حاوره- وليد عبدالله:
يعد أحد أبرز المدربين الوطنيين على الساحة الكروية في مملكة البحرين، بدأ مسيرته في مجال التدريب عام 97 وتفرغ للعمل كمدرب منذ عام 2003، حاصل على شهادة الدبلوم الاحترافية في مجال التدريب «البرولايسن» عام 2012، أسند إليه الاتحاد الآسيوي مهمة محاضر آسيوي في المستوى C، ويتوقع أن يحصل على المستوى B نهاية العام الجاري.
يلقبه البعض بـ»مورينهو الكرة البحرينية» لما يتمتع به من شخصية تدريبية وطباع حادة تشبه مدرب تشيلسي الإنجليزي المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو. أشرف على تدريب فرق مدينة عيسى، البسيتين، النجمة، الحد، المالكية وكانت آخر محطاته التدريبية في الأندية الموسم الماضي مع فريق نادي المنامة.
عمل مدرباً وطنياً مساعداً للمنتخب الوطني إلى جانب المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون في بطولة غرب آسيا التي أقيمت بدولة الكويت ديسمبر العام الماضي، وفي خليجي 21 التي أقيمت في البحرين يناير الماضي، وفي مباراتي اليمن وقطر في تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس العالم 2015 بأستراليا. وحظي بثقة اتحاد الكرة مؤخراً في تجديد عقده كمدرب مساعد للأحمر الكروي.
شغل منصب المدرب المساعد مع المنتخب الأولمبي عام 2010 وتحديداً في بطولة المنتخبات الأولمبية الخليجية بقطر، قبل أن تسند إليه مهمة تدريب المنتخب في دورة الألعاب الآسيوية بالعاصمة الصينية بكين في العام ذاته. كما وعمل مدرباً مساعداً مع المدرب الوطني المخضرم سلمان شريدة الذي أشرف على تدريب منتخب باكستان وأحرز معه كأس بطولة جنوب آسيا.
حقق خلال مسيرته كمدرب في الأندية عدداً من النتائج أهمها: المركز الرابع مع مدينة عيسى والوصول لنهائي كأس الملك أمام الأهلي، لقب دوري الدرجة الثانية مع الحد، بطولة الفرق الأولمبية على كأس سمو الشيخ عيسى بن سلمان مع فريق البسيتين، الصعود مع فريق المالكية لدوري الأضواء من مباراتي الملحق أمام الأهلي الموسم 2011/ 2012. وكان قد بدأ مسيرته الرياضية كلاعب في فرق الفئات العمرية بنادي المحرق وانتقل بعدها لصفوف فريق نادي مدينة عيسى، والذي أحرز معه لقب دوري الدرجة الثانية لـ3 مواسم. مثل المنتخبات الوطنية ونجح مع منتخب الناشئين في الحصول على المركز الثاني في نهائيات كأس آسيا التي أهلت المنتخب لمونديال كأس العالم 89 باسكتلندا، حيث أحرز مع المنتخب في تلك المشاركة المركز الرابع، وحصل على جائزة أفضل لاعب في تلك المشاركة في مباراة المنتخب أمام البرازيل. وحصل مع منتخب الشباب على المركز الثاني في بطولة الصداقة بعمان، وشارك مع المنتخب الأول في دورة كأس الخليج العاشرة 1990 بالكويت، قبل أن يعود للملاعب البحرينية ليتعرض للإصابة التي أنهت مشواره الكروي. هو المدرب الوطني محمد الشملان، الذي أجرت «الوطن الرياضي» معه هذا الحوار.
ثقة أعتز بها ومضاعفـــة الجهد أمر مطلوب
فيما يخص تجديد عقده مع المنتخب الوطني كمدرب مساعد، أعرب الشملان عن سعادته بهذا القرار، مؤكداً أن قرار اتحاد الكرة بتجديد عقده يلزمه بمضاعفة الجهد في عمله مع المنتخب الوطني، مضيفاً أن تواجده ضمن الجهاز الفني للمنتخب كمدرب وطني كان أحد الأهداف التي تحققت بالنسبة له.
كالديرون كفاءة
وقال الشملان: «ولقد كانت الفترة التي عملت فيها مع المنتخب الوطني إلى جوار المـــدرب الأرجنتينــي غابريـــــل كالديــــــرون، مــــــن أفضـــل وأروع اللحظــــات التدريبيـــــة التـــي عشتها في مسيرتي التدريبيــة. فقـــد تعلمت الكثير من كالديرون الذي يعد من الكفـــاءات التدريبية ويمتلك سيــرة ذاتيـــة قوية، كما وأن فترته ساهمـــت وبشكل كبيــر في اكتمال شخصيتي التدريبية».
أعمل ضمن السياسة العامة والخيار لاتحاد الكرة!
وبشأن المدرب الأنسب للكرة البحرينية في المرحلة القادمة، قال: «من يحدد ذلك هو الاتحاد البحريني لكرة القدم، فأنا أعمل ضمن السياسة العامة التي يحددها الاتحاد للمنتخب الوطني. فاختيار المدربين يأتي وفق معايير أهمها قوة السيرة الذاتية، الكفاءة، الإبداع في العمل التدريبي، القدرة على التغير للأفضل والتأثير في اللاعبين، وغيرها من المعايير التي يمكن للاتحاد أن يضعها خدمة للسياسة العامة، والتي قد تكون لتحقيق إنجاز في مشاركة معينة أو بناء منتخب جديد». وأضاف: «وأتمنى أن يكون الاختيار للأفضل لقيادة المنتخب في المرحلة القادمة».
الجهاز الإداري خير عون
وعن رأيه بالجهاز الإداري للمنتخب، أكد الشملان أن الجهاز الإداري المكوّن من مدير المنتخب محمد السعد والإداريين عادل السعدون ومحمد أحمد كان خير عون للجهاز الفني في الفترة السابقة، مضيفاً أن العمل الذي قام به الجهاز الإداري كان قد ساعد كثيراً على تحقيق أهداف الجهاز الفني في تلك الفترة.
المدرب البحريني ظلم نفسه!
وفي سؤال «الوطن الرياضي حول إذا كان واقع الكرة البحرينية هو من ظلم المدرب البحريني، أجاب قائلاً: «نحن نتفق كثيراً أن هناك ضعفاً في الجانب المادي الخاص بالرواتب والفرص. ولكن لا يتوقع المدرب أن هناك من يعطي الفرص التدريبية، يجب على المدرب أن يخلق الفرصة. أغلب المدربين البحرينيين أصبحوا يتكلمون أكثر مما يعملون، والعكس هو الصحيح. يجب على المدرب أن يواكب وأن يغير من بيئته ونفسه وسلوكه وثقافته، فكيف يمكن للمدرب أن يمتهن مهنة التدريب بنظام جزئي؟ فهذه المهنة تحتاج لتفرغ من أجل الالتزام، الدقة، البحث، التحليل، العلاقة والحزم. كيف يقوم المدرب البحريني بتلك الأدوار ويكون مسؤولاً عن منظومة يزيد عددها عن 25 شخصاً وهو غير متفرغ؟ فالمدرب البحريني يجب أن يواكب المتغيرات في هذه المهنة، ويغير من سلوكه وينمي قدراته ويكون متفرغاً. فالدولة ليست مسؤولة وليس من واجباتها أن تجبر المدرب أن يكون ناجحاً في عمله، رغم وجود الدورات التدريبية المتخصصة من الاتحادين الآسيوي والدولي، ولكن المسؤولية ملقاة على المدرب. ويجب على المدرب قياس قدراته للنجاح، فلا يمكن المجازفة بالعمل الدائم سواء الحكومي أو الخاص، وقدرات المدرب لا تمكنه من الاستمرار في العمل التدريبي الذي يحتاج إلى الاستمرارية المتمثلة في العمل المتواصل وليس المتقطع في مهنة التدريب والثقافة، والشهادة العلمية والفرصة».
مع الاحتراف
وفيما يخص رأيه عن تطبيق الاحتراف، قال: «أنا مع فكرة الاحتراف وتطبيقها في جميع المجالات الرياضية، التي تحتاج أن نبدأ بأنفسنا في تغير مفاهيمنا من خلال إعطاء الفرصة والحرية والمساحة لكل صاحب تخصص وعدم التدخل في عمله. فهذه الفكرة لا تحتاج في البداية إلى أموال طائلة ومصاريف كثيرة، بل البداية أن نعرف كيف نوظف هذا المفهوم في خدمة الرياضة وتحديداً كرة القدم، وأن نوظفه بالصورة التي نطور أنفسنا ومفاهيمنا، قبل أن نصرف المبالغ على تطوير الأندية والاتحادات والمسابقات، فلا تزال هناك إدارات وأجهزة فنية وإدارية ولاعبون لا يفقهون أو لا يعملون بهذا النظام». وأضاف: «وأنا مع خروج الكفاءات الإدارية والفنية الوطنية واحترافها في الخارج. فنحن لا يمكننا امتلاك الأشخاص، فنظام الاحتراف يقوم في أساسياته على العرض والطلب، فمن يدفع أكثر ويوفر بيئة مناسبة للنجاح ويتعامل بالاحترافية، يكون وجهة مطلوبة لمن يفكر في الخروج من بلده. نعم الانتماء مطلوب ولكن الانتماء اليوم يقتصر على الوطنية وهذا هو المهم، وليس على مستوى العمل المرتبط بالراتب وبيئة النجاح والاحترافية، فخروج تلك الكفاءات حالة طبيعية، وتعتبر إضافة لسيرهم الذاتية».
مسابقاتنا ضعيفة فنياً وعمل الأندية صعب
وبالنسبة لتقييمه للمسابقات الكروية والعمل التدريبي في الأندية، أوضح أن الجانب الفني ضعيف في المسابقات خلال موسمها الأخير، معللاً أن الأندية تحتاج لتقييم في اختيارات اللاعبين والمدربين، ناهيك عن قيام الجانب الإداري بالنادي في اختيار اللاعبين، كما التغيرات الكثيرة التي صاحبت الفرق في جانب المدربين والسبب يعود إلى سوء الاختيار والتخطيط أثر على المستوى في تلك المسابقات، حسب قوله! وأضاف ولقد كان ابتعاد الفرق الكبيرة في الموسم الماضي عن المنافسة واضحاً في مسابقة الدوري، والذي يعتبر جانباً في تراجع المستوى، مؤكداً أنه لا يقلل بذلك من شأن البسيتين الذي نجح بمجهود كبير في تحقيق لقب المسابقة، بعد أن تأخر كثيراً في تحقيق الإنجاز في المواسم الثلاثة الماضية، معتبراً الكتيبة البسيتينية نموذجاً للنجاح وفلسفة يجب أن نحترمها. وقال الشملان: «وأما بشأن العمل في الأندية، فالعمل صعب ومختلف جداً في البحرين، فالأندية يجب أن يكون لديها تقييم للمدربين. ويجب كذلك ألا تضع استراتيجيات غير واقعية مقارنة بالواقع والحال الذي يعيشه النادي. فعلى سبيل المثال، بعض الأندية تطالب باحتلال مراكز جيدة، وإمكانياتها جداً متواضعة مما يعني أن المعادلة غير متساوية لتحقيق الهدف المطلوب! ونحن نتفق أن ضعف الإمكانيات المادية سبب رئيس وراء الوضع الحالي للأندية، ولكن إذا ما تحدثنا عن أندية الرفاع، المحرق، الأهلي والحد وضعف الإمكانيات، نجد أن تلك الأندية لا تعاني من هذا الجانب بصورة كبيرة، بل يوجد سوء تقدير في الجانب الفني وهذه حالة طبيعية، ولكن الناجح هو من يكتشف الأخطاء ويقيم نفسه ليعود مجدداً للمنافسة».
أرادو تشويه سمعتي
وفي ســـؤال «الوطن الرياضي» عن الاتهامات الموجهة له بشأن اختياره للاعب الرفاع محمد سعد في فترة إعداد المنتخب لبطولة غرب آسيا، أجاب: «المدرب كالديرون طلب مني لاعبين يلعبون على الجوانب في خط الدفاع ويتمتعون بقامة الطول والسرعة. وفي تلك الفترة كان فهد شويطر ومحمد البنا أحد أفضل العناصر الدفاعية الموجودة، والتي لا تنطبق عليها مواصفات المدرب. فاتجهت لطرح اللاعب محمد سعد، الذي أعطاه المدرب الفرصة في بطولة غرب آسيا، إلا أنه لم يستمر مع المنتخب في خليجي 21، وذلك يعود لقناعات المدرب كالديرون. وفي فترة اختيار اللاعب للمنتخب تقدمت إدارة نادي المنامة بطلب رسمي لضم اللاعب للكتيبة المنامية، وهذا ما جعل البعض من الدخلاء على الرياضة يربط مسألة تواجده مع المنتخب بموضوع المنامة. فاللاعب كان قد لعب موسمين مع المنامة قبل أن أشرف على تدريب الفريق في الموسم الماضي. فهم أرادوا تشويه سمعتي في ذلك الموضوع، ولله الحمد لم أستغل يوماً منصبي لمصلحة ما، ونزاهتي وأخلاقي أكبر من تلك الاتهامات».
كلمة أخيرة
وختم الشملان الحوار قائلاً: «أنتهز الفرصة لأهنئ القيادة الرشيدة وشعب البحرين وأهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، وأدعو الله أن يتقبل فيه صيامكم وقيامكم وطاعاتكم، وأتمنى التوفيق في عملي مع المنتخب في المرحلة القادمة، وسعيد بما وصلت إليه وأتمنى تحقيق المزيد من النجاحات، وأتطلع إلى ملحق الوطن الرياضي المزيد من التوفيق والنجاح».