حاوره - وليد عبدالله: أكد المدرب البحريني المحترف عبدالعزيز عبدو أن الكرة البحرينية تحتاج لدعم واهتمام حكومي بالنهوض بهذه اللعبة والارتقاء بها، مضيفاً أن لعبة كرة القدم أصبحت الآن صناعة وليست كما كانت في السابق مجرد لعبة وهواية، مشيراً إلى أن المسؤولين عن الرياضة في مملكة البحرين يجب أن يعوا تماماً أن تطوير الرياضة بشكل وكرة القدم بشكل خاص أصبح مطلباً رئيساً في الشارع الرياضي البحريني، خصوصاً وأن الرياضة تساهم وبشكل كبير في حفظ الشباب الذين يعتبرون الفئة الأكبر في المجتمع البحريني عن الانحراف بشتى أنواعه، موضحاً أن الاهتمام والدعم يجب أن يكون من الناحية المادية والمعنوية وتوفير كافة الاحتياجات من بنيه تحتية ومنشآت والعمل على تطبيق الاحتراف سواء على مستوى المسابقات وحتى على مستوى العمل الإداري، بما يحقق بذلك النتائج الإيجابية في خلق أجيال رياضية وبخاصة كروية قادرة على أن تخدم البلاد في مختلف المحافل والمشاركات الرياضية.وأشار إلى أنه وبعد 10 سنوات قضاها كمدرب في الملاعب القطرية لايزال يرى أن كرة القدم البحرينية تسير للوراء، مؤكداً أن دول المنطقة انتهجت التغيير والاحتراف في هذه اللعبة من أجل تطويرها والارتقاء بمستواها بما يحقق المصلحة العامة في بناء فرق ومنتخبات وطنية قادرة على تحقيق المنافسة والنتائج في المستقبل، مضيفاً أن الإمارات وقطر والسعودية أكبر مثال يحتذى به في جانب التطوير للعبة كرة القدم. جاء ذلك في الحوار الذي أجرته «الوطن الرياضي» معه واستعرضت خلاله مسيرته التدريبية ورأيه في الكرة البحرينية وما وصلت إليه حتى الآن، والاطلاع على أهدافه وطموحاته خلال تواجده في مجال التدريب بالملاعب القطرية.نملك المواهب.. ولكن؟وقال عبدو: «ما يميز البحرين أن معظم الشباب يمارسون لعبة كرة القدم، ويزخر هذا البلد بوجود لاعبين جيدين وموهوبين، وهذا هو الفارق الحقيقي بين كرة القدم البحرينية والقطرية. ففي قطر يصعب كثيراً الحصول على معدل الذين يمارسون هذه اللعبة مقارنة بالبحرين. ولكن فارق الإمكانات في الدعم المادي والمنشآت واضح بين البلدين، فقطر تتفوق كثيراً في هذه الناحية. فالبحرين ينقصها الدعم والبنية التحتية، فكلاهما عنصر مهم لتطوير هذه اللعبة والارتقاء بمستواها».تكوين جيل كروي لـ 2022وواصل عبدو حديثه قائلاً: «فاللاعب الموهوب يجب أن يحصل على الرعاية والاهتمام من قبل الدولة، فالاتحاد البحريني لكرة القدم يجب أن يبدأ من الآن في التفكير في تكوين جيل كروي جديد قادر على المنافسة وتحقيق النتائج الإيجابية في السنوات القادمة، وبخاصة في عام 2022 والذي يشهد إقامة أول مونديال كأس العالم في منقطة الخليج بالعاصمة القطرية الدوحة. فالواقع أن الجيل الكروي الذي عرفته الكرة البحرينية في عام 2002 واستمر لما لا يزيد عن 10 سنوات، لم نشاهد جيلاً كروياً غيره في الفترة الحالية، ولا لمسنا بصورة حقيقية العمل على تكوين جيل كروي مشابه أو أفضل منه. فمن الخطأ ألا نفكر بجدية في تكوين جيل كروي قادر على الوصول للهدف وهو المونديال العالمي 2022».قطر بدأت.. فأين نحن؟!وأشار عبدو قائلاً: «لقد بدأت قطر بالفعل في تكوين الجيل الكروي الذي سيحمل لواء الكرة القطرية في كأس العالم 2022، فقد بدأت بخطوات تمهيدية لهذا الجيل، بداية من خلال الاهتمام بفرق القاعدة في جميع الأندية القطرية، والاهتمام بالمسابقات الكروية للفئات. وبدأت فعليا بابتعاث اللاعبين الموهوبين على مستوى الفئات العمرية للأكاديميات الأوروبية، والتكفل بجميع مصاريف اللاعبين الدراسية والتدريبية، بل طلبت من الأندية الأوروبية التي يتواجد فيها اللاعبون القطريون، تسجيل اللاعبين في فرق تلك الأندية لحصولهم على فرصة المشاركة في الدوريات في تلك الدول. علاوة على أنها ابتعثت مع اللاعبين عدداً من الإداريين ومدرس، وذلك للاهتمام باللاعب من الناحية العلمية والتدريبية. مما يعني اللاعب سيصقل من النواحي العلمية والبدنية والفنية، وسيكون جاهزاً في السنوات القليلة المقبلة، للالتحاق بالمنتخب الوطني، وسيكون أحد أعمدة المنتخب في الجيل الكروي لمونديال 2022». وأضاف: «فسؤال المهم أين نحن من هذه الخطوات التي قامت بها قطر في الاهتمام بالمواهب الكروية، والتي سبقتنا بها هذه الدولة خلال التسعينات من القرن الماضي؟ فنحن يجب أن نستفيد من تجارب الدول المجاورة، وألا نعود بخطواتنا إلى الوراء من أجل الارتقاء بمستوى الكرة البحرينية».4+4+4 أتمنى لها التوفيقوفي ما يخص تطبيق اتحاد الكرة خطة 4+4+4 للنهوض بمستوى منتخبات الفئات العمرية بقيادة المدرسة الأسبانية، قال: «ما علمته عن هذه الخطة أمر جميل ولكن الأمر الأهم هو أن تطبق هذه الخطة بصورة صحيحة وأن توفر لها كافة الاحتياجات التي يطلبها الطاقم الفني في المنتخبات، لكي يتم متابعة المدربين ومحاسبتهم وفق إطار فني. ولا أعلم حقيقة الكفاءة التي يتمتع بها المدربين الإسبان، إلا أن هذه التجربة يجب أن تقييم من قبل الاتحاد حتى لا يفشل العمل، وتضيع سنوات الانتظار بكل سهولة». المدرب البحريني!وفي ما يخص المدرب البحريني، أوضح أن اتحاد الكرة يجب أن يضع خطة واضحة لتطوير المدربين الوطنيين، من خلال إقامة دورات مكثفة وابتعاث المدربين للدول المتقدمة لاكتساب المزيد من العلم والطرق الجديدة في مجال التدريب. فعلم التدريب واحد وكل مدرب يختلف عن الآخر في طريقة تطبيق هذا العلم على أرض الواقع. فنحن لا نقدر من يحمل شهادة A أو الدبلوم الاحترافي في التدريب- البرولايسن، فالوصول لهاتين الشهادتين لم يأتِ من فراغ، وأن العمل الذي يملكه صاحب هاتين الشهادتين كبير، ومن يقيمه يجب أن يكون فني متخصص في مجال التدريب، وليس إداري متخصص في مجال الإدارة ! ورغم ذلك، إلا أنه ليس يحمل شهادة A يتمتع بالكفاءة، فالكفاءة جزء مهم ومكمل للعلم التدريبي، ويجب أن يهتم الاتحاد بصورة كبيرة فمن لديه العلم والكفاءة، وأن يضع في حسبانه ضرورة أن يكون من الخيارات الأولية للاتحاد في العمل على مستوى المنتخبات الوطنية».كيف نساوي المدرب البحريني بالأجنبي!!وأضاف: «ولعل العقدة التي نعاني منها أننا لا نثق سوى بالمدرب الأجنبي وبمدارس كروية، والموضة الآن هي المدرسة الأسبانية الذي لا يتعدى عمرها 5 سنوات الأخيرة! فالمدرب الوطني لا تختلف كفاءته عن المدرب الأجنبي، بل إنه في أحيان كثيرة يكون المدرب الوطني الأفضل في الإمكانية والعلم عن المدرب الأجنبي الذي يكون مفلساً ولا يقدم ما يضيف للفريق. وقد كان السبب الرئيس وراء عدم قبول لعرض اتحاد الكرة في أن أكون أحد مدربي منتخبات الفئات العمرية في الفترة السابقة، هو أن مبادئي لا تتناسب ومبادئ اتحاد الكرة. ولعل من الأسباب كذلك هو حديثي مع أحد المسؤولين بالاتحاد، الذي سألني كم أتقاضى كمدرب في الملاعب القطرية وعندما عرف الإجابة، تفاجأت بالفعل من رد فعله الذي تضمن جملة، كيف أساوي المدرب البحريني بالأجنبي، صعب جداً أن أمنح المدرب الوطني المبلغ الذي يتقاضاه المدرب الأجنبي»، مشيراً إلى أن المجال التدريبي أصبح احترافاً وعملاً وليس كما كان في السابق هواية، منوهاً أن جملة المسؤول بالاتحاد انتقاص حقيقي من قدرات المدربين الوطنيين، الذين حصلوا على الاهتمام الكبير في دول مجاورة، وأكبر مثال المدرب الإماراتي مهدي علي الذي لاقى كل الدعم من قبل المسئولين في الاتحاد الإماراتي- حسب رأيه.راضٍ عما قدمته وأتطلع للمزيدوفي سؤال «الوطن الرياضي» عما إذا كان راضياً بالذي قدمه خلال تواجده في الملاعب القطرية، قال: «نعم راضٍ كل الرضا عن ما قدمته في 10 سنوات قضيتها كمدرب في الملاعب القطرية. وأتطلع لتحقيق المزيد من الأهداف في المستقبل القريب. فالله الحمد نجحت في الحصول على فرصة التدريب في أكاديمية آسباير للتفوق الرياضي، الذي كانت بمثابة الحلم وتحقق بفضل من الله. وكما وحصلت على فرصة التواجد وحتى الآن في أحد أعرق الأندية القطرية نادي السد، الذي يعمل بكل احترافية في تعامله مع المدربين».فريق السد تحت 19 سنةوبالنسبة لمشواره كلاعب وبدايته في مجال التدريب، قال: «بدأت مسيرتي كلاعب كرة قدم في عام 88 بنادي الرفاع بعد أن كنت لاعباً في كرة السلة بفئة البراعم بالنادي الأهلي. ولعبت لمدة 10 سنوات حققت خلالها مع الرفاع لقبين لمسابقة أغلى الكؤوس ولقب لمسابقة الدوري. وفي 98، اتجهت للتدريب والذي اكتشفني هو الشيخ عبدالله بن خليفة بن حمد آل خليفة، وقد عملت في العام ذاته كمساعد لفئتين، مع المدرب محمد فهد الدوسري الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، والذي تتلمذت على يده وتعلمت في هذا المجال. وقد أشرفت على تدريب فئة الأشبال والناشئين، وحققت مع الأشبال لقب الدوري والكأس مع الناشئين. وفي عام 2003، حصلت على عرض احترافي من نادي السيلية لتدريب الفئة تحت 13 سنة، حيث عملت لموسمين. في 2006 التحقت للتدريب في أكاديمية آسباير، واستمر عملي في الأكاديمية حتى نهاية عام 2008. بعدها انتقلت للتدريب في عام 2009 لنادي السد، وأشرف في البداية على تدريب فئة الأمل «البراعم» وحققت معهم لقب الدوري، والكأس والبطولة التنشيطية، بعدها أشرفت على فريق الأشبال وحققت معه ثلاثية. وفي الموسم قبل الماضي أشرف على تدريب الناشئين وحقق معهم لقب الدوري والكأس. وقد قررت إدارة النادي إسناد مهمة التدريب لفئة الشباب تحت 19 سنة. والجميل في الموضوع، أنني أشرف على تدريب الجيل الكروي من فئة الأشبال حتى فئة 19 سنة، والذي أعتبره بالفعل الجيل الكروي القادم لنادي السد».عدنان حمد خيار موفقوفي ما يتعلق بملف مدرب المنتخب، أشار إلى أنه لا يعلم الأسباب التي أدت بالاتحاد إلى عدم التجديد للمدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون. مؤكداً أن كالديرون حقبة وانتهت، وأنه يجب أن يكون القادم أفضل للكرة البحرينية، مضيفاً أنه مع اختيار العراقي عدنان حمد، بحسب الأنباء التي ترددت مؤخراً عن وجود مفاوضات بين الاتحاد وبين المدرب، موضحاً أن المدرب العراقي لديه الإمكانات التدريبية العالية و»الكريزما» التي سيستفيد منها المنتخب الوطني في المرحلة القادمة.كلمة أخيرةوختم المدرب عبدو حديثه قائلاً: «نأمل أن نبتعد عن المجاملات في العمل وألا نغلب المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة، وأن نعمل من أجل الارتقاء بالكرة البحرينية. وأشكر المحلق الرياضي بصحيفة «الوطن» على هذا اللقاء، الذي أتمنى أن أكون من خلاله ضيفاً خفيفاً على قراءه الأعزاء».