حذر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية جميع المسلمين من «الفرقة بينهم واعتماد الشحن الطائفي والاصطفاف المذهبي، لئلا ينحرف المجتمع المسلم عن دوره الأصيل في صون الوحدة بين المسلمين والبناء، بالتعاون والعمل الجماعي، والتواصي بالخير والبر».
وأعرب المجلس عن أسفه الشديد لتنامي الخطابات التحريضية وموجات العنف في المجتمعات المسلمة، مشددا على أن الإسلام بريء من كل ذلك، لافتا إلى أن الإسلام دين أرسى قواعد السماحة والمحبة، واهتم بالأخلاق ونشرها، ودعا إلى القيم النبيلة، ووضع نموذجا فريدا للتعايش البشري، ناظما شؤون المجتمع بالرفق والمناصحة والخلق الكريم.
وأصدر «الأعلى للشؤون الإسلامية» بيانا هنأ فيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والأمتين العربية والإسلامية وعموم شعب البحرين الكريم بحلول شهر رمضان المبارك، داعيا الله العلي القدير أن يجعله شهر خير ويمن وبركة ورحمة على جميع المسلمين.
ولفت المجلس الأعلى في بيانه إلى «أهمية الحرص على آداب الصيام، والخشوع في القيام، والبذل والإنفاق، والجود والعطاء، وصلة الأرحام، وإفشاء السلام، وتعزيز التواصل، وتحقيق الوئام بين أبناء المجتمع البحريني بكل أطيافه؛ سعيا إلى تحقيق السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية»، مؤكدا أن «هذا الشهر الفضيل يعد فرصة سانحة للتوبة والعودة إلى رحاب الله ومغفرته، وللنهل من فيوضات القرآن الكريم». داعيا في الوقت نفسه إلى «الاستفادة من الأجواء الروحانية في هذا الشهر الفضيل والمجالس الرمضانية العامرة لإعلاء كلمة الله تعالى، ونشر القيم السمحة في الدين الإسلامي الحنيف بترشيد الخطاب، وإشاعة الألفة والمحبة والأخوة، ونبذ الشقاق والفرقة، والفئوية والحزبية، تحقيقا لدعوة الله تعالى في كتابه العزيز: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون» [الحجرات: 10]».
ودعا المجلس العلماء والخطباء إلى «إشاعة الخطاب البناء الداعي إلى الخير وإلى الوحدة وإلى التعاون تمثلا بدعوة الله تعالى في القرآن الكريم: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعدآءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوا‌ناً وكنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذكم منها كذ‌لك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون» [آل عمران: 103]».