كتبت ـ شيخة العسم:
فقد الإعلام البحريني قبل يومين وجهاً ألفه البحرينيون وأحبوه، اعتادوا سماعه وحضوره الطاغي على الشاشة الساحرة، ورغم الرحيل تظل كريمة بطلتها وحسها المرح حاضرة تجالس الناس تسمعهم وتسمع منهم.
انتقلت كريمة إلى جوار ربها بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الإعلام المحلي امتدت لـ40 عاماً، كرست خلالها خبرتها وتجربتها الثرية في رفد التلفزيون ومن ثم الإذاعة بكل جديد، وساهمت في صياغة رسالة إعلامية غنية بالمضامين ثرية بالدلالات والمعاني.
رحلت كريمة ولكن ذكراها باقية لدى الجميع، رحلت بعد أن تركت في نفوس الجميع أثراً لا يمحى، حتى لدى من لا يعرفونها شخصياً، ومن تقتصر علاقتهم بها على إطلالتها عبر الشاشة الصغيرة.
يقول رئيس إذاعة البحرين يونس سلمان «خسرت الأسرة الإعلامية التلفزيونية والإذاعية شخصية إعلامية بارزة كبيرة أعطت الإعلام البحريني الكثير على مدى سنوات عديدة اعتباراً من عام 1975، ولم يتوقف عطاؤها إلا قبل وفاتها بأسبوعين حيث كانت ملتزمة بالحضور وتؤدي مهامها على أكمل وجه».
وأضاف أن «كريمة كانت تعمل بوظيفة مشرفة على المذيعين ومقدمي البرامج في إذاعة البحرين، ونسأل الله العزيز القدير أن يدخلها فسيح جنانه، ويلهم أهلها وذويها وزملائها والأسرة الإعلامية جميعاً الصبر والسلوان «.
فيما يقول الإعلامي القدير سامي هجرس «الأخت كريمة عاشت بهدوء ورحلت بهدوء، أعطت خلال مسيرتها الإعلامية الحافلة الكثير للإعلام البحريني».
وأضاف «كانت أفضل من يقدم نشرة الأخبار في وقت كانت فيه قراءة النشرة تحمل شيئاً من الرهبة، امتلكت وجهاً نيراً مرحاً باسماً على الدوام، وارتبطت مشاهدة تلفزيون البحرين بطلتها وصوتها الجميل المعبر».
ويصفها بالقول «هي كما الطفلة عندما تضحك، لم أسمع كريمة زيداني تشتكي أو تتذمر أبداً، فعشقها للإعلام كان أكبر من أي شكوى، فرضت احترامها على الجميع، ورغم خبرتها الطويلة ومشوارها الثري إلا أنها تقف أمامك دون أن تشعرك أنها نجمة كبيرة، وكان لي شرف العمل معها في الثمانينات والتسعينات في برامج إذاعية وتلفزيونية مختلفة، لا أملك اليوم إلا أن أعزي الأسرة الإعلامية بفقد أم هشام ونسأل الله أن يسكنها فسيح جنانه ويلهمنا الصبر والسلوان».
تقول لولوة سلمان 45 سنة «فوجئت بخبر وفاة الإعلامية القديرة كريمة زيداني، كانت أحد أعلام التلفزيون البحريني دون منازع، ومن أقدم المذيعات البحرينيات، ارتبط اسمها ارتباطاً وثيقاً بتاريخ تلفزيون البحرين» وتضيف «حزنت كثيراً لسماع خبر وفاتها، رغم أنها مؤخراً توجهت للإذاعة وبتنا نسمع صوتها فقط».
وتنظـر فاطمـــة الحصــــاي 29 سنــــة إلى الإعلامية كريمة ذيداني كأقدر الإعلاميات البحرينيات «هي الوحيدة التي كنت أحفظ اسمها مذ كنا صغاراً، ولم نكن نرى سواها من الإعلاميات إضافة إلى المذيعة سهير العجاوي».
وتركت كريمة لدى سميرة عبدالله 34 سنة أثراً لا يزول «تركت الإعلامية كريمة زيداني بعد رحيلها سيرة عطرة ورحلة إعلامية مليئة بالإنجازات، أحزنني خبر وفاتها، لكن ذكراها تبقى موجودة ومحفورة في قلب كل بحريني، ورغم اختفائها وعدم ظهورها في الإعلام المرئي مؤخراً، إلا أن صورتها السمحة ووجها الباسم على الدوام عالقة في الذاكرة».
وتلقى محمد جمال 42 سنة خبر وفاة كريمة بمزيج من الأسى واللوعة وهو يتوجه إلى عمله في الصباح الباكر «ظللت أترحم عليها، وأتمنى من تلفزيون البحرين أن يخلد سيرتها ويرد ولو شيئاً يسيراً من جمائلها، بأن نرى على شاشته تقريراً يتناول سيرتها الإعلامية الخصبة ومشوارها كمذيعة».
وتقول سامية بحر «كانت الراحلة من البحرينيات القلائل في الإذاعة الجديرات بالإشادة، وعينا على تلفزيون البحرين بوجهها السمح، بحيث ارتبط بها التلفزيون وارتبطت به، وكانت جميع برامجها وطنية تراثية إضافة إلى تقديمها لنشرات الأخبار، بوجهها السمح وابتسامة لا تكاد تفارق محياها تظل كريمة حية حاضرة بيننا على الدوام».
أم رمضان تجد في رحيل كريمة زيداني فقداً لعزيز غال على قلب كل بحريني «فقدت البحرين وجهاً إعلامياً قديراً، أحببناها وأحببنا طلتها الخفيفة ورزانتها في الكلام، احترمها الجميع، لم أسمع أحد انتقدها أو ذم خصلة فيها، شعرنا على الدوام أنها واحدة من أفراد الأسرة في فترة تقديمها للأخبار، كانت يومياً تقدم النشرة عند الثامنة مساءً، لهذا كان شعورنا أنها واحدة منا خاصة عندما نتحلق حول مائدة العشاء ومقدمة النشرة كريمة زيداني».