الرباط - (أ ف ب): أبدى حزب «التجمع الوطني للأحرار» المعارض في المغرب، رغبة مبدئية في المشاركة في الحكومة التي يقود تحالفها الإسلاميون، بعد انسحاب «حزب الاستقلال» الحليف الأول للعدالة والتنمية من الحكومة قبل أسبوع. واعتبر الحزب الليبرالي في بيان صدر بعد اجتماع لمكتبه السياسي أن لجوء الإسلاميين إليه لتكوين أغلبية «دليل على الاهتمام وعلى المصداقية والمكانة التي يتمتع بها الحزب داخل الساحة السياسية».وفي 7 يوليو الجاري طلب حزب الاستقلال، الحليف الأول للإسلاميين، من وزرائه تقديم استقالتهم من الحكومة لينفرط بذلك التحالف الحكومي، ما اضطر الإسلاميين إلى البحث عن حليف جديد لتجنب الاستمرار ضمن حكومة أقلية. ودعا بيان التجمع الوطني للأحرار إلى «الإسراع في معالجة الوضع بكل جدية، وبما يبدد الأجواء الانتظارية ويعيد الثقة سواء في الداخل أو في العلاقات بشركائه الأجانب»، مخولاً رئيسه صلاح الدين مزوار «حسن تدبير المرحلة»، أي التفاوض مع حزب العدالة والتنمية.واحتل التجمع الوطني للأحرار المركز الثالث في الانتخابات الأخيرة بعد حزبي «العدالة والتنمية» الإسلامي و»الاستقلال» المحافظ، ولديه 52 مقعداً في مجلس النواب المغربي، ما يتيح له تكوين أغلبية حكومية جديدة مع الأحزاب المتبقية في التحالف.ويتكون مجلس النواب المغربي من 395 مقعداً، فاز منها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة بـ 107 مقاعد لم تكن كافية لتكوين حكومة أغلبية، ما اضطره للتحالف مع حزب الاستقلال المنحسب مؤخراً «60 مقعدا»، وحزب الحركة الشعبية «32 مقعداً»وحزب التقدم والاشتراكية «18 مقعداً».ولا يتيح النظام الانتخابي المغربي حصول حزب ما منفرداً على أغلبية المقاعد البرلمانية، ما يضطر الحزب الفائز إلى الدخول في تحالفات قد توصف بـ «غير المتجانسة» أو «الهجينة»، كما حصل مع الحكومة الحالية التي تجمع محافظين ويساريين. وسبق لحزب التجمع الوطني للأحرار أن رفض المشاركة في حكومة الإسلاميين بعد فوزهم لأول مرة في تاريخهم في الانتخابات البرلمانية نهاية 2011، بل وصوت ضد البرنامج الحكومي الذي قدمه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في البرلمان.
970x90
970x90