كتبت - شيخة العسم:
يبدو «الهريس» مثل العروس في المائدة الرمضانية، فهو الطبق التراثي الأصيل في دول الخليج، ووجبة لا تطهى سوى في المناسبات مثل شهر رمضان والعيدين، والنذور والعزائم الكبيرة.
تذكر الجدة كلثم حمد أن طبق الهريس «كان يكلف الكثير في السابق، فإلى جانب حبوبه؛ كان هناك الدجاج أو اللحم، وليس كل منزل بقادر على توفيرها كل ذلك، وكان الأغنياء يطهون «جدور» منها في المناسبات توزع على الجيران».
وتوضح حمد أن طريقة طبخ الهريس واحدة في جميع الدول إلا أن هناك بعض الاختلافات في الإضافات فقط، «فالسعوديون مثلاً يفضلون وضع الهيل أو «القرفة»، وحتى أعواد البقدونس، أما في الكويت فلا بديل عن الطماطم والبقدونس، أما في البحرين فيفضل دهن وجه طبق الهريس بالسمن، وكنا قديماً نعده بأنفسنا أما اليوم فيشتريه البعض جاهزاً إما من السوبرماركت أو من بائعة متخصصة بالأكل الشعبي، لكن المعد في البيت له مذاقه الخاص».
أما الخمسينية أم جاسم، فتؤكد أنه «مو كل من سوى هريس كان هريس»، إذ إنه فن، وأهم خطواته ضرب الهريس بمضراب من الخشب، «نحن النساء عندما نتذوق الهريس من جيراننا أو معارفنا نخرج لنعلق عليه بأنه مضروب عدل أو مو زين»، إلا أن نساء اليوم يشترين الهريس جاهزاً من المطاعم، «كنتي عندما زرتها للفطور ثاني يوم من رمضان كانت قد أشترته جاهز، وشتان بين الجاهز والمعد منزلياً». وتحرص لولوة سلمان -45 سنة- على طهي طبق الهريس خلال شهر رمضان، «أعد الهريس دائماً لأن زوجي يفضله على مائدة الفطور في رمضان، غير أن ضربه يتعبني كثيراً، فأستعين بولدي البكر، ثم أوزعه على جيراني، فهم يحبون طريقة إعدادي له، فإعداده يحتاج نفساً خاصاً لا يجيده الجميع تعلمته من والدتي حفضها الله».