أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السابق جون بولتون أن منطقة الخليج كانت مهددة بشكل متكرر خلال السنوات العشرين الأخيرة من الدولة التي تدعم الإرهاب الدولي وتهدد بذلك علناً سعياً للحصول على أسلحة الدمار الشامل والنووية الذي هو مثار خلاف في العالم، مضيفاً أن إيران تمثل تهديداً من خلال سعيها للهيمنة الدينية والسياسية في هذا الجزء من العالم، ما يعني أن منع ذلك سيكون بمثابة اتفاق عالمي ضد دعم الإرهاب.
وأوضح جون بولتون، خلال كلمة بافتتاح الملتقى البحريني الدولي أمس تحت عنوان «أهمية البحرين كشريك استراتيجي وحليف للولايات المتحدة الأمريكية»، أن إيران تسعى لتحقيق أهدافها منذ فترة طويلة وموقف المنطقة صعب إزاء ذلك، قائلاً إن من يعتقد بأنه يمكن احتواؤها كما حدث مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة فإنه مخطئ، فالنظام الإيراني مماثل لنظيره الشيوعي، مشيراً إلى أن حصوله على أسلحة نووية يفتح الباب لدول أخرى للقيام بذلك، علاوة على أن الحرب الباردة لا تقدم دعماً كبيراً.
ولفت إلى أن ما يجري في سوريا من قتل أكثر من 70 ألفاً حسب إحصائيات الأمم المتحدة على أيدي الحرس الثوري والقوى العسكرية التي تساعد بشار الأسد، مثل الروس والإيرانيين المشتركين في مصالح واحدة تتلخص في بقاء النظام السوري في السلطة، لذلك حاول مجلس الأمم لمتحدة حل ذلك إلا أن الصين وروسيا استخدمتا حق النقض «الفيتو» لإيقاف ذلك، متابعاً أن إيران تهدد السلام في الشرق الأوسط بدعم المالكي في العراق.
وأشار بولتون إلى أن أمريكا والقوى الأخرى تعمل على أن يكون لها علاقات استراتيجية في المنطقة، إذ إنه بدون استقرار هذا الجزء من العالم، سيتشجع النظام الإيراني للقيام بخطوات أخرى ستعقد العلاقات أكثر، كذلك فإن على النظام الإيراني ألا يقدم نصيحة حول الديمقراطية أو ما ينبغي فعله، وعلى من يؤيدون أو يعارضون مساعي الحكومة البحرينية أن يتذكروا قول المحلل السياسي الشهير توك فيل عن الثورة الفرنسية «في منتصف طريقنا على السلم رمينا بأنفسنا لنصل بسرعة للأرض».
وأوضح أن البحرين لها موقف جيد بين نظيراتها في مجلس التعاون الخليجي، ما يعني أهمية وحدتها ووحدة دول الخليج الإقليمية مع واشنطن في ظل المحاولات التي يبذلها النظام الإيراني، مضيفاً أنه على الرغم العلاقات الثنائية بين المملكة وأمريكا فإنهم لا يتواصلون بالشكل المطلوب.
ولفت إلى أن الدول لديها تواريخ وحالات مختلفة، وما رأيناه خلال الربيع العربي أظهر أنه لم يكن كافياً القول إن الشعوب كانت تسعى بذلك للديمقراطية، إذ إن البعض كان يسعى لتحقيق أجنداته الخاصة في دول متعددة مثل اليمن وليبيا، وبرز ذلك بشكل مباشر من خلال الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في بنغازي، إضافة إلى تعرض الكثيرين للضرر بسبب انهيار القانون، لذلك فإنه من الخطأ الاعتقاد بأن الديمقراطية تنحصر في الانتخابات أو صناديق الاقتراع. وقال «لم تكن سياستنا تأييدية للربيع العربي، وأعتقد أن الحقيقة فرضت نفسها، لذلك فإنه من المحبط مشاهدة سياسات الولايات المتحدة الحالية تجاه دول الربيع، إلا أنه يجب القول بشكل عادل إن الظروف مخيبة للآمال، إذ إن شرعية الحكومات تأتي من الشعوب أنفسهم، وأن على الدستور أن يقول إنه الشعب».