كتب - وليد صبري:
عدد استشاري أمراض النساء والتوليد د.جلال البطوطي محاذير صيام الحوامل، والحالات المرضية التي توجب إفطارها، مثل الإصابة بالسكري والتهابات الكلى والأوعية الدموية وحالات القيء المتكرر.
وقسم البطوطي فترات الحمل إلى ثلاث، الأشهر الثلاثة الأولى تتسم دائماً بالرغبة في القيء مع صعوبة التنفس وفقدان الشهية، وعادة ما تترافق بنقص وزن الحامل، وإذا كانت الأعراض متوازنة وليست مرضية، والقيء لا يتكرر أكثر من 3 مرات يومياً، فيمكن للحامل أن تصوم وتتناول العلاج المناسب بعد الإفطار.
الفترة الثانية من الشهر الرابع وحتى السادس، تترافق مع عسر الهضم والحموضة والشعور بالتعب، ويمكن للحامل أيضاً أن تصوم طالما الأعراض بسيطة، والفترة الأخيرة وهي من الشهر السابع حتى الولادة، تتسم بصعوبة الحركة وزيادة الحموضة وآلام المعدة وتزداد أعراض الورم بالقدمين وآلام الظهر، والصيام بهذه الحالة ممكن إذا كانت الأعراض متوازنة.
وقال إن الطبيب المعالج يمكن أن يطلب من الحامل عدم الصيام في بعض الحالات، إذا اشتكت الحامل من عدة أمراض تؤثر على سلامة الأم والجنين.
وأضاف أن «أهم تلك الأمراض أنيميا الحمل، حيث تتكون دورة دموية جديدة للجنين عن طريق المشيمة، حيث لا تستطيع خلايا الجهاز الذي يصنع الدم في نخاع العظام والكبد والطحال من الوفاء بالمتطلبات والأنسجة، ما يخفف نسبة المادة الملونة في الدم ويسبب أنيميا الحمل بعد استنفاد الحديد المخزون، فيتضاعف القيء وتفقد الشهية، ويصبح العلاج ضرورياً لاستمرار الحمل وسلامته».
وحدد البطوطي الأمراض التي تنصح فيها الحامل بالإفطار، بينها أمراض الأوعية الدموية، حيث يحدث ارتخاء بعضلات جدار الشرايين والأوردة، ويتسرب الدم إلى أوعية الأطراف، ويقل ضغط الدم في الأوعية الرئيسة، وتعاني الحامل من انخفاض ضغط الدم والصداع، وإذا كان العلاج ضرورياً أثناء النهار لا تستطيع معه الصوم.
ولفت إلى أن ارتفاع ضغط الدم يمثل خطورة على صحة الأم والجنين، ويحدث عادة في الأشهر الأخيرة، ويكون مفاجئاً في حال تسمم الحمل، يصاحبه تورم في الساقين وزلال في البول، وبقاء الضغط مرتفعاً يزيد احتمال حدوث تسمم الحمل بنسبة 30% في مرات الحمل المقبلة، وتتعرض الحامل لمخاطر هبوط القلب والتهاب الكلى، وإذا أمكن علاج ضغط الدم المرتفع بعد الإفطار يمكن للحامل أن تصوم، وإذا وجب تناول العلاج بمواقيت ثابتة وأثناء النهار يمكن لها أن تفطر.
وأوضح أن «إصابة الحامل بالسكري يمنع صيامها، حيث إن المواد السكرية والنشوية في الغذاء تمد الجسم بالطاقة، ويلزم لإتمام ذلك وجود هرمون الأنسولين من البنكرياس، وأثناء الحمل تفرز المشيمة عدة هرمونات لها تأثير معاكس على عمل الأنسولين، بمعنى أنها تقلل من فعاليته على عملية احتراق السكري في الجسم»، منبهاً إلى التعامل بحرص مع الحامل المصابة بالسكري، وقال «من الأفضل أن تفطر».