كتب - بدر علي قمبر:
شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة لا تتكرر، للتغيير والإحسان للناس، ولترويض النفس على العبادة، وتدريبها على طاعة المولى، وتجنب الكسل والملل، يقول مواطنون: «مازال البعض غير مدرك تماماً لأهمية اغتنام تلك الأوقات الثمينة التي منحها المولى تعالى لعباده الأخيار في شهر رمضان المبارك موسم الطاعات والقربات والعتق من النار. لقد اعتاد البعض أن يدخل رمضان «بسرحان» ويدرس في مدرسته وهو «سرحان» ثم يودعه وهو يبتسم و»سرحان».. لذا فلا يستشعر القيم الربانية الرائعة في هذا الشهر الفضيل، فهو يصوم من أجل الصيام، ويصلي من أجل أن يؤدي فرضه والسلام.. وتراه إن دخل المسجد دخله على عجالة، وإن انتهى الإمام من الصلاة سارع للقيام من مكانه بلا أذكار ولا دعاء!!
استشعار قيمة رمضان
أما الأجمل من ذلك كله، بأن نستشعر قيمة رمضان وبكل لحظة من لحظاته استشعاراً يولد بداخلنا «ثورة تغييرية» تنقل نفوسنا إلى عالم أكثر سعة ونشاطاً وحيوية.. فمن يجد حلاوة رمضان في نفسه فهو بلاشك قد أسعده الله تعالى بالطمأنينة والخشوع في العبادات، وفي تذوق طعم القربات، فتراه يتجمل لرمضان كما يتجمل للعيد، ليس لشيء سوى أنه عرف معنى رمضان، فألبسه المولى «بإخلاصه» لباس السعادة والسكينة والطمأنينة.
يقول محمد حسن بوجيري «مدرس»: يعني رمضان بالنسبة لي الشيء الكثير، فرمضان فرصة سانحة للتغيير وفتح صفحة جديدة من صفحات الحياة الإيمانية، والتقرب إلى الله عز وجل والرجوع والإنابة إليه.
وترى الموظفة دلال علي»أن رمضان فرصة ثمينة يجب أن نضع في الحسبان بأنها قد لا تتكرر مستقبلاً في عمرنا القادم، لذا فمن الواجب علينا أن نغتنم هذه الفرصة في إرضاء المولى سبحانه وتعالى، والإحسان إلى الناس. فرمضان فرصة كبيرة جداً للوقوف مع النفس واستشعار عظمة الجبار وسعة رحمته، وكيف أنه سبحانه وتعالى يمنح الفرصة لعباده للتوبة والعودة الصادقة إليه، وتطهير النفس من المعاصي والآثام، فالفطن هو من يعرف المحافظة على هذه الفرصة التي قد لا تتكرر، ويتقرب إلى ربه الكريم طمعاً في رضاه والفوز بجنته.
العبادة المثلى
أما عن البرامج المثلى في رمضان، التي يجب أن تكون متناسبة مع مكانة هذا الشهر الفضيل، التي تعين المرء على العبادة المثلى واستغلال الأوقات في مرضاة المولى تعالى دون تضييعها فيما لا فائدة مرجوة منه.. فهي تتنوع وتتعدد من عبادة إلى أخرى من أجل ترويض النفس على العبادة، وتدريبها على طاعة المولى، وتجنب الكسل والملل، فضلا عن كسب الأجر المضاعف في الأعمال الصالحة من خلال تعدد النيات الصادقة في العمل الواحد.. وهذا ما تدعونا إليه مدرسة رمضان..
يقول محمد حسن عن برامجه خلال الشهر الفضيل: تحلو الحياة في رمضان وتحلو معها البرامج المنوعة، كما إن الشهر الفضيل يتزامن مع الإجازة الصيفية، فلابد من أن نستغلها بالنافع المفيد بدءاً بالبرامج الدينية من خلال تحديد ورد يومي لقراءة القرآن الكريم وتدبره، وانتهاءً بتخصيص وقت للراحة وممارسة الرياضة ومشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة، وتوثيق أواصر الترابط مع أفراد الأسرة.
الحرص على التواصل
في حين تقول دلال علي في هذا الشأن: برنامجي في شهر رمضان الكريم يتمثل في قراءة القرآن وختمه خلال الشهر الفضيل، وإن سنحت لي الفرصة أن أختمه أكثر من مرة، كما أحرص على أداء صلاة التراويح في المسجد، ثم أخصص الوقت الليلي بالجلوس مع العائلة لمتابعة بعض البرامج التلفزيونية، والمشاركة في الزيارات العائلية لبعض الأقارب. كما لا أغفل عن «صديقاتي» فأحرص على التواصل معهن والخروج معهن كل أسبوع لتناول الفطور ومن ثم الذهاب لأداء الصلاة في المسجد.
ولوسائل التواصل الاجتماعي دور بارز في هذا الشهر الفضيل، فهذه الوسائل قد أخذت -بلاشك- حيزاً كبيراً من حياتنا، وبات لزاماً علينا أن نستثمرها في الخير في هذا الشهر، من خلال تضمينها بالمعاني الرمضانية الإيمانية التي تشجع الناس على العبادة والطاعة.
فضل الصيام وآدابه
يرى محمد حسن في هذا الشأن: من الأفكار التي يجب استثمارها في وسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان الفضيل تخصيص رسائل يومية في تويتر تتحدث عن فضل الصيام وآدابه، وتتناول سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. إضافة إلى وضع صور إيمانية في الإنستغرام تحتوي على عبارات فيها ذكر الله تعالى وتسبيحه. ومن الأفكار كذلك البحث عن حلقات فيديو مفيدة ونافعة من اليوتيوب وإرسالها لمجموعات التواصل عن طريق الواتساب، فالدال على الخير كفاعله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وتوافقه في الرأي الأخت دلال علي وتضيف: أرى طرح بعض المسابقات الثقافية المفيدة عن طريق الإنستغرام لكثرة متابعيه، إضافة إلى طرح بعض الفتاوى المهمة التي يحتاجها المسلم في حياته عن طريق حساب خاص للفتاوى. ومن الأفكار كذلك تفعيل التواصل بين الأهل عن طريق الواتساب من خلال طرح بعض الموضوعات المفيدة للمناقشة على هيئة حلقات متتالية. رمضان فرصة للتغير في كل شيء.. فكن أنت أو من يفكر في هذا التغيير.