كشف تقرير رسمي باكستاني يستند إلى تحقيق أن باكستان توصلت إلى اتفاق غير رسمي مع الولايات المتحدة يسمح باستخدام الطائرات الأمريكية من دون طيار كونها مفيدة لاستهداف معاقل مفترضة لمسلحي طالبان وحلفائهم في القاعدة شمال غرب البلاد.
وبذلك، تصح نظرية الموقف المزدوج الذي تتبناه باكستان في هذه القضية إذ إن إسلام آباد تندد رسمياً بالغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية من دون طيار على المناطق القبلية منذ عام 2004 معتبرة أن ذلك يمس بسيادتها الوطنية. ووردت هذه المعلومات في تقرير للجنة تحقيق باكستانية كلفتها الحكومة شرح كيفية تمكن الزعيم الراحل للقاعدة أسامة بن لادن من الاختباء لنحو 10 أعوام في باكستان قبل أن يقتل في هجوم لقوات أمريكية خاصة في 2 مايو 2011 في أبوت آباد بشمال البلاد.
وفي التقرير الذي بثته قناة «الجزيرة القطرية، يوضح أحمد شوجا باشا الذي كان يومها رئيساً للاستخبارات الباكستانية للمحققين أن ضربات الطائرات الأمريكية من دون طيار مفيدة.
وأورد التقرير أن «المدير العام للاستخبارات الباكستانية قال أمام المحققين إلا وجود لاتفاقات مكتوبة» ولكن ثمة «تفاهم سياسي» حول هذا الموضوع.
وطلبت باكستان رسمياً من الأمريكيين وقف غارات الطائرات من دون طيار لأنها تسفر عن ضحايا مدنيين، لكن باشا أوضح أمام اللجنة بحسب التقرير الذي يستند إلى جلسات استجواب جرت بين 2011 و2012 أنه «إذا كان سهلاً أمام الباكستانيين أن يقولوا كلا منذ البداية، فإن القيام بذلك اليوم هو أكثر صعوبة». وأضاف أن «صواريخ الطائرات من دون طيار يمكن إن تكون مفيدة، لكنها كانت تشكل مساساً بسيادتنا الوطنية».
وتابع باشا إنها كانت قانونية بحسب القانون الأمريكي «وليس وفق القانون الدولي»، مؤكداً أن قادة شامسي الجوية جنوب غرب البلاد التي سمحت باكستان للأمريكيين باستخدامها، استعملتها واشنطن لتقلع منها طائرات بدون طيار قصفت المناطق القبلية.
ونهاية نوفمبر 2011، طلبت باكستان من واشنطن إخلاء هذه القاعدة بعد خطأ ارتكبه الحلف الأطلسي أدى إلى مقتل 24 جندياً باكستانياً عند الحدود مع أفغانستان.
وعلى غرار انتقاده تقصير الأجهزة الأمنية الباكستانية التي أتاحت لبن لادن أن يختبئ في باكستان لفترة طويلة، انتقد التقرير أيضاً الغارة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل الجنود الباكستانيين، واصفاً إياها بأنها «عمل حربي أمريكي» ومعتبراً أنها «أكبر إهانة وجهت إلى باكستان» منذ انفصالها عن بنغلاديش عام 1971.