قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس إن «وكالة المخابرات الخارجية الفرنسية تتجسس على الاتصالات الهاتفية للفرنسيين وبريدهم الإلكتروني ونشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي». وأضافت الصحيفة أن «وكالة المخابرات الخارجية الفرنسية اعترضت إشارات من أجهزة كمبيوتر وهواتف داخل فرنسا وبين فرنسا ودول أخرى بهدف وضع خريطة لشبكة المتحدثين وإن كانت لا تتنصت على محتوى المكالمات». وقالت الصحيفة إن هذا العمل غير مشروع. وأوضحت «لوموند» «كل اتصالاتنا يجري التجسس عليها» مشيرة إلى أن تقريرها اعتمد على مصادر مخابرات لم تكشف عنها فضلاً عن تصريحات علنية لمسؤولين بالمخابرات.
وأضافت الصحيفة «لسنوات طويلة يجري تخزين رسائل البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة وسجلات الهواتف والدخول إلى مواقع فيسبوك وتويتر».
وتشبه هذه الأنشطة تلك التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية والتي كشفها المتعاقد السابق مع الوكالة إدوارد سنودن في وثائق مسربة.
وكشفت الوثائق أن الوكالة تتنصت على كميات هائلة من المعلومات على الأنترنت مثل رسائل البريد الإلكتروني وغرف الدردشة وتسجيلات الفيديو من شركات كبرى مثل فيسبوك وغوغل ضمن برنامج يعرف باسم بريزم. وأظهرت الوثائق أيضاً أن الحكومة الأمريكية جمعت معلومات عن توقيت ومدة الاتصالات وأعداد المتصلين في جميع الاتصالات الهاتفية التي أجريت عن طريق شركات مثل فيرزون. وقالت لوموند إن لجنة الأمن الوطني الفرنسية، التي من مهامها السماح بعمليات تجسس محددة ولجنة المخابرات بالجمعية الوطنية، رفضتا التقرير وقالتا إنهما تعملان في إطار القانون.
من جهة أخرى، بدأ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسل للاتفاق حول موقف مشترك إزاء المعلومات عن قيام الولايات المتحدة بالتجسس على هيئات دبلوماسية أوروبية.
وكادت هذه المعلومات التي كشفها المستشار السابق للاستخبارات الأمريكية إدوراد سنودن تؤدي إلى تعليق المحادثات المنتظرة منذ زمن بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول اتفاق للتبادل الحر من شأنه تعزيز اقتصاد الجانبين بمليارات الدولارات. ومن المتوقع أن تستمر المشاورات المغلقة لساعات، بحسب مسؤولين دبلوماسيين كبار.
وفي محاولة للحد من حجم الفضيحة تحادث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفياً حول المخاوف الأوروبية. وجاء في نص الاتصال الذي نشرته واشنطن أن أوباما «أكد للمستشارة أن بلاده تأخذ قلق حلفائها الأوروبيين على محمل الجد». وأضاف البيت الأبيض أنه تم الاتفاق على عقد «اجتماع على مستوى عال» بين مسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة وألمانيا في الأيام المقبلة للتباحث في القضايا الأمنية وأن الحوار بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول عمليات التجسس سيبدأ في موعد أقصاه الاثنين المقبل. وأعلن المتحدث باسم ميركل أنها ترحب بإعلان أوباما أن الولايات المتحدة ستزود بمعلومات حول نشاطات التجسس التي تقوم بها وكررت التزام واشنطن وبرلين بخوض محادثات التبادل الحر.
وتوترت العلاقات بين واشنطن وبروكسل منذ كشف سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي معلومات بأن الولايات المتحدة تجمع كماً هائلات من المعلومات عبر التجسس على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية في العالم.
وازداد الجدل بعد استنكار بوليفيا رفض فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا السماح لطائرة الرئيس ايفو موراليس بدخول مجالها الجوي إثر الاشتباه بأن على متنها سنودن الذي كشف برامج التجسس الأمريكية على الاتصالات.
واضطرت طائرة موراليس العائدة من موسكو إلى التوقف بشكل اضطراري لعدة ساعات في فيينا، حيث قامت عناصر من شرطة المطار بتفتيشها قبل أن يؤكدوا عدم وجود سنودن الذي تطالب واشنطن بتسليمه على متنها.
وتعقد مجموعة من دول أمريكا اللاتينية قمة طارئة لمناقشة «الاختطاف الفعلي» للرئيس البوليفي ايفو موراليس الذي جرى تحويل مسار طائرته في أوروبا.
وقالت مجموعة «أوناسور» التي تضم 12 دولة إن الاجتماع سيعقد في مدينة كوكابامبا في بوليفيا.
كما نددت روسيا بمنع فرنسا وإسبانيا والبرتغال طائرة الرئيس البوليفي القادمة من موسكو من عبور مجالها الجوي مما اضطرها للتوقف في فيينا.
«فرانس برس - رويترز - لوموند»