دعت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إلى ترسيخ الهوية العمرانية والمكانية بالمحافظة الجنوبية وإعادة إحياء حرفها اليدوية، إلى جانب التأسيس لملامح المدينة الجديدة بما ينسجم وموروثاتها البيئية والطبيعية. وبحثت الوزيرة مع هانك ديمتار الرئيس التنفيذي لمؤسسة الأمير تشارلز، وآرون ديفيس المستشار الخاص للأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة لشؤون التخطيط، استراتيجيات التعاون الخاصة بالمخططات المدنية لبعض قرى الجنوبية، وضرورة إبراز القيم الإنسانية والحضارية للمنطقة من خلال أنشطة وتوجهات تتضح ملامحها أثناء عمليات التخطيط الحضري والتطوير العمراني.
وأكدت الوزيرة أهمية ترسيخ الهوية العمرانية والمكانية بالمنطقة، لافتة إلى أن الثقافة والتراث بكامل أبعادها الحضارية والتاريخية من شأنها تأسيس ملامح المدينة وتحديد خياراتها لاحقاً بما ينسجم مع موروثاتها وطبيعتها البيئية والمعيشية.
وأوضحت أن دور الثقافة يتمثل في تنفيذ العديد من الخطط والمشاريع الموازية لتلبية متطلبات المجتمع المحلي وفق هويته الفردية واهتمامات المقيمين فيه، وإدراج تلك التفاصيل لتطوير معيشتهم وحياتهم اليومية من خلال إرساء حرف ومشغولات محلية اشتهرت بها المنطقة سابقاً وتطويرها.
من جهته أشاد وزير الإسكان باسم الحمر بدور الثقافة المحوري والأساس في تحقيق رؤية المشروع المختص بتطوير بعض قرى الجنوبية، خصوصاً منطقتي جو وعسكر، حيث تهتم الثقافة بإبراز القيمة المعرفية والمعمارية والتاريخية، وتتخذ دوراً حفاظياً بالنسبة للهوية والنسيج المدني.
وجرت خلال اللقاء نقاشات موسعة حول طبيعة المحافظة الجنوبية وخطط المشروع الإسكاني المقرر تنفيذه، لترتيب التصورات والرؤى التخطيطية.
وأكد الحاضرون ضرورة إحياء قلعة «جو» القديمة لأهميتها التاريخية والحضارية وإدماجها في مخطط المدينة الجديد، إلى جانب إبراز الروافع الحضارية وخصائص الهوية المكانية أثناء عمليات التخطيط والتنفيذ.
وتسعى مؤسسة الأمير تشارلز بالتعاون مع وزارة الإسكان، إلى إعداد مخطط نموذجي لمنطقتي جو وعسكر بالمحافظة الجنوبية، وتتجه خلال عملها إلى إدماج بقية وزارات الدولة والجهات المعنية للمشاركة باستراتيجياتها لتحقيق تكامل وتنفيذ المعايير المطلوبة، ضمن الاتفاقية الموقعة بين وزارة الإسكان ومؤسسة الأمير تشارلز تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بشأن التعاون مع المؤسسة والاستفادة من خبراتها في مشاريع الإسكان.