‎سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على قرية تقع على بعد كيلومترات من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الوقت ذاته، تستمر عمليات القصف والمعارك في مدينة حمص وسط البلاد لليوم الثالث عشر على التوالي، فيما أكد ناشطون أن معاناة نحو 3 آلاف مواطن موجودين في الأحياء المحاصرة لحمص تتفاقم بعد 400 يوم من الحصار.
وقال المرصد في بريد إلكتروني إن «الكتائب المقاتلة سيطرت على قرية البجارية الواقعة على بعد 12 كلم جنوب شرق القامشلي، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية».
وأشار إلى تمركز المقاتلين في مبنى في قرية سومر القريبة يبعد 6 كيلومترات عن القامشلي. وكانت قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام والمؤلفة في المنطقة بغالبيتها من أفراد العشائر تسيطر على القرية منذ أشهر طويلة. وأشار المرصد إلى مقتل 3 من عناصرها في المعركة وفقدان 11 آخرين. وفي دمشق، أفاد المرصد عن تعرض حي القابون شمال شرق البلاد لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والمدفعية، في حين تستمر عمليات القصف والاشتباكات على محاور مخيم اليرموك والحجر الأسود في جنوب العاصمة. وفي حمص، قال الناشط يزن الحمصي إن الحملة العسكرية التي تقوم بها قوات النظام على الأحياء المحاصرة في حمص مستمرة لليوم الثالث عشر. وأضاف «لا تمر دقائق من دون أن يسمع صوت صاروخ أو قذيفة هاون على المنطقة المحاصرة وخصوصاً في حيي الخالدية وباب هود»، «وصولاً إلى عشرات القذائف في الدقيقة الواحدة في عدد من ساعات النهار». وذكر بان معاناة نحو ثلاثة آلاف مواطن موجودين في الأحياء المحاصرة تتفاقم بعد 400 يوم من الحصار. وأوضح يزن الحمصي أن الصعوبات ازدادت بعد بدء شهر رمضان. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام «لا تزال تحاول اقتحام حي الخالدية بالقرب من مسجد خالد بن الوليد»، مشيرة إلى «انفجارات عنيفة جداً تهز الحي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة جداً على معظم الجبهات». وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 102 أشخاص في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري. ويبدو أن الوضع على الأرض يتجه إلى مزيد من التصعيد في ظل انسداد آفاق الحل واستمرار التصعيد العسكري في عدد كبير من المناطق السورية وعدم سريان الهدنة التي طالبت بها المعارضة السورية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال المستشار السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد إن المعارضة «تلقت أخيراً دفعات ذخيرة ورشاشات كلاشينكوف وصواريخ مضادة للمدرعات»، مشيراً إلى أن مصدرها «ليس الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة» التي وعدت بتقديم مساعدات عسكرية إلى المعارضة.
وأضاف أن «الصواريخ هي بكميات غير كبيرة»، واستخدمت في «تدمير ما يفوق 90 دبابة للنظام وعدد هائل من الحواجز على مساحة سوريا». ورفض مقداد تحديد كمية الأسلحة ومكان تواجدها. وقال «من غير المنطقي أن أقول لبشار الأسد أين توجد الأسلحة»، مضيفاً أن «هذا السلاح ليس كافياً لكل معاركنا ولا لتوزيعه على كافة الجبهات، لكننا نعمل جاهدين مع هذه الجهات الداعمة لإيجاد الحلول». وعن حمص، قال «الحصار خانق على مناطق حمص القديمة وتعمل تشكيلات الجيش الحر هناك على إيصال بعض الذخائر إلى الداخل، وعلى فك الحصار لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية». تابع «عندنا نقص بالإمكانات، لكن وضعنا افضل من السابق ولن نسقط مناطق قبل سقوطها»، مضيفاً «كل سوريا أرض ثورة ومعركة».
من جانبه، انتقد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «البعث» الحكومية السورية، أداء مسؤولي حزب البعث السابقين بعد أيام من انتخاب قيادة قطرية جديدة، معتبراً أن المسؤول يجب أن يحاسب عندما يخطئ ولو وصل الأمر إلى حد إقالته.
وقال الأسد «عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة يحاسب هذا المسؤول، وهنا تحاسب القيادة حسب توزيع المسؤوليات بين أعضائها، وهذا هو الدور الحقيقي للجنة المركزية لحزب البعث التي من المفترض أن تنعقد لتحاسب القيادة بشكل دوري. وهذا ما لم يحصل خلال السنوات الماضية». وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا الإثنين الماضي اختيار قيادة قطرية جديدة للحزب لا تضم أياً من أعضاء القيادة السابقين بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع. وجدد الأسد انتقاده للإسلام السياسي «الممثل بسياسة جماعة الإخوان المسلمين»، مثمناً بالمقابل سياسة إيران وحزب الله الشيعي اللبناني.
واعتبر الأسد أن إيران وحزب الله «لا يعاملون الناس انطلاقاً من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقاً من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقاً للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الاستراتيجية». cمن جهة أخرى، تحدثت تقارير عن أنه في الأشهر الأولى من النزاع السوري، كان المقاتلون الإسلاميون والجهاديون مرحباً بهم في أوساط معارضي النظام التواقين إلى أي مساعدة تقدم لهم من أي جهة أتت، لكن الوضع تغير نتيجة سلسلة طويلة من التجاوزات ومحاولات السيطرة.
«فرانس برس»