من قلب مدينة المنامة النابض بالحياة، وتحديدا من موقع باب البحرين، حيث تعمّ أجواء الرحمة والسلام في شهر رمضان المبارك، تستعيد العاصمة البحرينية حياتها الاجتماعية والاقتصادية وتعيد إشعال فانوسها مرة أخرى لتكشف بنوره عن ملامحها الإنسانية من خلال «سوق رمضانيات»، الذي يأتي على غرار سوق باب البحرين الذي أحدث نمطاً ثقافياً مغايراً مارس الماضي، ليأتي بعده مهرجان التراث بباب البحرين أبريل الماضي والذي أعاد صياغة تاريخ المقاهي الشعبية.
ينطلق سوق «رمضانيات» مع أولى أيام شهر رمضان المبارك بدءاً من اليوم الخميس ويستمرّ حتى الـ 20 من الشهر نفسه، من التاسعة والنصف مساءً وحتّى الثانية عشرة منتصف الليل، ليرتّب لقاءاته الحياتية ويسرد بطبيعته حكايات الأزقة الضيقة ولكن بطريقة معاصرة، حيث تحتفي وزارة الثقافة بالإرث الحياتي والحراك الإنساني عبر سوق مسقوف من خلال مجمع سوق باب البحرين، والذي يُفسح للمنتوجات البحرينية والسلع المبتكرة دكاكين ومحطات عديدة، كما يُحوّل المساحات إلى فضاء شاسع يستحضر العديد من الصناعات التراثية والحديثة بالإضافة إلى مشاهد ثقافية وموسيقية مرافقة تتمثّل في معزوفات شعبيّة تُتحِف الحاضرين بطربٍ أصيل يحيي في النفوس بهجة الاستمتاع بتفاصيل الشهر الكريم.
تنقسم أيام سوق «رمضانيات» إلى 3 فترات رئيسية، تعرض فيها الأكشاك والدكاكين، التي تقدم صياغات عملية وحرفية مميزة، منتوجاتها المبتكرة من وحي حداثة البحرين و ماضيها العريق معاً، وذلك في حرص من وزارة الثقافة على التنويع في المنتوجات ما بين المأكولات الشعبية والألبسة والزينة التقليدية وغيرها من الابتكارات.
يحتفي السوق بكل أفراد العائلة البحرينية فيقدّم اشتغالاته الحضارية من خلال بضائعه التي تضفي على البيت البحريني حياة جديدة، كما يمنح الأطفال بكامل براءتهم وفرحهم بشهر رمضان أجواء ساحرة من خلال زاوية ألعاب الأطفال التي تدفعهم نحو اكتشاف الجديد في مزاوجة بين المعرفة والتسلية.