أعلن المستشار السابق للاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن أنه سيطلب اللجوء السياسي في روسيا خلال لقاء مع مدافعين روس عن حقوق الإنسان أمس في مطار موسكو شيريميتييفو حيث هو عالق في منطقة الترنزيت منذ 3 أسابيع. وأدلى سنودن الملاحق من واشنطن بتهمة التجسس بهذا التصريح خلال لقاء نظم بناء على طلبه في المطار وشاركت فيه 13 شخصية روسية وممثلون عن منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش». وقالت تاتيانا لوكشينا من هيومن رايتس ووتش التي شاركت في اللقاء «يريد البقاء هنا لا يمكنه الذهاب إلى أمريكا اللاتينية». وذكرت أنه سيطلب اللجوء السياسي في روسيا. من جهته أعلن المتحدث باسم الكرملين أن سنودن يستطيع البقاء في روسيا إذا أوقف أنشطته ضد الولايات المتحدة. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة انترفاكس إن «سنودن يستطيع نظرياً البقاء في روسيا أولاً إذا تخلى تماماً عن أنشطته التي تضر بشركائنا الأمريكيين، وثانياً إذا أراد ذلك بنفسه». من جهته، صرح المحامي الروسي غينري ريزنيك أن سنودن وعد بالكف عن «إلحاق الضرر بالولايات المتحدة». وكان سنودن كتب في رسالة إلكترونية تلقاها محامون كبار ومسؤولون في منظمات غير حكومية في موسكو «لقد شاهدنا في الأسابيع الماضية حملة غير مشروعة أطلقها أعضاء في الحكومة الأمريكية لإنكار حقي في اللجوء بموجب المادة 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان». وأضاف سنودن «أدعو منظمات حقوق الإنسان والشخصيات الأخرى إلى الانضمام إلى في مطار شيريميتييفو للتباحث في التدابير المقبلة المتعلقة بوضعي». وتابع سنودن في الرسالة «حجم التهديدات غير مسبوق: لم تتآمر الولايات المتحدة أبداً في تاريخها لإرغام طائرة رئيس على الهبوط لتفتيشها بحثاً عن لاجىء سياسي». وكان يشير إلى إرغام طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس على التوقف في فيينا لدى عودته من موسكو الأسبوع الماضي لأن دولاً أوروبية عدة منها فرنسا أغلقت مجالها الجوي أمام طائرته استناداً إلى معلومات مفادها أن سنودن على متنها. وسنودن موجود في منطقة الترانزيت في المطار منذ 23 يونيو الماضي وهو ملاحق من الولايات المتحدة بتهمة التجسس بعد كشف معلومات مدوية عن برنامج أمريكي للتجسس على الاتصالات والإنترنت في العالم. وأكد عدد من كبار المحامين الروس ومدافعون عن حقوق الإنسان بينهم سيرغي نيكيتين من منظمة العفو الدولية والمندوب الروسي لحقوق الإنسان فلاديمير لوكين تلقي مثل هذه الدعوة. ووصل سنودن إلى موسكو قادماً من هونغ كونغ وتلقى عرضاً باللجوء السياسي إلى فنزويلا وبلدين آخرين من أمريكا اللاتينية وحظي بدعم كوبا. لكن سنودن لم يتمكن من الصعود على متن الطائرة التي تقوم برحلة من موسكو إلى هافانا للاقتراب من كاراكاس. وقال المحامي غينري ريزنيك المعروف لمواقفه المدافعة عن حقوق الإنسان لإذاعة صدى موسكو قبل مشاركته في اللقاء، «أعتقد أن سنودن سيطلب اللجوء السياسي في روسيا لأنه يخشى من أن يرى الطائرة التي تنقله ترغم على الهبوط في مكان لا يريد أن يتواجد فيه». وتمر الطائرة المتجهة من موسكو إلى هافانا عادة قرب السواحل الأمريكية ما أثار تساؤلات لدرجة أن الرئيس باراك أوباما أكد نهاية يونيو الماضي أنه «لن يرسل طائرات» لاعتراض سنودن.
«فرانس برس»