اغتال مسلحون المحلل السياسي السوري البارز، محمد ضرار جمو، بالرصاص جنوب لبنان.
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن المسلحين اغتالوا جمو داخل منزله، حيث أمطروا جسده بوابل من الرصاص.
واعتاد جمو الظهور على شاشات المحطات التلفزيونية العربية كمحلل سياسي، واشتهر بالدفاع عن حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن جمو هو مدير العلاقات الدولية والسياسية للمنظمة الدولية للمهاجرين العرب.
وجاء الاغتيال بعد ساعات من مقتل شخص وجرح اثنين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت أعضاء في «حزب الله» المؤيد للأسد بالقرب من «المصنع» بجوار الحدود السورية. ولم يتم التأكد من أن القتيل هو أحد عناصر حزب الله.
وقد هوجمت أكثر من مركبة في المنطقة مؤخراً، وجرح جنديان لبنانيان جراء أحد الانفجارات.
ويعتبر اغتيال جمو بمثابة أحدث مؤشر على أن الصراع في سوريا المجاورة يهدد استقرار لبنان، وقد أثرت الحرب الأهلية الدائرة في سوريا على حياة اللبنانيين بشكل كبير، حيث ينقسم المواطنون بين الولاء والمعارضة لنظام بشار الأسد، وقد اندلعت اشتباكات بين مسلحين يمثلون الاتجاهين وخلفت قتلى وجرحى.
وقالت مصادر أمنية لبنانية إن جمو البالغ من العمر 44 عاماً كان برفقة ابنته حين تعرض للهجوم الذي نقل على إثره إلى المستشفى وهي تعاني من صدمة.
وقال مسؤولون إن قوات الأمن ألقت القبض على رجل لبناني بالقرب من منزل جمو بعد الهجوم وهو يخضع للتحقيق.
وكان لغم قد انفجر تحت عربة دفع رباعي تقل عناصر من حزب الله بالقرب من الحدود السورية قبل إطلاق النار على جمو بساعات، مما أدى إلى مقتل شخص.
ويلعب حزب الله دوراً في النزاع الدائر في سوريا حيث يقاتل عناصر منه إلى جانب قوات النظام.
يذكر أن بلدة صرفند التي قتل فيها جمو تقيم فيها أغلبية شيعية ويحظى نظام الأسد فيها بالدعم.
في الوقت ذاته، بدأت الاستهدافات المتتالية لحزب الله في لبنان بتخويف أهالي البيئة المحتضنة له، ودفعت الحزب إلى اتخاذ الإجراءات لطمأنة هذه البيئة وتأمين حماية المناطق الواقعة تحت نفوذه، خاصةً الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولم يكد أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت يلملمون بقايا الانفجار الأسبوع الماضي، حتى تفاجأ اللبنانيون بوقوع انفجار آخر في البقاع استهدف حزب الله، على خلفية انخراطه في الصراع الدائر في سوريا، كما يقول البعض.
ولا يزال أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت حتى اليوم يتفقدون مكان الانفجار ويلتقطون صوراً للسيارات المتفحمة المركونة في المرآب حتى الآن، وسط إجراءات أمنية مكثفة اتخذها حزب الله في هذه المنطقة ومحيطها التي تقع تحت نفوذه مباشرة.
وفي ظل هذه الأجواء غير الآمنة، يتجه أهالي الضاحية الجنوبية إلى إقامة أمن ذاتي حيث بدأت مجموعات من الشبان تعمل على مراقبة كل منطقة من المناطق التي تقع تحت نفوذ حزب الله مداورة، تحسباً لزرع متفجرات. وعند حلول الظلام، تجول سيارات تابعة للحزب ذات زجاج داكن داخل الأحياء.
وفي البقاع، الوضع ليس أفضل حالاً من الضاحية، ويؤكد مهدي، أحد سكان مجدل عنجر حيث تم استهداف إحدى شخصيات حزب الله التي كانت متوجهة إلى سوريا، أن الوضع مرشح للتفاقم في ظل استمرار حزب الله تدخله العسكري في سوريا بما يوحي بانتقال المواجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية.
ويصف مهدي الوضع بـ»كرة ثلج ستكبر أكثر وأكثر». ويكشف أن عناصر سراي المقاومة التابعة لحزب الله هي من تقوم بتأمين الطريق لمواكب حزب الله التي تسلك طرق مختلفة للوصول إلى سوريا.
في غضون ذلك، تواصل قوات النظام السوري حملة قصف عنيفة على مخيم اليرموك في دمشق، وعلى أحياء أخرى كالقابون وبرزة وجوبر، مع استمرار محاولاتها اقتحام تلك الأحياء.
وتجري اشتباكات عنيفة بين تلك القوات ومقاتلي الجيش الحر على مداخل مخيم اليرموك وفي معضمية الشام.
وتنهال القذائف والقنابل على مخيم اليرموك من المناطق التي تتمركز فيها قوات النظام السوري التي تحاول تمهيد الطريق لاقتحام المخيم.
ولم يقتصر القصف العنيف على المخيم، بل استهدف أحياء أخرى تقع جنوبي دمشق، مثل حي القدم والعسالي والتضامن.
وتواصل قوات النظام قصفها حي القابون الدمشقي الذي ذاق ويلات الحصار والقصف وهو يقصف بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ.
وتوجهت كتائب من الجيش الحر من الغوطة الشرقية لمساندة المقاتلين في القابون وفك الحصار الذي تفرضه قوات الأسد.
ومازالت أحياء برزة وجوبر وتشرين شرق دمشق تتعرض لحملة القصف الشرسة، فيما يتواصل القصف على مناطق في ريف دمشق كداريا التي تمكن الجيش الحر من السيطرة على بعض المواقع في جنوب شرق البلدة.
«العربية نت - بي بي سي»