تكون رواية «الكوت» للروائي السعودي حسن الشيخ مع روايته الأولى «الفوارس»، نسيجاً روائياً متكاملاً لعمل سردي متقن يستلهم المكان والزمان والذاكرة الإحسائية، فالكوت والفوارس ليسا سوى اسمين لأشهر أحياء الإحساء. وتتناول الرواية بكثافة الشأن الحياتي المعاش في الإحساء، الإقليم الشرقي من الجزيرة العربية، لكنها تنظر إليها من ناحية سوسيولوجية من خلال الوقائع والأشخاص في مكان وزمن محددين. ورغم حضور المكان اللافت إلا أن حسن الشيخ لا يكتب سيرة الأحياء ولا المدن، بل سيرة الإنسان الحياتية، فـ»الكوت» رواية تحكي الأشياء بشكل غير مألوف، وبمفردات نابضة، ونص متلون يعطي قراءات متعددة برؤى وزوايا صارخة تطرق أبواباً غريبة مستخدمة تقنيات جديدة من الغموض والتخفي والإيحاء، ومراوغة -بأحداثها المتباينة- القارئ، في تلون شخصيات أبطالها، وما تطرحه من أفكار جدلية تتصادم مع الواقع.