رغم حصوله أخيراً على عروض بمنحه اللجوء السياسي من بلدان أمريكا اللاتينية، يبدو أن المستشار السابق لدى الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن لم يغادر أمس موسكو التي لايزال عالقاً في أحد مطاراتها منذ 16 يوماً من دون التمكن من معرفة السبب. وبات في استطاعة سنودن الذي تلاحقه الولايات المتحدة بتهمة التجسس بعدما كشف عن معلومات حول برنامج أمريكي سري لمراقبة الاتصالات العالمية، التوجه إلى بوليفيا وفنزويلا ونيكاراغوا التي أعربت عن استعدادها لاستقباله. وأكدت سفارة نيكاراغوا في موسكو أنها تسلمت طلب لجوء سياسي من سنودن.
وقال سفير نيكاراغوا لويس البرتو مولينا «تسلمنا رسلة سنودن، وأرسلناها إلى نيكاراغوا ليدرسها الرئيس دانيال اورتيغا.
وكشفت حكومة نيكاراغوا ان سنودن اوضح في رسالة طلب اللجوء الموجهة الى البلد، انه يتخوف من الا يحاكم بطريقة نزيهة في الولايات المتحدة ومن الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وكتب سنودن في رسالته «انا ادوارد سنودن، المواطن الامريكي، أكتب إليكم لأطلب اللجوء إلى نيكاراغوا نظرا الى خطر تعرضي للملاحقة من الحكومة وعملائها».
وفي موسكو، أعلنت سفارتا بوليفيا وفنزويلا ان ليس في «حوزتهما أي معلومات» حول مصير سنودن الذي لم يظهر إلى العلن منذ وصوله في 23 يونيو الماضي إلى مطار موسكو شيريميتيفو آتياً من هونغ كونغ التي توجه إليها بعدما غادر الولايات المتحدة. وبشان مصير سنودن، ذكر المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ليست معنية بالأمر. وقال ديمتري بيسكوف «هذه المسألة لا تعنينا».
وكانت روسيا التي لم توافق الولايات المتحدة على تسليم سنودن ذكرت أن الرجل اجتاز بطريقة رسمية حدودها، أي مركز مراقبة الجوازات، وأنها لا توجه إليه أي انتقاد.
لكن كثيراً من الشكوك تحوم حول طريقة مغادرة سنودن الذي الغت واشنطن جواز سفره مطار موسكو الى بلد اللجوء من دون ان يعترضه الأمريكيون.
فطائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس أُرغمت على التوقف في فيينا لدى عودتها من موسكو حيث كان يقوم بزيارة الاسبوع الماضي، لان عددا كبيرا من البلدان الاورويية كانت تشتبه في انه ينقل ادوارد سنودن معه.
واثار هذا الحادث فضيحة في أمريكا اللاتينية وحمل الرئيس البوليفي على القول «تعبيراً عن احتجاجه» أن بلاده ستمنح سنودن اللجوء السياسي اذا ما تقدم بطلب.
وخلال زيارته إلى موسكو، أعرب موراليس عن استعداده لبحث طلب سنودن اللجوء السياسي، مما زاد الشائعات عن وجود سنودن في طائرته. وتقيم بوليفيا وفنزويلا ونيكاراغوا علاقات سياسية متوترة مع الولايات المتحدة وتبدو في الوقت الراهن الخيار الوحيد لسنودن الذي طلب اللجوء السياسي من أكثر من 20 بلداً رفض القسم الأكبر منها منحه إياه.
من جهتها تدعم كوبا «الحقوق السيادية» لدول أمريكا اللاتينة منح اللجوء «لمن يتعرضون للاضطهاد بسبب مبادئهم وقتالهم من أجل الحقوق الديمقراطية، وفقاً لتقاليدنا»، كما قال الرئيس الكوبي راوول كاسترو. ودان أيضاً إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال التي منعت طائرة الرئيس البوليفي من التحليق في مجالها الجوي بين موسكو ولا باز.
وتكشف هذه التطورات عن الصعوبات التي يمكن أن يواجهها سنودن لمغادرة موسكو إلى واحد من 3 بلدان في أمريكا اللاتينية عرضت منحه اللجوء السياسي.
«فرانس برس»