قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الأمير الملكي خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه

أنتم لستم خط أحمر أنتم الخط والقاموس كله
إذا حضر موكبكم ضاعت منا المواكبا
كريم وعبقريا يحتار من يحاوركم يضيع منهم
العد إذا حاولوا دارت عليهم الكواكبا
أسد الخليج وسيد النيل وبحارها وفراتها
إذا جف منا الثرى منكم تأتينا المناقبا
سيد القوم وأستاذ العرب وأساس مجدها
وواهم من داعب يوما أسد وثعلبا
في مجلسكم الأغر يخيب من يجاريكم الفكر بالفكر
فأنتم بحور العلم فمثلكم لا يناقش ويغلبا
ترون من روحكم ندى البحرين وسيف العتوب
تهشمون به بيوت الأفاعي والعناكبا
الحسم والجد والصرامة واللباقة أنتم فرسانها
وفي الحلم والسماحة كأنكم الجد والأبا
لله درك أبا عليا لقد من الله على أوال
بكم ومن غيركم نضيع ونتوه ونشذبا
تعطون من معالمكم وشعوركم لشعبكم
محاسننا وقراركم الحاسم بالحال متأهبا
أنتم رجال المواقف لشعبكم عينا تسهر بالسياسة والدولة
وعينا في كل صوبا تزيل المصاعبا
إن استرسلتم فأنتم تزينون بطون الكتب والمعارف
وإن أوجزتم فأنتم حديث الشرق والمغاربا
من يقارعكم السياسة وأمور الدولة فإنه مسكينا
وواهننا وإن لم يبأس تصعقه الشواهبا
ميئوسا من ظن وخاب ظنه أن الفراسة لا تعطى
إلا من لها وأنتم بالأرض أنتم النوائبا
من جالسكم يوما لن ينسى مكانه ومكانكم
ولن ينسى ذاك المحيا المبجل المتناسبا
عزيزا أبيا رفيع المعالي لكم بالمجالس هيبة
يأتيكم المجد مهرولا ولم تكونوا يوما للمجد مطالبا
الوفاء والحنكة والدهاء منكم خلقت ولو أجرم بحقكم
السفيه بقلب كبير لستم لهم معاقبا
قد أسعدتم شعبكم بسخائكم ووفائكم وأهديتم لهم العلم
ومن لم يف بالدين غدا يتحاسبا
ينام الرعية خوفا وطمعا وأنتم كالسحاب تظللنا نهارا
وبالليل تسوسون الخلق ولم تنقصونهم مناصبا
يرفع الله إلى المجد رجالاته وعلمائه وعظماته
وأنتم ترفعون المجد إلى العلى حقيقة لا عواجبا
كأنكم السيل المرسل نحو صرحه يتوق
ويلتف ويصيب كل عدوا وكل متغاضبا
أدعو الإله لكم الفردوس منزلا والديباج
كرسيكم وبعزكم وعطائكم ترفع عنا المصائبا
الدكتور خليفة بن مبارك بن دينة