كتبت- سلسبيل وليد:
تباينت أراء رؤساء جمعيات نسائية حول قرار تحديد الأعمال المحظورة للنساء. ففي الوقت الذي رأت فيه بعض النساء أن للمرأة الحق في اتخاذ قراراتها بدون أي شروط، ولها حق أخذ ما يناسبها ويتلاءم مع أوضاعها الاقتصادية وترك ما لا يناسبها. وافقت أخريات على القرار باعتبار أن النساء تختلف طبيعة أجسامهن عن الرجال.
وعارضت رئيسة جمعية النساء الدولية فاطمة الكوهجي القرار الذي يحظر على النساء العمل في أماكن محددة، معتبرة أن للمرأة الحق في اتخاذ قراراتها بدون أي شروط، خصوصاً إذا أحبت عملها لاسيما أن الظروف قد تحتم عليها العمل في أماكن لا رغبة لها فيها.
ودعت إلى أن تكون المرأة أكثر وعياً بتأثير الشمس والأشعة عليها، باستخدامـــها الكريمـــات المخصصـــة للوقاية من الشمس وكذلك الملابس والقبعات التي تحميها من الحرارة كما يلبسها عمال الطرق واتباع السلامة المهنية.
تأثير الأشعة على الجنين
وقالت الكوهجي إن:» للأشعة تأثيراً كبيراً على النساء لاسيما الحوامل حيث إن لها مضار على الجنين والأم ويسبب تشوهات خلقية للجنين، مشيرة إلى أن أكثر العاملين في أقسام الأشعة رجال ويوجد حاجز عازل للمرأة إن وجدت في قسم الأشعة».
وأضافت أن» نسبة العاملات في الأشعة أو المصاهر أو الأعمال التي تؤثر عليهم سلباً قليلة، مشيرة إلى أن المرأة البحرينية وصلت لأعلى المناصب بفضل إخلاصها في عملها حيث إن النساء سابقاً لم يصلن إلى هذه المناصب».
فيما وافقت رئيسة جمعية البحرين الاجتماعية والثقافية د.فخرية الديري القرار الخاص بحظر المرأة، معتبرة أن النساء تختلف طبيعة أجسامهن على الرجال حيث التأثير عليهم يكون أقوى، مشيرة إلى أن المرأة العاملة في مجال الهندسة أكثر تعرضاً للشمس مقارنة بالمرأة الممرضة أو الشرطية».
وأضافت أن: «تأثير الأشعة على الجنين يكون أقوى خصوصاً في الأشهر الـ3 الأولى، معتبرة أن دخول المرأة في مجال البنوك والتدريس يفوق الأعمال الخطرة، داعية إلى مراعاة المسؤول سواء في المؤسسات الحكومية والخاصة لتغيير عمل المرأة لأقسام أقل خطورة عليها».
وقالـــت إن المرأة في البحريــن دائماً تراعي من تعرضها للأشعة خصوصاً في المستشفيات، حيث يتم تغطيتها بالكامل عند تصويرها أشعة.
فيمـــا دعـــت رئيســة جمعية المـــرأة المعاصرة فايزة الزياني أن تأخذ البحرين ما يناسبها ويتلاءم مع أوضاعها الاقتصادية وتترك ما لا يناسبها لأنه «ليس قانون نازلاً من السماء».
وأضافــت أن: «المرأة تتأثر بشكــــل سلبي من الأشعة أو الشمس أو المواد الكيماوية، مشيرة إلى أن نسبة العمالة في تلك الأعمال ضئيلة جداً وممكن أن تجرى تغييرات إدارية».
وقالت إن الكثير من النساء يعملن في تلك المهام ولا يؤثر عليهن أو على الجنين القادم ولكن الاحتياط واجب مشيرة إلى أن العاملات في صهر المعادن وتصنيع الذهب عددهن يفوق الرجال وإن تطبيق القانون قد يؤثر ذلك سلباً على السوق.
العيش في بيئة سليمة
وقالت رئيسة جمعية الأصدقاء والبيئة د.خولة المهندي إن للإنسان الحق بالعيش في بيئة سليمة وصحية خالية من التلوث داعمة لحياته، مشيرة أن هناك خصوصية للمرأة كون التأثير عليها سلباً يؤدي لأمراض الأطفال خصوصاً فترات الحمل والرضاعة.
وأضافت أن: «هناك كيماويات اكتشفت مؤخراً تؤثر بشكل سلبي على الأجنة عبر سنوات الحراك الاجتماعي بما فيها تشوهات أو زيادة حالات الإجهاض وغيرها من الأمراض الخطيرة».
وأشارت إلى أن القانون البحريني، يحترم المرأة ويراعي حقوقها ويحافظ على صحة وترابط الأسرة من خلال العناية بها في بيئة العمل، معتبرة أن القانون الجديد استكمال جيد لمنظومة من التشريعات واللوائح التي تسير في الاتجاه الصحيح في تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع مع الحرص على حماية صحتها وحماية الأطفال منذ المراحل الأولى لتكونهم حفاظ على حقوق الأجيال القادمة.