ترصد مجلة «الكلمة» الصادرة في لندن بعددها الجديد، المسرح التونسي ما بعد الثورة وتتأمل تجليات العنف في السينما وتستخلص الدروس من مهرجانات المسرح الأوروبي.
ويهتم العدد بقضايا الأدب القديم، ويبحث في أسلوب مقامات الزمخشري ويمحص قضايا أخرى يطرحها إعادة نشر ديوان الحلاج، فيما تتمحور مجموعة ثالثة من الدراسات حول النقد التطبيقي في الشعر والسرد.
ويستكمل العدد دراسته حول التنظير السياسي للتبعية المنهجية للغرب، وعواقبها الوخيمة على التعامل مع الربيع العربي، بعد أن استحال خريفاً مخيبا للآمال مع ركوب المتأسلمين موجته، ضمن حرص المجلة على أن تكون منبراً للتنوع والتجاور الديموقراطي الحر بين كل منجزات العقل العربي.
ويفتتح باب دراسات رئيس تحرير المجلة الناقد د.صبري حافظ بـ»دروس من مهرجان أفينيون المسرحي» ويستخلص دروس المهرجان الماضي لواقعنا العربي، ويتأمل بعض ما شاهده من أعمال قديمة تنبض تحت وقع المعالجات الإخراجية الجديدة برسائلها المعاصرة، وأعمال أخرى جديدة تكشف عن حيوية المسرح الأوروبي المعاصر وولعه بالتجريب.
ويكتب الباحث المغربي محمد أنقار عن «مقامات الزمخشري بين الرحابة والقيد» متأملاً هذا المنجز من خلال قراءة مغايرة لما طرحه حولها النقد العربي الحديث عملاً يقترب كثيراً من المنطقة التي انشغل بها إدوار سعيد في آخر كتبه «أسلوب المراحل المتأخرة» لدي الموسيقيين والكتاب.
وتتناول الباحثة السودانية خديجة صفوت واحدة من أخطر قضايا التبعية، وإسهامها في وأد العقل وتشويه التابع لنفسه وواقعه، وتتعقب الباحثة التونسية فوزية الشطي تقنية «القناع في الشعر العربي الحديث» والاجتهادات في تعريبه في القصائد العربية.
وتقارب الباحثة المصرية إيمان صابر صديق «البعد الحجاجي في روايات عادل كامل» وتناقش فيه جانباً واحداً من جوانب إبداعه وهو استخدامه للحجاج والسجال كأداة سردية وبلاغية، ترسي أولاً ملامحها النظرية ثم تتعقب تجلياتها في رواياته. وتهتم مراجعة الباحث الجزائري نبيل محمد صغير في دراسته «العتبات النصية للخطاب النقدي»، بتلك العتبات في كتاب يقرأ المتخيل في الرواية الجزائرية.
باب شعر يقترح ديواناً شعرياً بعنوان «حالات تلصص» للشاعر الفلسطيني أحمد حسين، والديوان عبارة عن قصيدة نثر طويلة، نص شعري مفتوح على أسئلة الشعر والعالم والكينونة.
واحتفى باب السرد برواية الموريتاني محمد ولد محمد سالم «دروب عبد البركة» حيث ينسج عالم روايته الجديدة عبر تتبع ابن لم ير أباه، وهو يبحث بعد أن نضج وصار موظفاً كبيراً عن أبيه، ليسافر القارئ عبر هذه الرحلة للبحث في عالم القرى الموريتانية الفقيرة وأكواخها، ويتلمس طبيعة الحياة والعلاقات والتقاليد بلغة سردية صافية وبسيطة، وبناء روائي تقليدي محكم ودقيق. ويفتتح الباحث ياسين كني باب نقد بـ»في النقد الثقافي» وينطلق من القول إن الغذامي كناقد يعيب على النقد الأدبي أشياء ويأتيها هو.
وينتهي الكاتب علي محمد إلى تأمل «تشعبات» الثورة السورية في «جنيف2 أم القيامة؟».