم كان هو الآخر عضواً بالأسرة، وفي مجلسه يلتقي المثقفون والكتاب والمهتمون بالشأن الأدبي منهم محمد الماجد وخميس القلاف».هذه الفترة شكلت حراكاً ثقافياً مميزاً في البحرين «كان هناك نقاد أبرزهم محمد جابر الأنصاري وأحمد المناعي وإبراهيم غلوم، والساحة تزخر بالأعمال المسرحية والقصصية والجو الثقافي ساخن ومميز».9 أصوات بالقصةالعنوان كان أول كتاب يصدر لأحمد جمعة مع أدباء آخرين عن أسرة الأدباء والكتاب «اختارت الأسرة تسعة كتاب بحرينيين، وكل كاتب قدم قصة قصيرة واحدة، وأذكر ممن شاركوا بالمؤلف محمد عبدالملك، خلف أحمد خلف، أمين صالح ومجموعة أخرى من الكتاب، شعرت حينها أني مؤلف الكتاب، وأنا أجد اسمي منسوخاً إلى جانب أسماء لامعة من القاصين البحرينيين».أثرت التجربة لدى جمعة جانب القص وشجعته على إصدار العديد من النصوص المسرحية ومؤلفات النقد السينمائي والفكر والسياسة «هذه التجارب شكلت في حياتي المهنية والإبداعية محطات لكل منها ثراؤها وتميزها».ويقول «التجربة مع الكتابة بلورت شخصيتي، وأنضجت تقلباتها من الحماس والنضج الثوري إلى ميادين السياسة والأدب، وكل هذه المراحل شهدت محطات يتوقف عندها الإنسان، ويأخذ من كل محطة زاداً يكفيه في رحلة الحياة الطويلة».محطة «الأيام» بعد «أخبار الخليج» بفترة صدرت جريدة « الأيام» والتحق أحمد جمعة للعمل فيها كرئيس لأول ملحق ثقافي يصدر عن جريدة يومية بعنوان «رؤى» ويقول «كان الملحق ثرياً ومليئاً بالمشاركات الثقافية، وشاركني في البداية بإصداره علوي الهاشمي، كانت تجربة ثرية ساعدتني على إصدار مجموعة من الكتب السياسية والفكرية بينها (كرة الرماد)، و(الديمقراطية الإلكترونية)، و(الديمقراطية الانقلابية)، وفي نفس الفترة كنت أواظب على العمل في الإعلام حتى سنة 2006 عندما قررت التفرغ للعمل الصحافي في الأيام».خلال عمله في «الأيام» بدأ الجانب الفكري ينضج عنده «في الفترة السابقة ركزت على الجانب الأدبي فقط من خلال كتابة القصص القصيرة، مثلاً «كرة الرماد» كانت عبارة عن دراسة فكرية تتناول الوضع في البحرين من الجوانب الاقتصادية والثقافية، ونفس الشيء بالنسبة لـ»الديمقراطية الإلكترونية» كانت تعكس نضجاً وفكراً متكاملاً لدي».هذه صورة موجزة لعلاقة أحمد جمعة بالصحافة بدءاً بـ»صدى الأسبوع» مروراً بـ»أخبار الخليج» و»الأضواء» وانتهاءً بـ»الأيام» التي مازال يعمل فيها «هذا ملخص لتجربتي الصحافية بمراحلها المتعددة والمتفاوتة، تبدأ بالصعود وتنضج معها التجربة من عمل لآخر، وفي المراحل الأخيرة بدأت أمارس مهنة التأليف بصورة أكثر وضوحاً، وخرجت من المنحى الأدبي إلى الفكري الأوسع والأشمل، ومن خلالها تنوعت أطروحاتي الفكرية».دهاليز السياسةشارك أحمد جمعة وهو طالب بالمسيرات والمظاهرات التي عمت البحرين إبان تلك الفترة «بدأت اهتماماتنا تتبلور في سن مبكرة، ويشغلنا كل ما يجري على أرض البحرين والساحة العربية من حراك سياسي.. لا أظن أن بحريني أو عربي واحد لم تهزه هزيمة حزيران 67، هي شكلت صدمة كبرى في الوعي السياسي لدى كثير من المهتمين بالشأن السياسي».ويقول «كان للإعلام العربي دور بارز في اللعب بالأفكار ومحاولة تسطيحها.. كنا نتصور أن القوة العسكرية العربية وتحديداً المصرية ـ مسنودين بمبالغات الإعلام وتهويلاته ـ قوة لا تقهر، بينما إسرائيل مجرد دويلة صغيرة لا تقوى على المواجهة، ولو دخلت الجيوش العربية تل أبيب لرمت بالجيش الإسرائيلي في عرض البحر، وإذا بك تفاجأ أن كل ذلك مجرد كلام فارغ وضحك على الدقون».هنا بدأت المرحلة السياسية الجديدة والدخول بمعترك الحياة الديمقراطية «في 2002 شهدت البحرين تحولاً في حراكها السياسي، هذه المرحلة للأسف سمحت لبعض الجمعيات أن تؤسس على قواعد طائفية، استقبلت هذه الطفرة السياسية الإيجابية لكن بصورة طائفية، وبدأ نوع من الاصطفاف ينمو ويكبر».هنا بدأت جمعية الميثاق تتشكل «كان لي شرف رئاستها، الجمعية ولدت من خلال خطين، حيث قررت ومجموعة أشخاص تأسيس جمعية، بينما مجموعة أخرى كانت تفكر بجمعية سياسية تحمل نفس الاسم وذات التوجه وما يربطنا هو الميثاق».كان أحمد جمعة يعمل مع المجموعة الأولى، فيما يقود عبدالرحمن جمشير المجموعة الثانية «علمنا أن هناك جمعية تتأسس بنفس الاسم (الميثاق)، جرت الاتصالات بيننا لتنسيق الجهود، طالما الاسم واحد والخط متقارب، لماذا لا تكون جمعية واحدة بدلاً من اثنتين؟ وفعلاً التقت المجموعتان وكان أول اجتماع تأسيسي في نادي الخريجين عام 2002، هنا انطلقت الجمعية ودخلنا الحراك السياسي ورأسها في سنواتها الأولى عبدالرحمن جمشير بينما توليت أمانتها العامة، بعدها خرج جمشير من الجمعية واستلمت رئاستها ومازلت حتى اليوم».جمعيات جاهزة النواةيواصل جمعة «هناك بعض الجمعيات تأسست وكان تكوينها ونواتها جاهزين، مثل التنظيمات السرية العاملة قبل المشروع الإصلاحي، هذه التنظيمات ومع قدوم المشروع الإصلاحي تحولت إلى جمعيات سياسية مثل وعد والمنبر الإسلامي كانت في شكل نادي الإصلاح، والأصالة كانت موجودة في شكل التربية الإسلامية، نواة هذه الجمعيات كان مؤسساً لها قبل قدوم المشروع الإصلاحي».عندما قرأ جمعة «الميثاق» وجد نفس مبادئه الأساسية حاضرة في الجمعيات كافة، الحرية وحقوق الإنسان وما شابه «هذا ما جعلنا نؤسس جمعية تنطلق من مبادئ الميثاق، بعض الأعضاء وقبل التحاقهم بالميثاق كانت لهم خلفيات في ميادين العمل السياسي، لكنهم عندما بدؤوا العمل في الجمعية الجديدة تبلورت أفكارهم، خاصة وأن الجمعية وليدة اللحظة ولا نواة جاهزة لها».الحوار إلى أين؟الحوار الوطني نتاج المرحلة الأخيرة برأي جمعة «في 2011 بدأ الحوار في الفاتح، وشارك فيه أكثر من 300 شخص على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم ورؤاهم، بينهم تجار وسياسيون ومثقفون وحقوقيون واجتماعيون، وتوزع الحوار على أربعة محاور سياسي وحقوقي واقتصادي واجتماعي».ويختلف جمعة مع الجمعيات السياسية في إعلانها أن الحوار الأول لم يؤد لنتائج ملموسة «نحن الآن ندين للحوار الأول بالتعديلات الدستورية الأخيرة في 2012، وإعطائها صلاحيات أوسع للمجلس الوطني، ومنح النواب أدوات بإمكانهم استخدامها للصالح العام».ومع استمرار الاحتقان السياسي ودخول أطراف خارجية على الخط، مثل إيران وحزب الله ومحاولتهم إطالة أمد الأزمة في البحرين «ما أدخل المشكلة البحرينية إلى مرحلة شحن الشارع والتخريب والحرق وتأصيل ثقافة الإطارات والمولوتوف وترويع الآمنين، وكان الحوار ضرورة لوقف كل هذه التجاوزات، وجاءت دعوة جلالة الملك لاستكمال الحوار بمرحلته الثانية، ما يعني أن الحوار اليوم هو جزء مكمل للحوار الأول».طرف لا يملك القرارويوضح أحمد جمعة أن حديث الشارع أن الحوار لا يجدي نفعاً ولا نتلمس نتائجه، وأن البحرينيين ملوا حديث الحوار والصورة التي يخرج بها إلى المواطن وانعكاساته على الأحداث «عندما يفقد أحد الأطراف المتحاورة شيئين أساسيين أولاً أنه لا يملك قناعة المشاركة الجدية بالحوار وتشعر أنه مدفوع للمشاركة، وفي نفس الوقت هناك طرف يضغط عليه بعدم إنجاح الحوار، وهذا الطرف الضاغط يتمثل بعيسى قاسم وإيران، وبالتالي فهو ينصاع لهذه الضغوط وتشعر أن وجوده غير فاعل».على الجانب الآخر، هناك من يضغط عليه للمشاركة في الحوار من أجل المشاركة فقط «هؤلاء يمثلون أمريكا وبعض الدول الأوروبية، هذا الطرف يأتي إلى الحوار دون رغبة المشاركة الجادة، فقط يريد أن يثبت للعالم أنه دخل الحوار وأنه ليس الطرف المسؤول عن فشله وعرقلة قراراته». ويردف «عندما بدأنا الحوار بالجلسات الأولى والثانية والثالثة ومضينا، وما جعل الحوار يراوح مكانه ولا يتقدم، عندما يكون هناك طرف يشارك بالحوار لكنه لا يملك أخذ القرار، هذه أقولها على مسؤوليتي بكل مصداقية، ماذا تسمي أن تجتمع مع طرف ويكون هناك توافق وتنتهي الجلسة، وفي الجلسة التالية يأتي لينقض كل ما اتفق عليه ويعيدنا إلى نقطة الصفر».ويبرر سبب هذه التصرفات «عندما ينقل هذا الطرف ما تم التوافق بشأنه للطرف الخارجي الرافض للحوار أصلاً، يطلب منه إلغاء كل ما دار في الجلسة وما اتفق حوله، وكل ما صادق عليه ليعيده إلى البداية، هذه الصورة اتضحت في الجلسة الرابعة عشرة والأخيرة أنه عندما تطرح أي صيغة أو مناقشة لا يمكن أن يتخذ فيها قرار آني بالجلسة».ويعدد جمعة تصرفات هؤلاء وحركاتهم خلال جلسات الحوار «كانت حركاتهم معروفة إما طلب «بريك» للتشاور، أو أنهم يطلبون مهلة للجلسة المقبلة، كي يتخذوا قرارهم، هذا ما جعل الحوار يمتد ويطول فالجمعيات أو المشاركون عنها ليس بيدهم القرار الذي يجعل الجلسات تستمر بصورة أفضل، وهم دائماً يرجعون إلى الآخرين ليأخذوا منهم الجواب ودائماً ما يكون معطلاً لمسيرة الحوار وتأخيره، يعني من ضمن القرارات قرار بسيط أنا مع الشارع البحريني الذي بدأ يتململ من طول أمد الحوار دون نتائج ملموسة».ويدعو جمعة إلى جدولة الحوار زمنياً «بالنسبة لنا في آخر جلسة طرحنا في ائتلاف جمعيات الفاتح أن يكون هناك سقف زمني للحوار ولا يترك للتمديد إلى ما لا نهاية، ما يفقده بذلك قيمة من أجلها جاء الحوار، ومن حق الشارع البحريني أن يتململ من مدته وعدم جديته وهو ما تريده هذه الجمعيات، المشاركة فقط من أجل ألا يقال عنها إنها قاطعت الحوار ودعت لإفشاله، لكن المشاركة غير مجدية وتسير به إلى عكس المطلوب منه وهو قتله، فما يجري الآن هو استنزاف للموارد والميزانيات وحتى بالنسبة للمشاركين استنزاف لوقتهم في حوار لا نهاية له، ولا جدية ولا نتائج ترتجى من ورائه».ويضيف «أنا قلت في يوم من الأيام سنواصل الحوار إلى مائة سنة، هذا تعبير مجازي بأن الائتلاف لا يفكر ولن يفكر في الانسحاب من الحوار لكن المطلوب أن يكون هناك سقف، وإن لم يوفق الحوار في النجاح، علينا أن نبحث عن طريق آخر يقربنا من الحل ونهاية الاحتقان في البحرين».ويأسف لحال الجمعيات وما وصلت إليه «حتى وزير العدل أدركها في مؤتمره الأخير، يريدون الحديث عن شيء اسمه «العقد الاجتماعي» بمعنى تأسيس عقد اجتماعي جديد بينهم وبين الدولة، كأنما يتحدثون عن دولة ما لها وجود على الأرض، ألغو المؤسسات والبرلمان والميثاق، يريدون بذلك خلق دولة جديدة في الفضاء، ناقشناهم أن هذا العقد الاجتماعي لا ينطبق على المجتمع البحريني، لكنه بالإمكان تطبيقه في دولة مثل ليبيا أو تونس، فأنت عندما دخلت الحوار كنت تعترف بكامل مؤسسات الدولة، والآن تريد إلغاءها وتتحدث عن دولة جديدة، طبعاً رفضنا الطلب واستبعدنا الأوراق المقدمة من هذه الجمعيات بهذا الخصوص».النقطة الأخرى محاولتهم دعوة الائتلاف للقاء خارج الحوار «مع أنهم في البداية لم يعترفوا بالائتلاف، ودائماً كانوا يرددون ما هذا الائتلاف؟ والآن بعد أن تلمسوا دورنا القوي حيال كل ما يطرحونه يريدون أن يلتقوا معنا خارج إطار الحوار».الحل بالوحدة الخليجية يختلف جمعة مع من يقول البحرين إلى أين؟ «البحرين اليوم أفضل بكثير منها قبل سنتين، المعارضة بدأت تفقد قوتها الخارجية والداخلية، وتأمل النتائج تجد هذا الكلام صحيحاً، من كانوا ينزلون للشارع ويحرقون الإطارات تجاوزت أعدادهم في البداية 500 شخص تقلصت بعد فترة إلى 100 شخص، واليوم حتى في المسيرات تجد كثيرون يرفضون هذا النهج، وارتفعت الأصوات داخل القرى تنادي بوقف أعمال التخريب الممنهج، بعد أن أضرت بالأهالي وشلت حركاتهم وأساءت لهم كمواطنين وإلى ممتلكاتهم».ويتابع «على المستوى الخارجي أيضاً يكفي مواقف الدول الأوروبية، حتى داخل بريطانيا وأمريكا بدأوا الدعم الذي يحصلون عليه فتصريحات المسؤولين في بريطانيا بأنهم كانوا مخدوعين في وسائل الإعلام التي كانت تنقل لهم صور مغلوطة عن البحرين، والصورة الأهم في تصريحات وزير الخارجية البريطاني ومجلس النواب البريطاني الذي تغيرت مواقفهم لحساب الحكومة البحرينية».هذه المواقف افتقدتها المعارضة في الخارج والداخل «ميلان لميزان ليس في صالحهم، في وقت تشعر أن الحكومة والأوضاع في البحرين تتعافى بشكل تدريجي وإيجابي، وربما ما حدث عرف العالم قبل البحرين على مواقف هؤلاء، الذين يريدون بالبحرين سوءاً، وكانوا يتلقون أوامر لتدمير بلدهم ويؤمنون بها، حتى على مستوى الاقتصاد الكثير من الشركات الجديدة تفتح لها الآن مكاتب وفروع في البحرين، وحتى بعض الشركات التي انسحبت في بداية الأزمة عادت وتفكر بالعودة بشكل أقوى».فالبحرين تريد خطوت أبعد وأبعد والدولة الآن وبالدعم الأوروبي والمواقف السياسية عليها تفعيل القوانين «هناك الكثير من القوانين المتعلقة بالإرهاب والعنف يجب أن تفعل، وحتى على مستوى المنابر والخطب التحريضية».أما ما يخص الاتحاد الخليجي يدعو جمعة دول الخليج إلى تسريع الخطى نحو حلم الوحدة «لأنه الجزء الأهم من التكامل الوحدوي والتقارب بصورة أكبر وأقوى للمواقف الخليجية، وأنا دائماً أؤمن بالمثل القائل يوم أكل الثور الأبيض، وعلى الحكام أن يعوا أن هذا الاستهداف الإيراني لا يقصد به البحرين فقط، لكنهم يعنون كل دول المنطقة وقد تكون البحرين المدخل للاستيلاء على الخليج وثرواته».